جريدة الجرائد

الجيش الأميركي ينشر على الإنترنت مراسلات قادة «القاعدة»

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تضمنت ثروة من المعلومات عن حرب الإرهاب في أفغانستان والعراق


واشنطن: منير الماوري لندن: "الشرق الأوسط"



في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ الحروب الأميركية بدأت مواقع إلكترونية تابعة بشكل أو بآخر لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) نشر وثائق ومراسلات باللغة العربية بين قادة تنظيم "القاعدة" عثر عليها الجيش الأميركي في إطار الحرب على الإرهاب والعمليات العسكرية في حربي العراق وأفغانستان تمثل ثروة للدارسين قد لا تقدر بثمن بينها رسائل كتبها أسامة بن لادن وأمهرها بتوقيعه المميز، إضافة إلى مجموعة من أدبيات تنظيم "القاعدة" وأهدافه وشروط الالتحاق بمعسكراته.

ورفض مصدر مسؤول في البنتاغون اتصلت به "الشرق الأوسط" تأكيد أو نفي صدقية الوثائق المنشورة، لكنه أشار إلى أن ستار السرية قد أزيح عنها وهي موجودة على شبكة الإنترنت منذ شهور بشكلها الأصلي وترجمتها الإنجليزية ويستطيع المتخصصون في شؤون الإرهاب دراستها والتأكد بأنفسهم من مدى صحتها وفقا للسياق الذي عثر فيه عليها.

ونشر موقع موكل إليه نشر الوثائق غير السرية المتعلقة بحرب الإرهاب 33 وثيقة تحوي معلومات تعرف لأول مرة عن تنظيم "القاعدة" وجميعها تستحق الدراسة والتحليل، ومن هذه الوثائق تقرير لتنظيم "القاعدة" في العراق عن الوضع في محافظة الأنبار كتبه على ما يبدو أحد الأعضاء الكبار في شبكة أبو مصعب الزرقاوي.

كما نشر الموقع وثيقة مكتوبة بخط اليد على ورق دفتر مدرسي موجهة إلى شخص اسمه أبو أسامة وتكشف الوثيقة عن أوامر بعدم قتل أي شخص من غير من سمتهم الوثيقة بالجواسيس أو رجال الجيش والشرطة، إضافة إلى إشارة لاستهداف المقربين من رئيس الوزراء العراقي آنذاك، إبراهيم الجعفري، وإشارة إلى هجوم على البدالات والبريد والحصول على تسجيلات بالكومبيوتر لمكالمات هاتفية. وفي وثيقة مطبوعة بآلة كاتبة يعود تاريخها إلى عام 1994 كتبت في معسكر الفاروق بخوست تشمل ذكريات تستحق التمعن حول ما سماه كاتب الوثيقة بفتح كابل. كما نشر الموقع ذاته وثائق أخرى عن أدبيات تنظيم "القاعدة" وأهدافه وشروط القبول في معسكرات "القاعدة" تبين إحداها أن التنظيم كان يركز على ضروة خلو المتقدم من الأمراض التي قد تعيق تحركه.

* سيف العدل يطالب بوقف العمل الخارجي

* ونشر الموقع وثيقة أخرى تحت عنوان "دروس مستفادة من التجربة الجهادية المسلحة في سورية" وتقريرا عن رحلة قصيرة إلى نيروبي ورسالة إلى شخص يسمى أبا خالد من أسامة محمد بن لادن. ومن أهم الوثائق كذلك التي تستحق التحليل رسالة موجهة إلى شخص واسمه مختار وهو قيادي أصولي مصري، ومن المعتقد أن كاتبها هو سيف العدل القيادي الكبير في تنظيم "القاعدة" الذي يعتبرالمسؤول العسكري لتنظيم بن لادن، ينتقد فيها شخصا كبيرا يصفه بالمعلم من المعتقد أنه بن لادن، قائلا إن عادته المطلقة التي لا يستطيع التخلّي عنها إذا عارضه أحد مباشرة يدفع آخر بكل قواه ليجتهد له، متشبثاً برأيه ضاربا عرض الحائط بما حوله فلا شورى ولا يحزنون. والرسالة يعود تاريخها إلى 13 يونيو 2002 ، أي بعد 9 أشهر من عملية 11 سبتمبر 2001، وموقعة باسم عبد الحليم العدل. ويبدو من اسلوب الرسالة ان كاتبها موجود خارج افغانستان.

وقال في الرسالة "للأسف الشديد لو تكلّمت قبل أن تحدث المصائب ـ وقد تكلمت ـ لعددت من الحاسدين، أما وقد أصبح الأمر واقعاً فإني قد أبرأت الذمّة ـ ويدفعك بلا روية أو هوادة وكأنه لم يسمع الأخبار ولا يدرك الأحداث، واليوم لإبراء ذمّتي أمام الله أقولها: يجب أن نتوقّف عن العمل الخارجي تماماً حتى نجلس وننظر أي كارثة فعلنا، فإن فعلت فخيراً للإسلام وإن تابعت فلا حول ولا قوة إلا بالله. فقد سقطت مجموعات شرق آسيا ثم أوروبا ثم أميركا ثم القرن الأفريقي ثم اليمن ثم الخليج ثم المغرب ثم كادت أن تغرق باكستان دفعة واحدة ـ وقد نصحت في هذه الأمور كثيراً ـ وهذا بخلاف الأفراد الذين تحركوا وسقطوا أيضاً. وللأسف أخي إذا راجعت فسوف تجد نفسك المسؤول الأوحد في كل ذلك لأنك اضطلعت بالمهمة وخلال ستة أشهر فقط راح ما بنيناه في سنين. أليس هذا جديراً بأن نتوقّف ونجلس، لا أقول نتحاكم، ولكن لإعادة النظر ومعرفة الأخطاء التي كانت وراء هذه الكوارث بدلاً من التعامي عنها والاستمرار حتى نصبح أضحوكة لكل أجهزة المخابرات في العالم". وتابع كاتب الرسالة قائلا: "يا أخي الحبيب قف عن العمل الخارجي، وقف عن إرسال الناس إلى الأسر، وقِف عن استحداث عمليات جديدة سواء وصل بها أمر من أبي عبد الله أو لم يصل. لقد فقد أنصارنا الثقة فينا وفي قدرتنا على إدارة الأمر وهم متعجّبون ماذا أصابنا.

قد يكون كثير من الإخوة أنقياء أقرب إلى الله من غيرهم ولكنهم غير موفّقين لم يكتب لهم الله هذا فليرضوا بقضاء الله ويكونوا عوناً لإخوانهم. وما قصدي انتقاص غيري حاشا الله.. ولم أعن بما كتبت إلا نصيحة لي قبل غيري.

رجائي قبل فوات الأوان أن تتوقف عن العمل الخارجي وأن تعمل على ترتيب ما جاء في رسالتي الأخيرة لعلها تكون بداية خير. كما أن رغبتي والإخوة معي أن تترك الأمور الإدارية للأخ أبو مصعب لنقلها إلى هنا وتسلّم أعمال باكستان وأفغانستان (القطاع الجنوبي) للأخ أبو الفرج (يعتقد انه أبو الفرج الليبي اعتقل وموجود حاليا في قاعدة غوانتانامو). أما أعمال أفغانستان فمع الأخ عبد الهادي العراقي. رجائي أن تأتي إلينا لدراسة الأمر وإعادة ترتيبه حتى لا تكون في المساءلة وحدك بعد ذلك، سواء كانت المساءلة من إخوانك أو كتقييم عام من عقلاء الأمة الذين ينظرون للأحداث بعمق بعيداً عن هتافات الشباب التي تعمي أبصارنا عن الطريق، والأهم من هذا وذاك وهو مساءلة رب العالمين لك يوم القيامة.. حيث لا لحن ولا تأويل من البشر. وكما قلت فالرسالة التي أرسلتها لك يعلم الله من باب الحب لك والأخذ على يدك لنصلح الأمر سوية، وإن شاء الله فإني مسطّر رسالة لأبي عبد الله أنصحه فيها بأكثر مما قلت لك حتى تقف اندفاعته أيضاً في العمل الخارجي ولبحث الأمر بالشكل المناسب، ثم معاودة الكرة على أعداء الله".

وختم رسالته بالقول:

"أخي الحبيب.. قد تكون هذه هي الحقيقة. فلنقف الآن حتى يوفقنا الله كسابق عهدينا معه، ورجائي أن تلتزم بما في رسالتي السابقة حفاظاً على التنظيم وأسره وكوادره وأمواله. وحتى نلتقي أسأل الله أن يحفظك من كل سوء وأن يلهمني وإياك الرشاد وأن يرزقنا سبيل المؤمنين، قال تعالى "أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير".

أخوك عبد الحليم العدل 2 ربيع الثاني 1423 هـ 13 ـ 6 ـ 2002 وبعد انتهاء الكاتب من الرسالة أضاف فيها ملاحظة تضمنت التالي: ملاحظة: "كنت أعطيت الأخ عمار رسالة خاصة ليرسلها للشخ أبو وليد، ولكنه لم يرسلها له، وتفاجأت عند تصفّح موقع النداء على الإنترنت أن الرسائل موجودة في البيانات وهي ليست كذلك فهي مجموعة أسئلة وفي آخرها سلامات وقبلات لأولادي بالاسم.. فرجاء حذفها وعنوانها (وقفة تعبوية "سياسة" ثم عودة للصراع)، رجاء رفعها بسرعة فأظن أن الأمة كلها الآن تعرف عدد أبنائي وأسماءهم ولا حول ولا قوة إلا بالله".

وضمن الرسائل السرية التي بثها الجيش الأميركي رسالة من أبو عبد الله المصري، وهو قيادي مصري كان يقيم في بيشاور، موجهة الى شخص اسمه أبو القيم يتحدث عن الأوضاع المعيشية في باكستان التي كان يقيم فيها بحسب أصوليين مصريين في لندن. وقال أبو عبد الله المصري: إن الأحوال هنا ليست كما نحلم أو كما نريد، والوضع شيء عموما وعلاقتنا مع الناس غاية في السوء، اذا نحسن إليهم اساءوا الينا ويرموننا بما هو لي فينا، وقد يكون أحسننا حالا هو أبو مصعب السوري (معتقل حاليا لدى الأميركيين). وقال اصوليون في لندن ان كاتب الرسالة هو ابو عبد الله المصري وهو من التكفيريين ومن اشد اعداء حركة طالبان الأصولية. وقال ابو عبد اله المصري في رسالته المؤرخة 2002 "لقد اختلفنا مع بني قومنا على حكومة طالبان فهم يروهم اولياء الله الصالحين، ونحن نراهم كفارا مرتدين، وقد جمعنا أدلتنا وبراهيننا على ذلك".

وألف ابو عبد الله المصري رسالة تحت عنوان "كشف شبهات المقاتلين تحت راية من أخل بأصل الدين"، تحدث فيها عن "عدم جواز القتال مع المجاهرين بالكفر". وتحدث ابو عبد الله المصري عن ابو قتادة الأصولي الفلسطيني المحتجز حاليا في لندن، الذي رد عليه بكتاب "جوفة المطيبين"، ثم رده عليه بكتاب سماه "البرهان والتبيين". وقال لقد أعجب بالكتاب طلبة العلم الذين ليست لهم مصالح مرتبطة مع حركة طالبان . أما موقع
http://70.168.46.200 التابع لمدير وكالة الاستخبارات الوطنية فقد نشر وثائق صوتية ونصية عن حرب العراق من بينها تسجيلات لاجتماعات القيادة العراقية رأسها صدام حسين ووثائق أخرى تمثل ثروة للباحثين عن الفترة التي سبقت حرب العراق.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف