صدام وبن لادن والانتخابات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عبدالرحمن الراشد
أظن أن ما يقال عن إصدار حكم القضاء العراقي على صدام حسين وقّت ليسبق الانتخابات النيابية في الولايات المتحدة صحيح، اي يبدو مصادفة زمنية سياسية مفتعلة هدفها مساندة الحزب الجمهوري. كان يمكن ان ينطق به قبل شهر او بعد شهر من الآن خاصة ان اجراءات التقاضي قد انجزت منذ فترة. كانت لفتة تأييد ورد جميل من الحكومة العراقية للرئيس بوش الذي تعرف أنه يعاني داخليا بسبب تأييده لها.
مع هذا فإن الحكم الهدية لن يؤثر على اصوات الغالبية الساحقة من الناخبين الاميركيين التي يرجح ان تمنح للمعسكر الديمقراطي الذي تبنى موقفا مناهضا لسياسة الرئيس جورج بوش في العراق. لقد فقد صدام بريقه وظهر تأثير الحكم على صدام ضعيفا في كل مكان. وهنا نستذكر الخطأ الفادح الذي ارتكبته القاعدة عندما اطلقت شريطا تهديديا للاميركيين بالا ينتخبوا بوش. كان ايمن الظواهري، زعيم القاعدة الثاني، يظن بسذاجة ان تخويفه الاسبان افلح في إسقاط الحكومة ويمكن ان يكرر في الساحة الاميركية فأطلق شريطه الشهير محذرا الناخبين الاميركيين. النتيجة جاءت معاكسة تماما حيث سارعوا الى التصويت للرئيس بوش فكسب الانتخابات في عرض مدهش.
وأظن ان مديري حملة حزب بوش الجمهوري يدعون الله ان يلهم بن لادن فيظهر على التلفزيون الليلة مهاجما بوش ومؤيدا للديموقراطيين. إن شريطا كهذا قد يحرك مشاعر الكراهية ضد الارهاب عند الناخبين فيتراكضون للصناديق مع الجمهوريين. فهل يفعلها الظواهري او بن لادن؟ لا أظن، فالدرس الماضي كان قاسيا على القاعدة التي تعلمت درسا جديدا في السياسة الدولية. وهناك كثيرون مثل فلاسفة القاعدة لا يفهمون محركات العمل السياسي في الساحة الاميركية فيظنون ان الحزب الديموقراطي كونه معارضا يعني مخالفا لسياسة بوش في محاربة الارهاب.
والذين يستشهدون بالنقاش السياسي الداخلي في الولايات المتحدة يخلطون بين رفض الشارع إدارة بوش للازمة العراقية، ومحاربة من يعتبرونهم خطرا على الولايات المتحدة. فالغضب هناك هو من الاداء والإخفاقات السياسية والعسكرية في وقت لا تزال الاغلبية الاميركية تؤيد ملاحقة المنظمات الارهابية بكل ما تعنيه الكلمة. فأحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 لا تزال حاضرة في الذهن، وأشرطة القاعدة التي تحيي الخوف والعداء، تعزز الاصرار على المواجهة. اما العراق بالنسبة للكثيرين فقد صار يمثل مشكلة سوء إدارة ولو ان النتائج كانت افضل او اقل ضررا لربما كان بطاقة نجاح انتخابية.
وبالتالي فإن الديموقراطيين حتى لو فازوا بأغلبية المقاعد في الكونجرس مضطرون لتأييد الحرب على القاعدة وإكمال الطريق في العراق.