جريدة الجرائد

تشارلز يسعى إلى ترتيب حفل تتويج «متعدد الأديان»

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

السبت: 2006.10.28

لندن - من إلياس نصرالله

أثيرت أمس، في بريطانيا ضجة واسعة حول ولي العهد الامير تشارلز، الذي كشف أنه يعدّ العدة لترتيب حفل تتويجه في موعد لم يحدد بعد ملكاً خلفاً لوالدته الملكة اليزابيث الثانية، على نحو تشارك فيه القيادات الروحية لكل الأديان في بريطانيا، بمن فيهم المسلمون وعدم اقتصار الحفل على كبير أساقفة الكنيسة الأنغليكانية أسقف كانتربوري، في خطوة دراماتيكية تعد للمرة الاولى في تاريخ العائلة المالكة البريطانية خروجاً عن المألوف في تتويج ملوكها منذ مئات السنين.
وذكرت "ذي سبيكتاتور"، المجلة النظرية الناطقة باسم حزب "المحافظين"، أن "تشارلز الذي يدرك عدم قدرته دستورياً التخلي عن حفل التتويج التقليدي الذي يجري منذ ألف عام تقريباً في كاتدرائية ويستمنستر، يسعى الى ترتيب حفل تتويج متعدد الأديان يقام حالاً بعد انتهاء الحفل الأول في قصر ويستمنستر يشارك فيه القادة الروحيون البريطانيون من الديانات الإسلامية واليهودية والهندوسية والسيخ إلى جانب عدد آخر من القادة الروحيين للطوائف المسيحية الأخرى، حيث يقسم الملك الجديد اليمين الدستورية أمامهم، تماماً مثلما أقسم في الحفل الأول، مع فارق بسيط هو أن نص اليمين في الحفل الأول يتضمن القسم بالمحافظة على الكنيسة ودعم وجودها".
وأضافت أن "من غير المعروف ما إذا كان تشارلز سيُدخل تعديلات على نص اليمين أمام أسقف كانتربوري، أم أنه سيحتفظ بالنص التقليدي والذي استعملته والدته بدعم المذهب الإصلاحي البروتستانتي وعدم تدنيس مبادئه". وتابعت أن "تشارلز يعتقد أن من الضروري إدخال إصلاحات حيوية على عملية تتويج الملوك في المملكة المتحدة تتناسب مع التغيرات التي حصلت داخل المجتمع البريطاني منذ تتويج أمه ملكة العام 1953 والتعددية الإثنية والدينية فيه".
وسعت "ذي سبيكتاتور" الى الحصول على تعليق من الناطق باسم قصر "كلارينس هاوس"، المقر الرسمي لولي العهد، حول رغبة تشارلز غير العادية. لكن الناطق امتنع عن التعليق بحجة أن تشارلز يرفض الحديث عن ترتيبات تتويجه ملكاً، ما دامت أمه على قيد الحياة.
لكن "ذي سبيكتاتور" نقلت عن مصدر مقرب من العائلة المالكة، أنها أجرت مراجعة للترتيبات الجديدة المقترحة في شأن حفل التتويج المقبل، ضمن تقليد سنوي متبع في القصر الملكي تجري وفقاً له مراجعة الخطط المستقبلية المعدة سلفاً للمناسبات الرسمية المتوقعة، منعاً للارتباك في حال طرأ فجأة أي تطور جديد.
وهذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها الأمير تشارلز الجدل حول قضايا تعتبر دستورية ومسلماً بها، إذ أنه أقدم في العام الماضي على الزواج مرة ثانية، من دوقة كورنوول كاميلا باركر بولز في احتفال مدني من دون مباركة الكنيسة أو مشاركة كبير الأساقفة كما هو متبع. وكانت الكنيسة الأنغليكانية أعلنت أنها لا توافق على زواج تشارلز من مطلقة بعد طلاقه من زوجته الأولى الأميرة ديانا، وأنه دستورياً لا يمكن لرئيس الكنيسة أن يتزوج من مطلقة، وفقاً للتقليد الذي نشأت عليه بعد انشقاقها عن الكنيسة الكاثوليكية في القرن السادس عشر، حيث من المفروض أن يصبح تشارلز رئيساً لها بعد وفاة والدته وتتويجه ملكاً. فأثار إعلان الكنيسة جدلاً واسعاً حول أهلية تشارلز لاعتلاء العرش خلفاً لوالدته، وتعالت أصوات عدة مطالبة بتنحيته عن ولاية العهد لابنه الأكبر وليام.
وردّ تشارلز على التصريح الذي أطلقه في حينه جورج كيري، كبير الأساقفة، في هذا الشأن على نحو اثار جدلاً واسعاً، حين قال أنه متمسك بحقه في أن يصبح ملكاً وأن قلة ضئيلة تقدر بنحو 18 في المئة فقط هم الذين يذهبون إلى الكنيسة وهو يرغب بأن يكون ملكاً على غالبية البريطانيين الذين لا يذهبون إلى الكنيسة. واكد أنه يود عندما يصبح ملكاً أن يكون "مدافعاً عن الإيمان" وليس مدافعاً عن "إيمان واحد".
وأكدت "ذي سبيكتاتور" أن "ولي العهد أصيب بالاشمئزاز أخيراً نتيجة تراجع بعض السياسيين عن الإيمان بالتعددية الثقافية، خصوصا حق المرأة المسلمة بلبس النقاب".
ويأتي الحديث عن ترتيبات التتويج المتعدد الأديان متناغماً في شكل واضح مع أفكار تشارلز الجريئة ورغبته في كسر التقاليد القديمة وإرساء تقاليد جديدة تتناسب مع الواقع الذي تعيشه المملكة المتحدة.
ووفقاً للمجلة تثير رغبة تشارلز جدلا داخل الكنيسة الأنغليكانية نفسها وهناك انقسام بين الأساقفة في شأنها، حيث يعارض كبير الأساقفة روان ويليامز فكرة التتويج متعدد الأديان، لأنها تنهي تفرد كنيسته في ممارسة هذا الدور التاريخي وفرض شركاء آخرين لها في هذه العملية الدستورية المهمة.
ونقلت "ذي سبيكتاتور" عن مصدر قريب من الملكة أنها تقر في حديثها مع المقربين منها بأنها لا تملك سيطرة على ولي عهدها في شأن ترتيبات حفل تتويجه في المستقبل. وأضاف المصدر أن "الملكة أدت واجباتها بدقة متناهية طوال حياتها وستواصل القيام بذلك حتى آخر لحظة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف