الأردن: قلّة تتابع تنبؤات التعديل الوزاري والعامّة منشغلة بلقمة عيشها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أشرف الراعي - عمّان - الغد
لا يلقي كثير من المواطنين اهتماما بالاحاديث التي تتوقع تعديلاً وزارياً في وقت قريب، فيما يجهد قلة في محاولة لمعرفة أبرز المرشحين لدخول الحكومة وصولا للتنبؤ بأصحاب المعالي الجدد.
وتتناقل صالونات سياسية وصحف يومية وأسبوعية منذ انتهاء الدورة الاستثنائية لمجلس الامة في الرابع والعشرين من ايلول (سبتمبر) الماضي أنباء، غير مؤكدة عن تعديل وزاري قريب.
ويرى مواطنون أن الإنشغال بالتعديل الحكومي يتركز في أروقة السياسيين والصحافيين والمهتمين لا المواطنين العاديين الباحثين عن لقمة العيش، في بلد شهد 89 حكومة منذ تأسيس إمارة شرق الأردن عام 1921.
لا يبدي رامي المعاني (موظف) أي اكتراث بأحاديث التعديل في الحكومات. ويقول "تعدل الحكومة وزارءها والظروف تبقى كما هي وهذا ما تعودنا عليه".
"ظروفنا لن تتحسن فارتفاع الأسعار وانتشار الفقر والبطالة معضلات لا نواجهها بتعديل الحكومات أو تغييرها"، بهذه الكلمات بدأ المعاني حديثه حول اهتمامه بالتعديل الحكومي الذي قال إنه "لا يعنيني، كل ما في الأمر أنني أعرف اسم رئيس الوزراء الحالي معروف البخيت وهذا يكفي".
بخلاف المعاني ينفي محمود الصمادي (كهربائي) علمه باسم رئيس الوزراء الحالي، بعد زهاء عام على تشكيله الحكومة.
ويقول الصمادي "بصراحة لا يهمني أي تعديل أو تغيير حكومي خصوصاً وأننا نسمع عن تعديل حكومي أو تغيير في فترات متقاربة".
ويشير إلى أن الاهتمام الشعبي بشكل عام بالتعديل الحكومي "ضئيل" لأن الحكومات لا تضيف جديداً، في الوقت الذي يؤكد فيه ياسين صالح (متقاعد) أن اهتمامه بالتعديل الحكومي قاصر على معرفة الوزراء الجدد.
ويوافقه الرأي بشار مازن (موظف) الذي قال "لا بد من الاهتمام بأسماء الوزراء المنضمين حديثاً إلى قافلة الوزارة حتى نقرأ برامج كل وزارة من خلال وزيرها".
بيد أن نادر خلف (تاجر) يرى أن "متابعة السياسة ليست أمراً مهماً بالنسبة له شأنه في ذلك شأن أغلب الأردنيين".
ويضيف خلف "ما يهمني فعليا كما أغلب المواطنين هو ما إذا كانت الحكومة سترفع الأسعار أم لا".
وتعتقد طالبة السنة الثانية في إحدى الجامعات رولا سلامة أن الاهتمام بالتعديل على المستوى الشعبي "ضعيف" الأمر الذي يتطلب وضع برامج تعريفية بالحكومات حتى يتسنى للمواطنين متابعة ما كلفت به الحكومة وما نفذته فعلياً على أرض الواقع.
وقالت سلامة "فعلا كثير من شباب الجامعات لا يعرفون من هم رؤساء الوزراء الذين تسلموا الحكومة".
ووافقتها الرأي الموظفة نصرة درويش التي تعتقد أن مرد "قلة" الاهتمام الشعبي بالتعديل الحكومي عدم تنفيذ الحكومات المتعاقبة لبرامجها التي تعرض لها في بداية تشكيلها بالصورة المطلوبة.
من زاوية علم الاجتماع، يرى أستاذ علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور حسين الخزاعي أن انشغال المواطنين بتحسين ظروفهم المعيشية في ظل ارتفاع نسبتي الفقر والبطالة اللتين تبلغان 14.2% و14.8% على التوالي من إجمالي عدد الأردنيين البالغ 5.4 مليون نسمة يشغلهم عن خوض غمار الحديث السياسي.
ويقول إن "الحديث حول التعديل الحكومي دائما ينطلق من المتابعين للشأن السياسي من موظفين حكوميين أو سياسيين ينتظرون دخولهم الحكومة".
ويعزو الخزاعي اهتمام الموظفين بالتعديل الحكومي لتحسين مستوى أدائهم العملي، مشيرا إلى أن هيكلة الحكومات وبرامجها لا تشجع المواطنين على الاهتمام.
وعلق قائلا "في كل حكومة يتكرر عدد كبير من الوزراء من الحكومة السابقة وهذا لا ينبئ بالتغيير الأمر الذي يشير إلى أن الوزراء يتداورون على الوزارات دون برامج مقنعة".
وأرجع عدم الاهتمام الشعبي بالتعديل الحكومي إلى أن اختيار الوزراء إما أن يكون بناء على أسس جغرافية أو أن يكون محسوبا على أحد الصالونات السياسية، معتبراً أن البناء الاجتماعي أصبح لا يعول على الحكومات.
وبذلك لا يحوز التعديل الحكومي لدى مواطنين الكثير من الاهتمام "كونه لن يحدث تغييرا في مستوى معيشتهم، الأمر الذي يتفق معه علم الاجتماع.