جريدة الجرائد

باكستان: «الوزيرة الجميلة» تغلبت على «أصحاب الشوارب المفتولة» في الانتخابات البرلمانية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك



إسلام أباد - حسين عبدالرحمن


عندما تزور باكستان تجد شعبا حيا، يفكر ويتكلم بصوت عال، ولن يتردد في النزول إلى الشارع ليعبر عن وجهة نظره في القضايا السياسية والاجتماعية والدينية. ورغم أن العاصمة السياسية إسلام أباد خططت بطريقة حديثة حيث الشوارع الفسيحة، إلا أن الطريق إلى منزل وزيرة تنمية المرأة وشؤون الشباب سميرة ملك، المحاط بالأشجار، يجعلك تفكر في الاسئلة التي ستطرحها على الوزيرة، والاستنفار لمحاولة انتزاع معلومات ما، لكن ابدا لا يمكنك ان تتوقع كيف هو شكلها.

في بيتها الذي منحته لها الحكومة، كونها وزيرة في حكومة رئيس الوزراء شوكت عزيز، ترى لمسات الوزيرة الشابة من خلال اناقة واتقان توزيع الأثاث. بعد عشر دقائق من الانتظار دخلت صالة الاستقبال، لوهلة ظننت انها إحدى عارضات الأزياء أو الممثلات أتت لمقابلة وزيرة الشباب الباكستانية ولتشاركنا جلسه الحوار. لكنها سرعان ما قالت "أنا سميرة ملك مرحبا بكم في منزلي أين تحبون أن تجلسوا؟" وأشارت إلى احد الأركان في منزلها المؤقت.

زميلنا المصور حامد العميري توقفت كاميرته عن التقاط الصورة، وقال لا اظن أنها تحتاج إلى "فلاش". مع تجاوز ارتباك الاسئلة في حضرة المفاجأة هذه، لم تكن الوزيرة ترغب في الكشف عن عمرها الحقيقي، واكتفت بالقول "أنا أم لطفلين". تقول سميرة ملك، التي فازت في الانتخابات عن مقاطعة بلوشستان الباكستانية "لقد انتصرت في هذه الانتخابات ضد رجال أصحاب شوارب مفتولة"،

قالتها وهي تضحك، وتابعت "وبخاصة انني لم أكن مدعومة من الحكومة بل إنني خضت الانتخابات ضد مرشحين مدعومين من الحكومة وانتصرت عليهم من خلال برنامجي الانتخابي والذي أهدف إلى تحقيقه من خلال وجودي في الحكومة الحالية وبخاصة انني اطمح لتحسين وضع المرأة الباكستانية وجيل الشباب تحديدا".

لكن الوزيرة الجميلة تقول ان الوضع يحتاج منها إلى أن تبذل مجهودا اكبر موضحة أن المجتمع الباكستاني تحكمه حتى الآن التقاليد القبلية في معظم المناطق "ولذلك فإننا نسعى إلى اجتياز العراقيل الاجتماعية بإعداد حملة توعية وبخاصة أن الجيل الجديد من الشباب والشابات يجب أن نتعامل معه وفق المنظور الحديث في ظل وجود الانترنت".

سميرة ملك لا تخجل من التحدث عن جمالها، وتقول انه "نعمة الهية، ولكنها حتى تحافظ على رشاقتها فإنها تمارس الرياضة يوميا رغم كثرة اجتماعاتها مع أركان الوزارة، تضيف "علينا أن نمارس الرياضة ولذلك فإنني اسعى إلى إدخال ثقافة الرياضة اليومية لدى المرأة الباكستانية".

وعندما طلبنا منها أن نلتقط بعض الصور، قالت " بكل سرور"، ولم تذهب إلى المرآة كأي امرأة لكي تنظر إلى نفسها وترتب شعرها أو تتأكد من ماكياجها، بل وقفت امام المصور ولم تطلب حتى مشاهدة الصور الملتقطة. اذ يبدو ان ثقتها بجمالها جزء من ثقتها بشخصيتها وبرنامجها السياسي الذي تطمح الى تحقيقه.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف