المدونات مصدر صداع جديد للسلطات البحرينية والصحافة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
البيان
تحولت "المدونات البحرينية" على شبكة الانترنت من كونها وسيلة للتعبير الحر والمشاركة الفعالة المفتوحة، إلى مصدر جديد للصداع للسلطات البحرينية وأعضاء البرلمان والصحافة على حد سواء. وتحمل هذه المدونات أسماء أشبه بعناوين مسلسلات هزلية مثل "عرين محمود" وجد وليام" و"زرنوق (زقاق) بحراني".
وقال محمود اليوسف الذي يملك شركة تقنيات ويلقب "الأب الروحي للمدونات" في البحرين، ان انتشار المدونات الشخصية "يعود إلى رغبة حقيقية في اختبار حرية التعبير" وأضاف اليوسف في حديث لوكالة فرانس برس "اعتقد أن البحرينيين يريدون اختبار الديمقراطية وحرية التعبير"، موضحا أن"أغلب ما يتناوله أصحاب المدونات هو الموضوعات السياسية".
وأوضح أن "الصحافة والإعلام مازالت تخضع لقيود القوانين (...) وأصحاب المدونات يراقبون ما ينشر في الصحافة وما يجري في البرلمان ويرصدون كل ما يجري ويعلقون عليه ويثيرون جدلا ومناظرات". وأشار إلى أن "المدونين ليسوا كتابا محترفين لذلك تراهم في الغالب يعيدون نشر ما تنشره الصحف ويعلقون عليه"، إلى جانب "همومهم الذاتية التي تمثل حيزا لا بأس به".
وتابع اليوسف "إذا كانت الصحافة هي السلطة الرابعة فان أصحاب المدونات أصبحوا السلطة الخامسة (...) وبالتأكيد هم يمثلون صداعا للسلطات وللصحافة لأنهم يراقبون الجميع". واليوسف صاحب مدونة "عرين محمود" التي كانت من بين عدة مواقع أغلقتها وزارة الإعلام في 31 أكتوبر الماضي ورفعت الحظر عنها الجمعة.
وتبين تأثير المدونات خلال الشهرين الماضيين عندما راح أصحاب المدونات يناقشون ما جاء في تقرير مثير للجدل كتبه البريطاني من أصل سوداني صلاح البندر الذي أبعدته السلطات في 14 سبتمبر الماضي. وقام بعض أصحاب المدونات بنشر مقاطع منه بينما التزمت الصحف الصمت عدة أيام وتعاملت بحذر شديد مع هذه القضية.
وقبل يوم واحد من حظر النشر في قضية البندر مطلع الشهر الماضي، وتحت عنوان "اقبضوا على الحمامة" كتب اليوسف في مدونته "حسنا لقد طارت الحمامة بعيداً والحكومة نفسها فتحت باب القفص (...) انسوا الشخص الآن وحاولوا فهم الرسالة وإصلاح الضرر الذي تسببت فيه".
وتابع "هذه هي فرصة البحرين الذهبية لتوحيد كل الناس (...) الفرصة الذهبية لهزيمة الطائفية". وتشكل الانتخابات مادة دسمة هذه الأيام لأصحاب المدونات. وقد كتب احدهم تحت عنوان "رسالة إلى مرشحنا الهمام" مداخلة ساخرة قال فيها "بعد السلام ومليح الكلام، بلغنا يا صاحبي ترشيحكم للمجلس الهمام (...) فصوركم اليوم ملأت الشوارع والأزقة وغطتها بالتمام". وتساءل "هل نهنئكم أو نعزيكم في هذا الزحام (...) احذر يا صاحبي ..
فمسؤولية اليوم تعد من الأمور الجسام والتفريط في الأمانة يا صاحبي حرام". ووسط كل الجدالات السياسية في البحرين، انتقلت المدونات إلى الأخذ بزمام المبادرة. فقد أطلق اليوسف حملة تحت شعار "لا شيعي ولا سني.. بس بحريني" في مواجهة "الشحن والاستقطاب الطائفي الذي يسود البحرين"، على حد تعبيره. وتبنت حوالي ثلاثين مدونة بسرعة الحملة.
وأضاف"أطلقت الحملة في مدونتي وقمنا بتصميم الشعار على شكل زر دائري، وننوي طباعة مئة ألف زر وأطلقت حملة تبرعات لجمع 8500 دينار (نحو 23 ألف دولار) جمعنا حتى الآن نصف هذا المبلغ". وفي تصريح لوكالة فرانس برس، اقر القائم بأعمال وكيل وزارة الإعلام عبدالله يتيم بان "المدونات تطرح تحديات عديدة لا من جهة المراقبة فقط بل لان تقنيات الانترنت تتطور سريعا".
لكن المسؤول البحريني أضاف "لا نتدخل إلا إذا كان هناك خرق واضح للقانون"، مؤكداً انه "بالمطلق لا احد يستطيع مراقبة كل شيء على الشبكة لكن في حالات الخرق أو الشكوى من انتهاك لابد من معالجة الأمر وفق القانون". وأضاف أن "المجتمع ما زال يختبر الديمقراطية حديثا ومنظومة القوانين والقيم السائدة لا تزال غير قادرة على اللحاق بالتطور السريع في تقنيات النشر وخصوصا على الانترنت (...) وهذا يستدعي تطوير القوانين وإصلاحها".
من جهته، اعتبر رئيس تحرير صحيفة "الوسط" منصور الجمري في تصريح لوكالة فرانس برس أن "المدونات تشكل تحديا للصحافة التقليدية لأنها دخلت في المساحة نفسها التي ميزت الصحف وهي أعمدة الرأي والمقالات". إلا أنه أكد أن أصحاب المدونات "لن يقضوا على الصحف ولن تقضي هي عليهم،بل إن المدونات قد تضغط على الصحف التقليدية لكي تتطور قليلا في أدائها".