دور واشنطن الدعم من الخارج وتأمين المظلة الامنية في الحلف لمواجهة ايران
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
وفود اميركية في المنطقة لمناقشة التفاصيل ...
دبي - رياض قهوجي
تعتزم الادارة الأميركية انشاء تحالف من الدول العربية الحليفة لها من أجل مواجهة امتداد حركات التطرف ومنع انتشار أسلحة الدمار الشامل، وتحديدا الأسلحة النووية. وبحسب مسؤول رفيع في الخارجية الأميركية، تعتزم واشنطن "تعزيز وضع حلفائها في منطقة الشرق الأوسط وتقويتهم" من أجل مواجهة المحور الايراني - السوري والتنظيمات التابعة له، أي "حزب الله" و "حماس". وقال المسؤول لصحيفة "ديفنس نيوز" الدفاعية في عددها الاخير أن انشاء هذا الحلف يشكل اليوم هدفا أساسيا للسياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط.
وتقوم منذ مدة وفود عسكرية وديبلوماسية أميركية بزيارات مكوكية للمنطقة بهدف مناقشة تفاصيل وقواعد انشاء مثل هذا التحالف وسبل ازالة العقبات التي تقف دونه، وذلك بعدما ناقشت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس تشكيل الحلف في اجتماعات أخيرة لها في أميركا وفي المنطقة، مع نظرائها من دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن.
وتتضمن العروض الأميركية ضمن هذا التحالف الذي لا يزال في أولى مراحل انشائه، منح مظلة أمنية شاملة للدول الأعضاء. وقد تتضمن هذه المظلة الأمنية - الدفاعية تزويد الدول المعنية بغطاء دفاع جوي وصاروخي وحتى نووي، بالاضافة الى المساعدة في تعزيز أمن الشواطئ والطاقة ومكافحة الارهاب. وقد تأتي مساعدة هذا التحالف اما عبر تزويد الدول الأعضاء بالأسلحة والعتاد والتدريبات أو عبر القوات الأميركية في المنطقة. الا أن مصادر أميركية عسكرية تقول إن السياسة الأميركية الجديدة تعتمد على تقليص الدور المباشر للقوات الأميركية وجعل دول التحالف تعتمد أكثر على طاقاتها البشرية والذاتية في الأمور الأمنية، مع دعم واسع النطاق وغير محدود من واشنطن. وتضيف هذه المصادر أن أميركا تعي أن مسألة وجود القوات الأميركية في المنطقة تلقى معارضة شعبية واسعة، ولذلك تتجه نحو انشاء حلف يكون دور أميركا الظاهر فيه أقل أو غير موجود ولكن تكون الامكانات المقدمة من أميركا لحلفائها أكبر بكثير من السابق.
وبحسب مصادر ديبلوماسية في المنطقة، كانت ردود الفعل الأولى للدول التي اختارتها أميركا لتكون في الحلف مرحبة، لكنها تتحفظ عن حجم وشكل وأبعاد النظام الأمني الذي تنوي واشنطن انشاءه. فقد كان هناك اجماع على حجم خطر التغلغل الايراني في المنطقة والتهديد الذي باتت تمثله عبر تنظيمات وجماعات دينية متطرفة، غالبيتها من الطائفة الشيعية. كما أن غالبية هذه الدول أبدت مخاوف جدية من أن تصبح ايران دولة نووية. لكن هذه الدول، وبحسب المصادر ذاتها، تحفظت بشدة عن انشاء تحالف ضد أي دولة عربية أو يظهر على أنه ضد المقاومة الفلسطينية، بخاصة اذا ما بقي الوضع على حاله في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وعليه، كان هناك شرط أساسي لهذه الدول لنجاح التحالف، وهو احراز تقدم كبير وملموس في عملية السلام، وخصوصاًعلى المسار الفلسطيني.
ويتوقع المراقبون أن تركز واشنطن في المرحلة القريبة المقبلة على اضعاف النفوذ الايراني وتفكيك المحور الذي يربطها بسورية، وذلك عبر مساعدة الأنظمة في الدول التي تنشط فيها الحركات المدعومة من طهران، خصوصا في كل من لبنان والعراق ومناطق السلطة الفلسطينية. وستقوم واشنطن بضخ أموال كبيرة لتعزيز المؤسسات الأمنية والدفاعية والاقتصادية والاجتماعية في هذه الدول من دون أن تلعب أي دور مباشر فيها، باستثناء العراق حيث يتوقع أن تعمل القوات الأميركية على نزع سلاح الميليشيات الشيعية بالقوة. أما بالنسبة الى سورية، فان واشنطن تأمل بأن تتمكن الدول العربية الكبرى، مثل السعودية ومصر، من اقناع دمشق بوقف تعاونها مع ايران مقابل وعد باحياء مفاوضات السلام مع اسرائيل في المستقبل القريب وتسهيل اتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي وتقديم مساعدات اقتصادية أخرى. ويشير المراقبون الى أن واشنطن ستستغل بشكل كبير نتائج التحقيق الدولي باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري للضغط على دمشق لفك ارتباطها مع طهران والتخلي عن دعم "حزب الله" و "حماس" وقوى عراقية مناهضة لأميركا.
لكن التحدي الأساسي لطموح أميركا في انشاء حلفها هو قدرتها على تسويقه لدى شعوب هذه الدول، حيث مصداقيتها معدومة وصورتها مشوهة جداً. ولذلك يعتقد المراقبون بأن هذا الحلف سيبقى غير معلن وسيتمثل في زيادة حجم البرامج العسكرية والأمنية والتدريبات المشتركة بين الدول الأعضاء وفي حجم المساعدات الاقتصادية والمالية والاستثمارات الكبيرة من أميركا في دول الحلف والدول المعنية بتعزيز الحلف مثل لبنان والسلطة الفلسطينية. وستحاول طهران التي تراقب كل التحركات الأميركية عن كثب افشال الحلف والسياسة الأميركية الجديدة. وعليه ستشهد المنطقة، خصوصاً دول المواجهة - لبنان والأراضي الفلسطينية والعراق والخليج العربي - المزيد من التأزم.