دمشق: صفقة فرنسية - اميركية لاتهام سوريا باغتيال الحريري

روسيا تدعم السنيورة لتحقيق الوفاق
بــــري: سنعيــــد الاعتبــــــار الى الحـــــــــوار


النهار


انطلقت عجلة المشاورات الداخلية بعد عودة رئيس مجلس النواب نبيه بري امس الى بيروت بعد غياب استمر اسبوعا شارك خلاله في اعمال الدورة الـ115 للجمعية العمومية للاتحاد البرلماني الدولي. وجرى بين الرئيس بري ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة اتصال هاتفي تداولا فيه الاوضاع العامة.

بري

وابلغت اوساط الرئيس بري "النهار" انه "ليس في وارد الاحباط ازاء اجواء التشنج والاثارة التي تزيده اقتناعاً، بالسير في مسعاه لاعادة الاعتبار الى الحوار. ونقلت عنه قوله: "لن اتراجع وسنستمر حتى ننقذ البلد". واوضحت ان رئيس المجلس باشر اتصالات لتكوين صورة للموقف الذي تشكّل خلال غيابه، وهو سيفيد من عطلة الفطر للعمل على "تبريد الاجواء وتشجيع كل طرف على التفكير بعقل بارد تمهيدا للتحرك المقبل".

السنيورة

على الطرف الآخر، لزمت مصادر الرئيس السنيورة الصمت حيال الحملة التي يشنها "حزب الله" عليه شخصيا وعلى الحكومة عموما، طارحة علامات استفهام حيال هذا التصعيد الذي تتابعه بعناية وترصد اتجاهاته كاملة.
وكان الرئيس السنيورة تلقى اتصالا هاتفياً امس من رئيس الوزراء التركي طيب رجب اردوغان بعد وصول الوحدة التركية العاملة في اطار قوة الامم المتحدة المعززة (اليونيفيل) العاملة في الجنوب.
واستقبل السفير السعودي عبد العزيز خوجة الذي عاد اخيراً من مشاورات في المملكة.

التصعيد

ولاحظت اوساط الاكثرية النيابية والحكومية ان تصعيد "حزب الله" استهدف الحوار المرتقب بين رئيس كتلة "المستقبل" النائب سعد الحريري والامين العام للحزب السيد حسن نصرالله، كما استهدف رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط والجهود المبذولة لعقد مؤتمر باريس-3 والاعلان صراحة عن الانتماء الى محور ايراني - سوري بما يعني العمل على قطع الطريق على مبادرة الرئيس بري المرتقبة باستدراج ردود فعل على هذه الحملة التي لم تنجح في استثارة رد مماثل بالاسلوب نفسه من فريق الاكثرية.

المحكمة الدولية

اما في ما يتعلق بمشروع المحكمة ذات الطابع الدولي، وعطفا على ما اوردته "النهار" امس، فقد علم ان نص المشروع وصل الى عدد من الجهات المعنية في رئاسة الوزراء ووزارة العدل فعكفت على درسه في ضوء التعديلات التي ادخلت عليه في الامم المتحدة.

المساعدات

وفي جناتا، قضاء صور، انطلقت امس حملة دفع التعويضات الرسمية للمتضررين في حرب تموز عبر الهيئة العليا للاغاثة ومجلس الجنوب الذي سلم هؤلاء الدفعة الاولى من نحو 40 شيكا بلغت قيمتها الاجمالية 400 مليون ليرة، اي ما يوازي 270 الف دولار. ويدفع 40 الف دولار عن كل منزل مدمّر كليا، ثم تتدنى القيمة تبعا لحجم الاضرار.

لافروف

على صعيد آخر ابدى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اعتقاده ان قوة الامم المتحدة المعززة في الجنوب لن تضطر الى استخدام القوة ردا على انتهاكات اسرائيل للقرار 1701.
وقد اجرت معه وكالة الانباء الكويتية (كونا) مقابلة امس في موسكو على هامش محادثاته مع رئيس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر المحمد الاحمد الصباح ونائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد صباح السالم الصباح، فسألته رأيه في تهديد قائد قوة "اليونيفيل" المعززة الجنرال آلان بيللغريني بالتصدي للانتهاكات الجوية الاسرائيلية للاجواء اللبنانية فأجاب: "اننا ننطلق من ضرورة تطبيق قرار مجلس الامن الدولي رقم 1701 من جميع الاطراف المعنيين.
وأضاف: "لا اعتقد ان الأمر سيصل الى حد استخدام اليونيفل القوة، وموقفنا يكمن في ادانة اي انتهاك لحرمة الاراضي اللبنانية".
وأوضح "ان مهمة قوة اليونيفيل وقرارات مجلس الامن الدولي التي أقرت هذه المهمة، بما في ذلك القرار الاخير الذي صدر في ضوء الحرب في لبنان اخيرا، تؤكد سيادة لبنان وسلامة أراضيه، وتطالب جميع الاطراف المعنيين باحترام هذه السيادة، وهذا يعني عدم السماح بأي خروق للاراضي اللبنانية من أي طرف كان اسواء من جانب اسرائيل ام من جانب سوريا" كما يتحدث البعض. وشدد على عدم السماح بأي امدادات غير شرعية من الاسلحة او العبور غير المشروع للسلاح للأراضي اللبنانية براً او جوا.
وأعلن ان الحوادث المرتبطة بانتهاك سلامة الاراضي اللبنانية تثير العواطف وتعطي الراديكاليين حججا اضافية للحيلولة دون تحقيق الوفاق بين اللبنانيين ودون تحقيق الاستقرار في لبنان.
وعبّر عن ايمانه بان الوضع الحالي يتطلب توفير الدعم لحكومة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة لتحقيق الوفاق في لبنان، وقال: "ان هذا يقتضي اقامة حوار بين جميع القوى السياسية بها في ذلك حزب الله الذي يعمل ممثلون له في برلمان البلاد وحكومتها".
في دمشق (أ ش أ) اكدت وزيرة المغتربين بثينة شعبان ان دعوة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة لزيارة دمشق لا تزال مفتوحة من اجل اقامة "علاقة افضل بين الشعبين والتغلب على القوى التي تحاول بناء الحواجز بين البلدين".
وقالت: "ان ما تفعله سوريا دائماً، سواء في علاقتها مع لبنان او اي طرف عربي آخر، هو الحفاظ على مرجعية الحق العربي ووحدة الصف ومحاولة تنبيه الاطراف الى ان الآخرين يحاولون فقط ان يزرعوا بذور حروب اهلية في الاراضي العربية، بعدما تمكنوا من احتلال العراق وتجويع الشعب الفلسطيني".
ونفت الوزيرة السورية في تصريح خاص بقناة "الجزيرة" الفضائية امس "وجود خلاف حول وضع جدول اعمال محدد مسبقا قبل زيارة السنيورة لدمشق"، موضحة "ان الاكثرية الحقيقية في لبنان وسوريا تريد علاقات ممتازة وحدودا مفتوحة بين البلدين".
في غضون ذلك (ا ف ب) تحدثت صحيفة "تشرين" السورية الحكومية امس عن "صفقة فرنسية - اميركية - لبنانية هدفها تطويع سوريا واتهامها باغتيال "رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، وذلك نقلا عن كتاب فرنسي صدر اخيرا.
وقالت الصحيفة ان "كتاب" التحول الكبير بغداد - بيروت" الذي اصدره الكاتب الفرنسي ريتشارد لابفيير كشف صفقة فرنسية - اميركية -لبنانية (...) لاتهام سوريا بمقتل رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان السابق ولتطويع سوريا والاجهاض على نهج المقاومة في المنطقة".
واضافت ان "الصفقة الاميركية - الفرنسية عقدت وكان ثمنها تخلي فرنسا عن ديبلوماسية ديغولية عمرها نحو اربعين عاما اكراما للرئيس الاميركي جورج بوش والمحافظين الجدد واسرائيل ولتغييب الحقيقة والانتقام من سوريا ومن نهج المقاومة".
واوردت ان المؤامرة الرخيصة حيكت لتكون بداية "تحول كبير" من نوع آخر يمهد الطريق امام عودة الاستعمار الغربي الى المنطقة بعدما خرج منها عقب الحرب العالمية الثانية".
وذكرت ان "سوريا ليست من عشاق نظرية المؤامرة، لكن ما جرى ويجري (...) هو أكبر مؤامرة تعرض لها العرب، ولعل كتاب "التحول الكبير" يؤكد ان كل ما جرى اكبر من مؤامرة متعددة الطرف والهدف.