بري يرصد لعبة السقوف العالية: الأزمة مرهونة بارتفاعها والحلول بانخفاضها

خوجة ينفي أن تكون للسعودية وساطة أو تدخّل انما مجرد تمنيات للجميع


بيروت - النهار

قبل 24 ساعة من انطلاق الاجتماع التشاوري في ساحة النجمة، بدت المواقف الاساسية على حالها سواء لجهة استمرار "حزب الله" في نبرته العالية وتواصل حملته على رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة، او لجهة رفض الاكثرية النيابية والوزارية الخضوع لمنطق الانذارات والانفتاح على التهدئة والتشاور في كل الامور المطروحة.

بري

وسط هذه الاجواء قالت اوساط رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ"النهار" ان الاتصالات التي جرت معه من جميع الاطراف كانت "مريحة من حيث المبدأ"، كما ان جميع المعنيين بالتشاور سيحضرون غدا، ولكن حتى يوم امس لم يكن "حزب الله" سمّى ممثله الى التشاور.
واضافت ان بري "ليس قلقا من الجدل الدائر". فمن الطبيعي ان يدلي كل طرف بما لديه لكي يتوقف ذلك لاحقا".
واوضحت "ان التباشير ستظهر خلال اليومين الاولين للتشاور. وسيتبين خلالهما ما اذا كانت السقوف العالية ستبقى مرتفعة وعندئذ سينقطع حبل الحوار. أم ان هذه السقوف ستنخفض ليبدأ البحث في مخارج وحلول".
ورأت ان بت بندي جدول الاعمال المتعلقين بحكومة الوحدة الوطنية وقانون الانتخاب، وإن من حيث المبدأ، سيفتح الافق امام الاعلان عن تمديد فترة التشاور، مشيرة الى ان هناك دعما خارجياً للتشاور، وخصوصاً من السعودية ومصر والولايات المتحدة الاميركية.
وحول موضوع الثلث المعطّل في الحكومة قالت هذه الاوساط ان "حزب الله" متمسك بهذا المطلب لان لديه "مخاوف من استحقاقات مقبلة". لكن ذلك لا يمنع من التفكير في العودة بالوضع الحكومي الى ما كان عند قيام الحكومة الحالية حيث كان هناك ثلث معطّل تقريبا قبل تبدل مواقع بعض الوزراء، وهذا الموضوع مطروح للبحث.
ومن اللقاءات التي عقدها الرئيس بري امس واحد مع ممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان غير بيدرسون الذي اعلن عن "الدعم القوي للامم المتحدة لمبادرة الرئيس بري التي تأتي في وقت دقيق للبنان".

التشاور المفتوح

مصادر قريبة من الحكومة قالت: "إن التشاور يفترض ألا يكون مقفلا لا لجهة البحث في توسيع الحكومة ولا لجهة "إما هذه الصيغة وإلا". والتشاور يعني الحوار، والحوار اخذ ورد، لا "اعطي هذا الثلث او ذاك وشكرا". فالمسألة ليست على طريقة تعالوا لنقرر ما يريد هذا الفريق أو ذاك". واشارت الى "تسريبات بهدف الضغط لايحاء أنه من لا يمشي في توجّه معين إنما يعرقل التشاور أو يفشّل المبادرة السعودية وغير ذلك".
وكررت ان "فكرة التوسيع غير مرفوضة في المبدأ ولكن ليست هي القضية وحدها". وقالت: "انه لا خوف ولا رهبة من تهديدات وضغوط اذا كنا مقبلين فعلاً على تشاور وحوار".
على صعيد آخر لفت كلام لوزير مستقل بارز مساء امس قاله لـ"النهار" محذراً من عدم البحث في ما سماه "حل متكامل"، معتبراً انه "اذا كان لا بد من فتح ملفات فالحكومة والرئاسة معاً، وإلا سيكون من الطبيعي إذا اخذ فريق 8 آذار الثلث المعطل أن يستقيل من الحكومة بعد اسبوع وساعتئذ تدخل البلاد في أزمة قد تؤدي الى مشاكل داخلية وتدخلات خارجية".
وقال: "ان المطلوب ليس استبدال رئيس الجمهورية الحالي بآخر فقط، بل حل الموضوع جذرياً اي أن يأتي الرئيس الجديد وفق برنامج ونهج جديدين لست سنوات على الاقل، وعندما يأتي مثل هذا الرئيس، سيكون هو من سيتولى الدعوة الى الحوار والتشاور ويكون الحوار برعايته".

فيلتمان وخوجه

وفي اطار تسهيل عملية التشاور ودعمها عقد لقاء امس بين السفير الاميركي جيفري فيلتمان والسفير السعودي عبد العزيز خوجة الذي صرح: "ليس لدى المملكة مبادرة، بل نتمنى ان يتوافق الجميع ويذهبوا الى التشاور الذي اقترحه الرئيس نبيه بري مثلما جلسوا سابقا الى طاولة الحوار وربما يصلون الى أي شيء نحن نرحب به".
وابلغ خوجه "المؤسسة اللبنانية للارسال" ان لا دولة في المنطقة يمكنها "ان تفرض او تقترح او ان تكون مكان اللبنانيين الذين عليهم ان يقوموا بهذا الدور ونحن نثق بهم ليجنبوا بلدهم لا اقول كارثة، بل أزمة. اذ لا يستطيع لبنان ان يتحمل اكثر مما تحمل".
وردا على سؤال حول علاقة المملكة مع "حزب الله" قال: "نحن مع الحزب ومع الجميع في علاقة ممتازة. وربما كان هناك خلاف في فترة وجيزة، لكن العلاقة كانت متميزة. وهذه هي ميزة المملكة التي هي على مسافة واحدة، وابوابها مفتوحة امام الجميع وتستقبل كل الاطياف والزعماء والشخصيات اللبنانية"، مشيرا الى ان ظروف الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الامنية "التي يعيش فيها" هي وراء عدم زيارته السعودية.
واوضح ان "توسيع الحكومة بالطريقة التي يراها اللبنانيون وتجنب البلد مشكلة كبيرة جدا بدون ضرر او ضغط على طرف آخر يعود الى اللبنانيين".
وحول اجتماعه والسفير فيلتمان قال: "اننا هنا ضيوف في هذا البلد، نمثل بلادنا. وتحركاتنا يجب ان تكون محسوبة".

الايراني والجميل

في الطرف الآخر كان للسفير الايراني محمد رضا شيباني تحرك في اتجاه ركن في قوى 14 آذار هو الرئيس امين الجميل وقد زاره في دارته في بكفيا.
واذ وصف شيباني مبادرة الرئيس بري بأنها من "الوسائل التي تساعد لبنان الى حد كبير"، قال الرئيس الجميل ان "لايران تأثيرا على بعض القوى السياسية (...) وكان كل التركيز على ان تلعب دورا ايجابيا لتسهيل الحوار".

اسلحة للجيش

وابدى السفير شيباني استعداد بلاده لتزويد الجيش اللبناني دفاعات جوية متطورة، فيما وصف "المخططات الاميركية والاسرائيلية" ضد لبنان والمنطقة بـ"الخطرة".
ونقلت وكالة الانباء الايرانية "ايرنا" الليلة الماضية، عقب اجتماعه مع قائد الجيش العماد ميشال سليمان، ان "ايران مستعدة لتزويد الجيش اللبناني دفاعات جوية متطورة".
وذكرت ان شيباني لفت خلال اللقاء وسليمان الى "أهمية تنمية التعاون الثنائي وتطويره في المجال الدفاعي داعيا الى تنفيذ الاتفاقات المبرمة بين البلدين".
واعتبر السفير الايراني "ان المحافظة على وحدة جميع الفصائل والمجموعات السياسية اللبنانية وتضامنها ومشاركتها في اتخاذ القرارات من اهم السبل لاحباط المؤامرات".
اما قائد الجيش فقال ان "دعم ا لجيش للمقاومة واسناده لها خلال العدوان الاسرائيلي على لبنان كان من عوامل انتصارها". واضاف: "ان اسرائيل حاولت خلال هجماتها على المراكز العسكرية في لبنان بث الفرقة بين الجيش والمقاومة الا أن ارادة الجيش في دعم المقاومة قد أفشلت هذا المخطط".

"حزب الله"

وكان رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد واصل امس جولاته على السياسيين شارحاً موقف "حزب الله" من التشاور. وقال أمس "ان هناك اجواء نستطيع ان ننفذ من خلالها الى تكريس ايجابية في التعاطي". لكنه اعلن انه "اذا كان ثمة حديث عن نزول الى الشارع فهو من اجل ان نستعيد من يريد ان يستأثر بالسلطة الى التشاور على الطاولة".

ابي نصر

وصرح عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب نعمة الله ابي نصر: " انا ضد ان يعطي الحزب (حزب الله) انذاراً والقول انه في حال عدم التوافق سنتظاهر".