جريدة الجرائد

في اليمن: انحسار تجارة السلاح ينعش سوق المفرقعات والألعاب النارية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك



صنعاء- أبوبكر عبدالله

في كثير من الأحياء بصنعاء يتحول الليل إلى نهار مع تجمع الأطفال ولهوهم بالألعاب النارية والمفرقعات التي تعد اليوم من أهم وأكثر الألعاب انتشارا لدى الأطفال وسجلت تجارتها مؤخرا أرقاما قياسية في البيع والربحية..

وثمة من يعتقد أن انحسار الإزعاج والقلق الذي كانت تخلفه مظاهر الاحتفال بالأعياد بإطلاق الأعيرة النارية، إلا أن الظاهرة عادت بصورة جديدة تتمثل بالمفرقعات الصغيرة القادمة من جنوب شرق آسيا والتي تعرف شعبيا باسم ldquo;القريحrdquo;.

واستحوذت ظاهرة انتشار المفرقعات في الآونة الأخيرة على اهتمام الشارع جراء انتشارها المذهل وإضرارها على الأطفال، ما دعا وزارة الداخلية إلى تنظيم حملة ملاحقات وضبط طالت العشرات من تجار المفرقعات إثر تزايد الشكاوى من استخدامها المفرط وتنامي تجارتها في معظم أسواق المدن وحتى محال البقالة.

ورغم أن ldquo;القريحrdquo; ليس جديدا في اليمن حيث اعتاد الأطفال في هذا البلد الاحتفال بقدوم رمضان والعيد وكل المناسبات الدينية والوطنية بالألعاب النارية والمفرقعات التي تنفجر بعد إشعال فتيلها وتخلف صوتا يشبه صوت الرصاص، غير أن انتشارها في هذا العام كان أشبه بالطوفان ما دعا الجهات الحكومية إلى التدخل للسيطرة عليها والحد من تأثيراتها على الأطفال الذين وقع العديد منهم ضحايا لهذه الألعاب.

ويقول محمود إبراهيم مدرس إن انتشار الألعاب النارية كان هذا العام كبيرا للغاية إذ غمرت الأسواق ومحال البقالة في الأحياء بالآلاف من المفرقعات بأنواع متعددة وكلها تسوق للأطفال الذين يقبلون عليها كثيرا ومن مختلف الأعمار.

ويفسر إبراهيم الإنتشار الكبير لتجارة المفرقعات إلى تحول الكثير من المشتغلين بتجارة السلاح بعد حملات المنع الحكومية إلى تجارة المفرقعات والألعاب النارية نظرا لربحيتها العالية.

ويقول صالح مجلي (بائع مفرقعات) إن ldquo;القريحrdquo; انتشر بشكل كبير ويصل معدل ما يبيعه في اليوم الواحد في ليالي رمضان إلى 2000 ريال يوميا لأطفال الحي.

ويوضح أن الفترة الأخيرة شهدت دخول كميات كبيرة جدا من المفرقعات بأنواع جديدة منها النحلة واليعسوب وأنواع جديدة من الطماش الذي يطلق صوتاً قوياً يشبه صوت الرصاص وهناك أيضا الصواريخ التي تطلق في الهواء مخلفة صفيرا ينتهي بانفجار ناهيك عن القنابل والطماش الكبريتي.

ويقول علي سعدان (تاجر) إن الألعاب النارية أصبحت مثل الكبريت بالنسبة للأطفال حيث يذهب الطفل إلى البقالة وبدلا من شراء بسكويت أو حلوى يشتري علبة ldquo;قريحrdquo;.

ويلفت سعدان أن تجارة المفرقعات انتشرت بصورة كبيرة حيث ان الكثير ممن كانوا يتاجرون بالسلاح تحولوا بعد محاربتهم من الحكومة إلى التجارة بالمفرقعات والألعاب النارية التي تدخل السوق عن طريق التهريب وبعضها يدخل بطرق رسمية.

وللمرة الأولى حظي موضوع انتشار تجارة المفرقعات في اليمن باهتمام العديد من الأوساط الرسمية وعلى رأسها وزارة الداخلية التي شنت على مدى أيام حملات ملاحقة وضبط للعشرات من التجار والبائعين في معظم المحافظات والأسواق والأحياء وضبطت العديد من الأطفال بسبب استخدامهم المفرقعات، إلا أن هذه الإجراءات فشلت في الحد من انتشارها في الأسواق والأحياء.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف