قطر يوم الأحد
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
سحر بعاصيري
الضجة الاعلامية التي رافقت اعلان الزيارة المرتقبة لوزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني لقطر، الاحد 29 تشرين الاول، بلغت حدا يكاد يجعل المرء يظن ان قطر تخرق احدى محرمات سياستها الخارجية.
لا مشكلة لدى قطر اساسا وان تكن دعوة ليفني للمشاركة في مؤتمر "الديموقراطيات الحديثة" صدرت عن الامم المتحدة لا عن "الدولة المضيفة"، على ما قالت اسرائيل، بل لا مشكلة لديها منذ استقبلت شمعون بيريس عام 1996 وفتحت مكتبا تجاريا لاسرائيل لا يزال يعمل مذذاك بشكل عادي على رغم ما مرّ به الوضع الفلسطيني.
ولا حاجة الى الخوض في ما هو معلن أو غير معلن في العلاقات بين البلدين واللقاءات بين مسؤوليهما. يكفي ان اسرائيل تعتبر ان علاقاتها مع قطر هي النقطة المشرقة الوحيدة في علاقاتها مع العرب، وان قطر مثلا لم تنف ما تردد عن زيارة وزير خارجيتها حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني لاسرائيل ابان الحرب الاسرائيلية الاخيرة على لبنان، او ما قاله "مصدر ديبلوماسي اسرائيلي" من ان هبوط الطائرة القطرية في مطار بيروت و"اختراقها" الحصار الاسرائيلي جريا بالتنسيق مع الاسرائيليين.
كما لا حاجة الى الخوض في التباسات دور قطر او خلافاتها مع عدد من الدول العربية، كأن تحافظ على علاقات جيدة مع اسرائيل وفي الوقت ذاته تدعم المقاومة ودول "الممانعة" العربية وتتخذ مبادرات لمصلحتها.
المشكلة هنا ليست في العلاقة بين البلدين، فيوم الاحد في قطر، اذا جاءته ليفني، لن يختلف في العلاقة مع اسرائيل عن بقية الايام الا بمزيد من الاضواء. بل المشكلة في سلوك دول و/ أو اطراف "الممانعة" العربية (لاسرائيل طبعا) المتمسكة بالممانعة والقادرة في الوقت ذاته على المفاتحة - اذا جاز القول - عبر قطر ولا سيما سوريا و"حماس". وهي علاقات توثقت بوضوح مع المبادرات القطرية في اتجاه سوريا او فلسطين وتحديدا حركة "حماس".
يفترض ان يكون الامر محرجا لهؤلاء. فهل هو كذلك؟ لا ندري.
آخر ما سمعناه من سوريا عن قطر قاله الرئيس بشار الاسد في مقابلة مع قناة دبي الفضائية في 23 آب. يومها امتدح العلاقة "القائمة على الصدقية" معها. ولما سئل عن "علاقاتها المعروفة باسرائيل" أجاب: "أولاً انا لا اعرف حجم العلاقات بين قطر واسرائيل. ما نعرفه هو المكتب (التجاري).. متى تزداد.. متى تنقص.. انا لا اعرف"! ولكن "ما يهمنا في الموضوع هو دور قطر في مجلس الامن وعلاقاتها الدولية".
اما آخر ما سمعناه من "حماس" فكان تعليقاً تلفزيونياً لناطق باسمها على الزيارة المرتقبة، يصعب تحديد ما اذا كان مؤسفا او مضحكا او يائسا. قال ان "حماس" لا تتدخل في الشؤون الداخلية او الخارجية لقطر. لكن ما اثار استغرابه واعتبره "مفارقة" ليس استقبال ليفني في قطر بل دعوة اسرائيل للمشاركة في مؤتمر عن الديموقراطية وهي دولة ارهابية! ثم اتبع ذلك بالقول ان على قطر استغلال الزيارة لتوضيح المظالم الواقعة على الفلسطينيين!
هكذا اذاً. لا سوريا تعرف حجم العلاقات ولا مشكلة لدى "حماس" الا "الديموقراطية".
كنا نظن ان "الممانعين" هم اكثر العرب تمسكا بالفكرة البديهية، اي ضرورة ابقاء العلاقات العربية الاسرائيلية ورقة الضغط الاقوى على اسرائيل. يبدو ان تغييرات ما تحصل.
لن نسأل ما حسابات قطر. فسلوكها بالثبات على الالتباسات واضح. اما للممانعين، فرجاء قليل من الثبات في السلوك لئلا نقول قليل من الحياء.