جلال الطالباني : نعمل لإصدار عفو عام شامل
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
حاوره في السليمانية : حسني محلي
فيما يعيش وسط العراق وجنوبه ازمتهما الدموية اليومية بكل انعكاسات ذلك على الواقع الإنساني للمجتمع العراقي، يبدو الاكراد في شماله يعيشون في امان واستقرار بفضل الرشاشات والمسدسات البلاستيكية التي اشتراها اباؤهم لأولادهم بمناسبة عيد الفطر المبارك. فهم يلوحون بها في الشوارع بل يحاولون ان يطلقوا النار من خلالها على بعضهم البعض من دون ان يتذكروا انهم من ابناء الملة الكردية الواحدة. والتي وحد جلال الطالباني ومسعود البرزاني شطريها الاربيلي والسليماني اداريا ونوعا ما سياسيا ولكن من دون ان يحالفهما الحظ حتى الآن في توحيد شبكتي الاتصال الخليوية بين الطرفين. حيث لا يستطيع الكردي في اربيل وبالطبع أي شخص آخر ان يتصل باخيه الكردي في مدينة السليمانية بالهاتف النقال، من دون ان يعرف احد ماهي الفكرة الجهنمية لمثل هذا الانفصال التقني، الذي لا يزال يذكر البعض بالعداوات والاقتتال الذي كان موجودا في الماضي بين اتباع الطالباني والبرزاني وتجاوزه الزعيمان خلال السنوات الثلاث الماضية ،ولو بصعوبة بالغة لم تقض بعد على ترسبات هذا الماضي السيئ على الرغم من توحيد الحكومتين والإدارتين مع استمرار الحساسيات المختلفة بين الطرفين. والتي لولا صبر الطلباني وتوصياته بالتهدئة للجميع وحواره الدائم مع مسعود البرزاني لما حقق الاكراد أي شيء من اهدافهم القومية والسياسية والاقتصادية وبالتالي المصلحية.
وهي الاهداف التي استطاع الاكراد من خلالها ان يحققوا وضعا مميزا في مجمل الحسابات والمعادلات العراقية المختلفة على الصعيدين الداخلي والخارجي. ففي الوقت الذي يقتتل فيه العرب من السنة والشيعة، أو هكذا يقال لنا، فالاكراد يستمرون في علاقاتهم المميزة مع واشنطن التي جعلت منهم حليفا جديدا في المنطقة الى جانب حلفائها السابقين والحاليين من العرب والاتراك والفرس.وهو الوضع الذي يفسر الحوار اليومي الدائم بين القيادات الكردية العراقية والسفير الامريكي زلماي خليل زاد الذي عايد الرئيس جلال الطلباني في منزله في مدينة دوكان بحضور رئيس اقليم كردستان مسعود البرزاني ليشرح لهما تفاصيل خطاب الرئيس جورج بوش الاخير. واستهدف السنة والشيعة فقط باعتبار ان الاكراد قد حسموا موقفهم مع واشنطن والغرب، بل وحتى تجاه الصراع الدائم بين العرب السنة والشيعة.
العراق مهدد بشكل جدي وخطير بالتمزق، وقبل ذلك بحرب اهلية ستنعكس نتائجها الخطيرة على العراق وكل دول المنطقة التي يبدو انها لم تتعلم شيئاً من حرب العراق مع ايران، وبعد ذلك من غزو صدام حسين للكويت وما لحق بها من تطورات مثيرة في المنطقة، التي لم تستخلص الدروس اللازمة من تجارب دولها ايضا مع الاكراد الذين ما عليهم الآن إلا أن يراهنوا على الدعم الامريكي وسناريوهاته المختلفة الخاصة بالمنطقة. فقد بات واضحا ان الدول الاستعمارية التي كانت تخطط لانشاء دولة كردية واخرى يهودية في بدايات القرن الماضي وعلى انقاض الدولة العثمانية رجحت الدولة اليهودية التي اقامتها على ارض فلسطين العربية، بعد ان استعدت العرب السنة على السنة من العثمانيين الاتراك. واجلت الدول والقوى المذكورة موضوع الدولة الكردية الى القرن التالي أي الان وهي تسعى لإقامتها هذه المرة باستعداء العرب السنة والشيعة على بعضهما، ما يلزم قادة وحكومات وشعوب المنطقة باكملها من العرب والفرس والاتراك والاكراد التفكير بعقلانية اكبر للتصدي لكل هذه المخاطر الجدية التي اصبحت قاب قوسين أو أدنى على حد تعبير الرئيس العراقي جلال الطلباني في حواره التالي مع ldquo;الخليجrdquo;.
* لنبدأ بخطاب الرئيس الامريكي جورج بوش الذي تحدث فيه عن استراتيجية وتصور امريكي جديدين للوضع في العراق معترفا بالمأزق الامريكي العسكري هناك. بالاضافة الى رد فعل رئيس الوزراء نوري المالكي على تصريحات الرئيس بوش في ما يتعلق بجدولة تصفية الميليشيات المسلحة، فما تعليقكم على كل ما ورد في الخطاب؟
بصراحة لم اطلع بالتفصيل على خطاب الرئيس جورج بوش. ولكن ما اعرفه من خلال لقائي به ولقاءاتي شبه اليومية مع السفير الامريكي في بغداد انه ليس هناك أي شيء جديد في الموقف الامريكي فهو واضح دائما. فالامريكان يؤيدون حكومة المالكي ويؤيدون المسار الديمقراطي في العراق. ومستعدون للبقاء في العراق الى اليوم الذي سنطلب فيه منهم الانسحاب. ولكن عندهم قلق من شيئين اساسيين وهما الارهاب والميليشيات المسلحة. ويعتقدون ان الامن والاستقرار في العراق لا يتم الا اذا تم اخضاع الميليشيات للقانون ومنع هذه الميليشيات من عمليات الاختطاف والقتل والاعتقال. وهو ما اكد عليه المجلس السياسي للامن الوطني في العراق اكثر من مرة. حيث اتفقنا في هذا المجلس على ضرورة بذل جهود خاصة لإقناع قادة بعض الميليشيات بالطريقة السلمية لقبول حكم القانون وبالتالي انهاء الوجود المسلح لها.
جيش المهدي
* اعتقد ان المقصود بالميليشيات بالدرجة الاولى هي جماعة مقتدى الصدر؟
نعم المقصود بها اولا جيش المهدي ومن ثم الميليشيات الاخرى. ففي العراق ميليشيات كثيرة ومختلفة . فكل وزارة وحزب وجماعة لها ميليشيات مسلحة. والحوار مستمر مع السيد مقتدى الصدر الذي وعد رئيس الوزراء المالكي وقال انه سيخضع جيش المهدي للقانون وسوف يأمرهم بوقف الاعتداءات والاقتتال والاختطاف، وقال ان كل من يقوم بهذه الاعمال هو ليس منه وانه قد خول رئيس الوزراء المالكي والحكومة لمعاقبته. ونحن ايضا نؤيد كل مساعي المالكي للحل السياسي لهذه المشكلة. والامريكان يعتقدون ان ذلك هو الصحيح ولكن يؤكدون على ضرورة الاستعجال. فكلما تقع احداث يومية مخيفة فالامريكان يؤكدون على ضرورة معاقبة المسؤولين عنها فورا. فمثلا اغتيال عامر الهاشمي شقيق نائب الرئيس طارق الهاشمي حادث مهم وخطير جدا. لان عامر الهاشمي شخصية سنية وطنية عسكرية وسياسية مهمة جدا. وهذا العمل لا يمكن السكوت عنه الى النهاية.
فيلق بدر والبشمركة
* هل يصنف فيلق بدر والبشمركة الكردية ضمن الميليشيات المسلحة؟
لفيلق بدر والبشمركة الكردية وضع خاص. وباعتراف الجميع فالبشمركة قوة ساهمت في تحرير العراق. وقد تم حل قضية البشمركة بتحويل قسم منها الى الجيش وقسم اخر الى الشرطة وقوات الامن وقسم آخر الى حرس الحدود التابع لوزارة الداخلية مباشرة. وهناك قوات بشمركة مكلفة من قبل رئاسة الاركان المركزية بحماية الحدود الوطنية للعراق. وفي جميع الحالات سوف نتخلص قريبا من هذه التسمية ايضا . ولكن يجب ألا ننسى ان البشمركة ساهمت في منع تغلغل وعشعشة الارهاب في كردستان حيث كان لأنصار السنة وجند الاسلام تواجد واسع وخطير. باختصار المشكلة ليست مع البشمركة والفيدرالية في كردستان بل المشكلة أو القضية في الجنوب.
*الرئيس بوش تحدث عن طلب المساعدة من بعض الدول العربية يتعلق باقناع السنة وانهاء القتال ضد الامريكان، فلماذا هذه الدول بالذات؟
لأن لهذه الدول نفوذ وتأثير في هذه الجماعات والاحزاب والقوى السنية. وهذه الدول تبدي استعدادها دائما لمساعدتنا على انهاء الارهاب وانهاء العمليات المسلحة واشراك الجميع في المسيرة السياسية السلمية. كما ان هذه الدول تعلن صراحة انها ضد النفوذ الايراني في العراق وانها تخشى من تغلغل هذا النفوذ في المنطقة. وقد تكونت قناعة لدى هذه الدول بأن الحل للمشكلة العراقية بانعكاستها عليها وعلى المنطقة عموما سيكون بتعاون القوى والمنظمات والجماعات المسلحة السنية مع الامريكان في الوقت الذي يتحدثون فيه عن تزايد الخطر الايراني.
* هل هذا الشعور بالخطر الايراني وارد بالنسبة لكم ايضا؟
في العراق ليس لدينا مثل هذا الشعور لكنه موجود لدى الامريكان ولدى الدول العربية السنية عدا سوريا.
الحوار مع إيران وسوريا مهم
* على الرغم من تهديدات الرئيس بوش لإيران وسوريا فقد تحدثت لجنة بيكر عن ضرورة الحوار مع طهران ودمشق لاحتواء المشاكل في العراق بعد ان طرحت موضوع تقسيم العراق؟
من دون شك الحوار مع طهران ودمشق مهم، وقد وافقت امريكا على هذا الحوار دائما . فعندما زرت طهران بداية العام الجاري تقريبا تكلمت مع الاخوة الايرانيين وتم الاتفاق معهم على لقاء بين علي لاريجاني والسفير خليل زاد بصورة سرية في مكان ما في كردستان لإجراء مباحثات حول الوضع في العراق والعلاقات الامريكية- الايرانية في جميع المجالات. وكان لدى الإيرانيين شرط ان يكون اللقاء سرياً. ولكن عندما تحدثت الوزيرة رايس بعد فترة عن حوار بين امريكا وايران حول العراق ادى ذلك الى تراجع الايرانيين وقرروا في آخر لحظة الانسحاب من المباحثات.وبعد فترة من ذلك ناشد السيد عبد العزيز الحكيم الايرانيين باعادة الحوار فقبلوا واعلنوا استعدادهم. وجاء وزير الخارجية منوشهر متقي الى بغداد وتباحثنا معه وقال انهم مستعدون. وهذه المرة قال الامريكان انهم على استعداد لمثل هذا الحوار ولكن بعد تشكيل الحكومة في بغداد انسحب الايرانيون واتهموا واشنطن بالمماطلة والمراوغة. وانا شخصيا مؤمن باهمية وضرورة الحوار الايراني الامريكي من اجل العراق وهو رأي الكثير من الساسة الامريكان بمن فيهم وزير الخارجية السابق كولين باول.
* وماذا عن سوريا؟
لامانع لدى الامريكان من أي حوار بين بغداد ودمشق اذا قرر العراقيون ذلك. والامريكان لايقولون ان السوريين والايرانيين ملائكة ولكن يوصون بالحديث معهم لإقناعهم بضرورة انهاء تدخلاتهم في العراق وايقاف دعمهم للارهابيين.
* ولكن لماذا لا يتحدث الامريكان مباشرة مع السوريين والايرانيين؟
كما قلت الامريكان كانوا دائما مستعدين للحوار مع ايران. الحوار مع طهران بسبب علاقتها المباشرة مع الشيعة في العراق ومن ثم بسبب دورها في المنطقة. ولكن *لماذا موضوع سوريا يختلف؟
أنا اعتقد ان امريكا لا مانع لديها من التفاوض مع سوريا اذا ابدت دمشق رغبتها واستعدادها الصادقين لمثل هذا التفاوض وحينها سيكون الموضوع سهلا. وهذه قناعتي التي تاكدت خلال زيارتي الاخيرة الى امريكا.
* وماذا عن علاقاتكم انتم مع دمشق؟
انا التقيت في سبتمبر/ أيلول الماضي وزير الخارجية السوري وليد المعلم في نيويورك بحضور وزير الخارجية هوشيار زيباري . وقد دعوته لزيارة بغداد واتفقنا على مجيئه وبحث موضوع اقامة العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين، بعد ذلك للبدء بالترتيبات الخاصة بزيارة رئيس العراق الى سوريا.
* ولكن على ما اذكر سبق للرئيس السوري بشار الاسد ان وجه دعوة رسمية لزيارة سوريا؟
الدعوة موجودة ولكن لا بد من ترتيبات واجراءات دبلوماسية ورسمية اخرى. فانا الآن رئيس لدولة العراق ولست جلال الطلباني السابق الذي كان يزور سوريا في أي وقت يشاء. فالعلاقات الدبلوماسية الان مقطوعة بين الدولتين والموقف السوري تجاه العراق ليس بايجابي على الرغم من علاقات السوريين المميزة معنا في السابق.
* ما تقييمكم لمؤتمر المصالحة السنية - الشيعية في مكة المكرمة؟
لقد كان اجتماعا مهما ورائعا ونحن ايدناه منذ البداية ودعينا وشجعنا الجميع للمشاركة فيه لانه من دون هذه المصالحة الحقيقية فالامن سيظل مهدداً وسيبقى العراق مهددا بالتقسيم.
* وهل ستكون للاجتماع نتائج عملية تترجم في الشارع العراقي؟
أتمنى وآمل ذلك. وهناك بعض البوادر الاولية لمثل هذه النتائج الايجابية على طريق المصالحة النهائية بين السنة والشيعة.
أمريكا تؤيد حكومة المالكي
هناك حديث اعلامي امريكي عن عدم رضى واشنطن عن المالكي. والبعض يتحدث عن ضرورة تغييره وتعيين ديكتاتور جديد للعراق ينجح في حسم الملف الامني؟
انا الذي اعرفه واعتقده من خلال لقاءاتي مع جميع المسؤولين الامريكان ومنهم الرئيس بوش ونائبه تشيني والوزيرة رايس والوزير رامسفيلد انهم جميعا يؤكدون تأييدهم لحكومة نوري المالكي. وان هذه الدعايات كلام اعلامي فقط وغير جدي.
العفو الشامل
* هل هناك أي احتمال لعفو شامل يشمل جميع الميليشيات والمنظمات والقوى والجماعات الارهابية وغير الارهابية؟
نعم هناك احتمال كبير وسوف نبحث قريبا في المجلس السياسي للامن الوطني موضوع العفو العام. وسماحة السيد عبد العزيز الحكيم قال انه لا يمانع أي عفو يشمل كل المعتقلين والمتهمين ومرتكبي الاعمال الارهابية أو ما يسمونها بالمقاومة. والامريكان ايضا لم يعودوا يعترضون على العفو عن الارهابيين الان اذا كان ذلك جزءاً من حل شامل يهدف لانهاء العنف والارهاب في العراق.
*وهل ستقبل الاطراف المعنية أي الجماعات المسلحة بكل انواعها بمثل هذا العفو ايضا؟
اعتقد انها ستقبل بل انها تتمنى ذلك.
* وماذا عن القاعدة وما تأثيرها في الشارع العراقي بعد مقتل الزرقاوي؟
القاعدة تابعة لابن لادن وهي منظمة ارهابية تحارب الجميع من السنة والشيعة معا . وهي منظمة عالمية بامتداداتها الاقليمية وعناصرها ياتون من غالبية الدول الاسلامية. وقد اعترفت قيادة القاعدة في العراق بمقتل 4 الاف من عناصرها الاجانب في العراق حتى الان. ونحن نعتقد ان هذا العدد ليس اقل من 10 الاف. ولدينا المئات من المعتقلين من عناصر القاعدة ممن جاؤوا من الخارج. ولدينا معلومات عن مجيء حوالي 200 شخص على الاقل يوميا من الخارج الى العراق للقتال مع القاعدة. ولكن لا اريد ان اسمي هذه الدول التي ياتي منها الارهابيون.
كركوك والفيدرالية
* لنتحدث قليلا عن الفدرالية وموضوع كركوك. إذ يبدو ان موضوع اقليم كردستان محسوم ولكن النقاش حول الفيدرالية الشيعية مازال مستمرا؟
أولا يجب ان نعود الى الدستور العراقي، فالمادة الاولى منه تقول ان جمهورية العراق دولة اتحادية ومستقلة ذات سيادة كاملة ونظام الحكم فيها جمهوري نيابي برلماني ديمقراطي. وهذا الدستور ضمان وحدة العراق. وهناك مواد في الدستور تعترف لبعض المحافظات باكثرية سكانها باقامة اقليم خاص بها. ولهذا فإن مطالب السيد عبد العزيز الحكيم الخاصة بالفيدرالية الشيعية مطلب دستوري وقانوني. وقد اتفقت جميع الاطراف على تاجيل تطبيقه لمدة 18 شهر . ولكن الاتفاق على القانون واصداره مهم وضروري. وفي جميع الحالات الموضوع قابل للنقاش بين القوى العراقية وقد تتفق على تاجيل تطبيقه لمدة اخرى حسب التطورات اللاحقة.
* هل تعتقد انه من الناحية العملية ستكون هناك فيدرالية شيعية في الجنوب كما هو في الشمال؟
هناك مطالب شيعية واسعة لإقامة فيدرالية في الجنوب وكذلك هناك مطالب اخرى بفيدرالية عراقية عربية وكردية فقط. ولا ادري الى متى وكيف سينتهي هذا النقاش بين السنة والشيعة . فالاكراد ليسوا طرفا في هذا النقاش بل هم يلعبون دور الحكم والوساطة لضمان وحدة العراق.
* لكن باعتبارك رئيساً للجمهورية فلا بد ان يكون لك رأي في الموضوع؟
باعتباري رئيس للجمورية فمن واجبي ان احترم الدستور الذي ينص على الفيدرالية. لذلك من واجبي ان اقر بالفيدرالية واؤيدها اذا توفرت الشروط الدستورية والقانونية. لان الرئيس ملزم بتطبيق الدستور وحماية الوحدة الوطنية ايضا. لان رئيس الجمهورية هو رمز الدولة ورمز وحدتها ويمثل سيادة البلاد ويعمل لحماية استقلال العراق ووحدته وسلامة اراضيه وفقا للدستور.
* لكن يبدو ان موضوع الفيدرالية له علاقة ايضا بمستقبل الوضع في كركوك حيث ان جميع الاطراف تسعى لاستخدام كركوك كورقة في مساوماتها الخاصة بالفيدرالية عموما؟
هذا صحيح نسبيا. ولكن هناك تصورات وتطورات جديدة في موضوع كركوك. فالعرب الذين جاء بهم صدام من الجنوب قالوا انهم مستعدون للعودة الى مناطقهم السابقة شريطة ان يسمح لهم ببيع ممتلكاتهم في كركوك ومساعدتهم من قبل الدولة ماديا. فيما يتحدث السنة عن خطر تكريد أو تشييع المدينة التي كانت دائما سنية ان كانت تركمانية أو كردية. وفي جميع الحالات قضية كركوك قضية شائكة ومعقدة وصعبة . على الرغم من ان الدستور قد حل مشكلة كركوك. ولكن مع ذلك نحن بحاجة الى تفاهم عربي تركماني كردي لحل هذه المشكلة. وانا اتحدث دائما عن نموذج بروكسل لحل هذه المشكلة. فالتركمان ان قبلوا بالانضمام الى اقليم كردستان فيعطى لهم نوع من الحكم الذاتي في المناطق ذات الاكثرية التركمانية حتى داخل غير واضح المدينة. وانا شخصيا ضد فرض حل ما على الاخرين كما انني اميل الى ايجاد حل مشترك يوافق عليه الجميع أو الاكثرية. فالحل العملي والصحيح لكركوك لا يتحقق بالا كثرية الكردية فقط ولا بد من وجود العرب والتركمان الذين يؤيدون الحل.
* وهل هناك مثل هذا الاحتمال؟
نعم هذا محتمل. ويجب ان اقول بصراحة ان الكرد قد ارتكبوا البعض من الاخطاء في كركوك بل حتى في السليمانية واربيل ايضا. فعندما ذهبوا الى كركوك بنوا بيوتهم على اراضي الغير بحجة انها للدولة. والخطا الثاني انه لم يكن هناك توزيع وتقاسم عادل للمناصب الرئيسية.وهو ما ادى إلى سيطرة الاكراد على هذه المناصب. وانا اقترحت تقاسم المناصب في المدينة من الاعلى الى الاسفل بنسبة 32 % للاكراد والتركمان والعرب و6% للمسيحيين .
* ولكن لماذا غضب الاكراد على تعيين ممثل اضافي عن الجبهة التركمانية في اللجنة الخاصة بالمادة 140 من الدستور والخاصة بموضوع كركوك؟
لا اعتقد ان الاكراد قد غضبوا على ذلك. لانني انا الذي اوصيت بتعيين مثل هذا الممثل في اللجنة الخاصة التي كانت تضم اثنين من التركمان وهما من الشيعة. وقد وافق رئيس الوزراء المالكي على توصيتي.
* انك تتحدث عن توافق في المدينة ولكن الهجرة الكردية مستمرة الى كركوك لضمان الاغلبية في الاستفتاء المقبل؟
الحديث عن الهجرة الكردية الى المدينة مبالغ فيه تماما. فالجبهة التركمانية تروج لارقام خيالية في هذا الموضوع كما هي تروج لأرقام خيالية عن الوجود التركماني في العراق وفي المدينة ايضا. فالجبهة تقول ان عدد التركمان في العراق ليس اقل من 4 ملايين كما ان عدد الاكراد الذين عادوا الى كركوك هم 700 الف علماً ان عدد سكان المدينة الان اقل من مليون نسمة.ومن ثم هذا الرقم خيالي ولا تستطيع أي حكومة أو دولة ايواءهم واسكانهم.
* ولكن الكثير من العائدين الاكراد يعيشون في الخيام؟
هذا ليس صحيحاً ويمكنك الذهاب الى كركوك للتاكد من ذلك، وفي جميع الحالات الاحصائيات والاستفتاء سيكشف كل الحقائق وانني اقبل بكل الاحصائيات الخاصة بكركوك بدءا من العهد العثماني وحتى نهاية الاحتلال البريطاني، ونحن نعتقد ان الحق مع الاكراد ولانريد ان نفرض أي شيء على الاخرين ونقبل بكل الخرائط والاحصائيات والمعلومات الانسكلوبيدية الخاصة بكركوك مع الاشارة الى التغييرات في الواقع السكاني والجغرافي في المدينة والمنطقة. باختصار كل ماتقوله الجبهة التركمانية وبعض الاطراف العربية عن كركوك غير صحيح. فالجبهه التركمانية اعدت خارطة اعتبرت فيها اربيل والموصل ايضا جزءاً من المنطقة التركمانية في العراق.
* ولكن اكراد العراق ايضا لهم خريطة تضع دياربكر ووان ومدناً تركية اخرى ومدينة القامشلي السورية ضمن دولة حدود كردستان الكبرى؟
لا أبدا.. نحن اكراد العراق لدينا خارطة واحدة وتضم حدود اقليم كردستان العراق فقط. ويجب ان اذكرك ان الاتراك انفسهم يقولون عن ديار بكر انها مدينة كردية. واذكرك بكلام رئيس الوزراء الاسبق مسعود يلماز وليس مسعود البرزاني عندما قال ان الطريق الى الاتحاد الاوروبي يمر عبر دياربكر. كما اعترف رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان في مدينة دياربكر بوجود مشكلة كردية ووعد بحلها سياسيا وسلميا. ونحن لا نتدخل ابدا في الشؤون الداخلية لتركيا أو أي دولة اخرى مجاورة وغير مجاورة.
* هل تعتقد ان الاستفتاء حول كركوك المقرر العام المقبل قد يؤجل؟
الاستفتاء قد لا يؤجل ولكن تطبيق نتائجه قد يؤجل.
* لماذا هددتم تركيا ودول الجوار عندما كنتم في امريكا مؤخرا وقلتم انكم ستدعمون قوى المعارضة في هذه الدول اذا لا تكف عن تدخلاتها في الشان العراقي؟
أنا لم اهدد تركيا أو أي دولة اخرى. وهذه دعاية روج لها البعض وصدقها اخرون دون التاكد من صحتها. وانا احمل اعداء الصداقة العراقية- التركية والعراقية السورية مسؤولية هذا الوضع الغريب بكل تبعاته السيئة بكل المعاني. وانني اتحدى أي صحافي أو سياسي ان يثبت الادعاءات التي روجوا لها على لساني. فانا قلت واكثر من مرة ان تركيا تقف الى جانبنا في موضوع الارهاب وتساعدنا على ذلك. وعلى سبيل المثال الكثير من الاعلاميين يسألونني دائما عن رد فعلي على تصريحات المسؤولين الاتراك حول كركوك وهو شأن داخلي عراقي أو في ما يتعلق بتوغل الجيش التركي في الأراضي العراقية فأنا لا أعلق على ذلك حرصا مني على العلاقة التركية- العراقية التي اراها ضرورية جدا بالنسبة للطرفين.
العفو عن الأكراد الأتراك
*وماذا عن دوركم كرئيس للعراق ودور مسعود البرزاني كرئيس لاقليم كردستان في المصالحة التركية مع حزب العمال الكردستاني التركي؟
نحن نؤيد مثل هذه المصالحة وقد طلبنا من قيادات حزب العمال الكردستاني الموجودة شمال العراق مغادرة المنطقة ووقف إطلاق النار وانهاء القتال ضد تركيا بصورة نهائية، وهم استجابوا لطلبنا واوقفوا القتال وهم على استعداد لأن يضعوا السلاح جانبا اذا اصدرت الحكومة التركية عفوا عنهم.
* ما المطلوب من تركيا في هذه الحالة؟
تركيا لديها حكومة وبرلمان وهي التي تقرر ما تراه مناسبا لهذه المشكلة. ولكن انا شخصيا من مؤيدي الحوار التركي- العراقي الامريكي واراه ضروريا ومهما لحل هذه المشكلة التي اعتقد ان العفو وسيلة مهمة لانهائها، وقد سبق لي ان قلت للمسؤولين الأتراك ذلك. ثم يجب ان أذكر بقوانين العفو التي اصدرتها الحكومات التركية السابقة وشملت مئات الآلاف من مختلف المحكوم عليهم بجرائم مختلفة بمن فيهم بعض الشخصيات السياسية الكردية التي خرجت من السجن مستفيدة من هذه القوانين بعد ان كان محكوماً عليها لمدة عشرين عاما بالسجن.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف