جريدة الجرائد

ثاني المدن السعودية في طريقها لكارثة بيئية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


عبدالله عمر خياط


لا يكاد يمر شهر إلا ونقرأ فيه لباحثين أو خبراء ما يؤكد تلوث مدينة جدة بالكثير من الأوبئة في برها، وبحرها، وجوها!!
فالبر مليء بالمخلفات المتراكمة مثلما هو الحال في تراكم الأوبئة في بحيرة المسك شرق الخط السريع، التي أصبحت أكبر منتج للأوبئة على مستوى العالم!!
أما البحر.. فقد أكدت العديد من الدراسات تلوثه بالمياه غير العطرة التي تتدفق نحوه، أو ما قد تقذف به السفن من مخلفات وزيوت.
وفي الجو: ذباب.. وناموس.. وغربان، انتشرت بسبب كثرتها حمى الضنك التي بات المصابون بها يتصاعد عددهم يوماً بعد آخر.
آخر ما قرأت عن تلوث جدة.. وأنها مهددة بدمار تركيبتها الأساسية ما نشرته "البلاد" بعدد يوم السبت 2 شعبان 1427هـ لضيف الصفحة معالي الدكتور محمد أسعد الجيولوجي العريق والرئيس السابق لهيئة المساحة الجيولوجية الذي رفع ثلاث بطاقات حمراء لثلاث ظواهر سلبية في مدينة جدة بالنص التالي:

"البطاقة الأولى: أرفعها للمياه الجوفية التي بدأت تدمر التركيبة الأساسية للمدينة ولها حل.. ولكن مشكلتنا دائماً أن حلولنا اضطرارية وأعتقد أنه يجب عمل دراسة علمية عن هذه المشكلة.
فقد مضت سنوات ونحن ننظر للمشكلة على أنها مشكلة مؤقتة ولم ننظر إليها على أنها مشكلة علمية نضع لها حلولاً علمية.
البطاقة الحمراء الثانية: أرفعها لنقص مياه الشرب في جدة وهي مشكلة تتكرر كل سنة وزادت في السنوات الأخيرة ولم نرَ حلاً لها.
البطاقة الثالثة: لمشكلة الصرف الصحي. فقد عملت مع مجموعة من الزملاء وشاركت خلال عملي في مجلس المنطقة. والدولة وفرت المال والدعم وبغزارة جزاها الله خيراً، لكن هناك مشكلة في التنفيذ والإشراف".

إن كل بطاقة من هذه البطاقات التي رفعها الدكتور أسعد تشكل خطراً لا يُستهان به.
فمشكلة المياه الجوفية التي بدأت تدمر التركيبة الأساسية للمدينة.. قد مضى عليها أكثر من عشرين عاماً.. ومع ذلك لم تزل معالجتها غير جادة ولا شاملة.. وإنما يتم التعامل معها بالطرق المؤقتة مثلها مثل سفلتة شوارع جدة التي لا تزال جميع شوارعها مستمرة بالسفلتة المؤقتة!!

وإذا كانت المياه الجوفية خطراً على كيان المدينة.. فإن نقص مياه الشرب الذي يعاني منه جميع سكان المدينة يمثل الضرر الأكثر خطراً على حياة الناس ومستقبل المدينة التي يعاني معظم أهلها من شح المياه لقلة كمية المنتج عن المطلوب أصلاً، بالإضافة إلى تسرب ما يوازي 25% من الماء بسبب اهتراء الأنابيب وما أصابها من تلف يهدر كميات من الماء نحن بحاجة لبعضه.
وثالثة الأثافي أو المشاكل كما أسماها الدكتور أسعد.. هي الضرر الأكبر إذ لا تزال مشاريع الصرف الصحي تراوح مكانها من سنوات بعد ما مر بها من قضايا لا أحسب أن أحداً يجهلها.
وأعود لما بدأت وأسأل: هل من حل لمشكلة التلوث، أم أن الأمر سيظل صعباً على الحل؟

العنوان الأصلي للمقال : جدة.. والتلوث الدائم

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف