المنتصر والمهزوم في أمن بغداد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الإثنين: 2006.10.23
وليدالزبيدي
ان الاعتراف الاميركي بفشل خطة امن بغداد، مع العجز التام عن اعطاء بديل لهذه الخطة،التي اخذت الكثير من الوقت في الاعداد والتجهيز، كما ان الادارة الاميركية اعطتها الكثير من الاهمية، وروجت لها اعلاميا، وتم تجنيد الفضائيات ووكالات الانباء، لتبث تصريحات القادة العسكريين الاميركيين، الذين تحدثوا عن نتائج باهرة ستحققها خطة امن بغداد، قبل الشروع بتنفيذها، كما ان القيادة العسكرية الاميركية قررت سحب مايقرب من عشرة الاف من خيرة قواتها(فريق سترايكر القتالي 172) المنتشرة في مناطق اخرى داخل العراق، لزجها في بغداد، وسارعت الى رسم الافاق المتفائلة، وتحدث المسؤولون عن نتائج ايجابية ستحقق بعد تطبيق هذه الخطة المعجزة الامنية المنتظرة،دون ان يتحقق اي شيء ماخلا المزيد من التدهور الامني والفوضى..
رغم كل ذلك، فإن الخطة فشلت ولم تحقق شيئا، بل على العكس من ذلك، فقد انقلبت على القائمين عليها، لان الترويج والاستعداد وحشد القوات لعملية عسكرية ذات طبيعة امنية، والشروع بتنفيذها داخل مدينة واحدة، يعني الكثير، ثم يتضح بسرعة ان الفشل كان من نصيب تلك الخطة، هذا يعني، ان القوة الاخرى، التي استهدفتها كل هذه القوات والحشود الامنية، والقدرات الاعلامية والسياسية والاقتصادية، لم تتأثر بذلك، بل على العكس، فأن فشل القوات الاميركية والحكومية في تحقيق اهدافها، يعني بالدقة المتناهية، ان المقاومة العراقية في مدينة بغداد، قد انتصرت في المعركة التي اطلقوا عليها اسم (خطة بغداد الامنية) لان فشل الطرف المهاجم في اي معركة، واعترافه علنا بذلك الفشل الذريع، يعني ان الطرف الاخر، وهو المقاومة العراقية، قد حققت انتصارها الكبير، وهذا لايحتاج الى بيانات توضح ابعاده واهميته، لان الذي حصل على ارض الواقع، اثبت وبما لايقبل النقاش، ان جميع الحشود التي تم استخدامها وزجها في معركة بغداد الاخيرة، لم تتمكن من التأثير على صف المقاومة العراقية الرصين والمتماسك والقوي، ومعروف ان الاطراف والقوات، التي شاكت في الهجوم على بغداد واسعة وكبيرة، وشملت مايقرب من ستين الف من القوات الاميركية، مجهزة بالاسلحة المتطورة والثقيلة والطائرات بمختلف انواعها، وهناك مايصل الى سبعين الف من الشرطة والجيش الحكومية المنتشرة في بغداد لوحدها، كما تم توظيف عصابات مسلحة يقدر عددها بعشرات الالاف، اما تفاصيل الخطة، فقد كانت وفق الاتي، فبعد ان توفر القوات الحكومية الاسناد الكامل للعصابات، وتتواجد القوات الاميركية في محيط المكان، تندفع تلك العصابات لاختطاف وقتل الشباب والرجال والاطفال في تلك المناطق، وحصل ذلك في مناطق عديدة، الا ان الذي حصل، هو التصدي الرجولي والشجاع لهؤلاء من مجاميع العصابات، وردها بقوة، وتواصل ذلك المسلسل خلال الاشهر الماضية، حتى وصل الاميركيون الى قناعة تامة بالهزيمة امام قوة وارادة وشجاعة العراقيين، الذين تصدوا لكل تلك القوات والاجهزة الحكومية والعصابات التي تعمل لصالحها.
هكذا حصلت هزيمة خطة امن بغداد، وانتصرت ارادة المقاومة وافشلت واحدة من اكبر واوسع العمليات العسكرية، التي استهدفت العاصمة بغداد بأسرها.
اما السيناريوهات الاخرى، لابد انهاستكون حاضرة، في التفكير والتخطيط، لتخفيف وقع الهزيمة، في نفوس الذين خططوا وروجوا ونفذوا جرائمهم ضد ابناء بغداد.
كاتب عراقي مؤلف كتاب -جدار بغداد
wzbidy@yahoo.com