زيارة غيتس للسعودية تفتح العديد من آفاق التقنية وتنقصها المشاريع الحيوية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
هاني الغفيلي - rsquo;rsquo; الرياض rsquo;rsquo;
فتحت الزيارة الأولى لبيل غيتس رجل مايكروسوفت الأول العديد من الآفاق في سماء تقنية المعلومات في السعودية، وذلك بعد الإعلان عن المبادرات العديدة والجديدة في التقنية والمعرفة الذي عقد منتدى التنافسية الدولي مساء أمس الاول برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.
وقد كانت من أهم اهداف هذه الزيارة هي الإعلان عن المبادرات والمشاريع الضخمة ذات العلاقة الوثيقة بقطاع تقنية المعلومات ونشاط المعرفة كان ابرزها مع وزارة التربية والتعليم، والتي ستكون لها اكبر الأثر في تطوير أعمال هذه الجهات في مجال التقنية والحاسب الآلي.
وقد تم الاعلان عن ثماني عشرة مبادرة جديدة في مجال التقنية والمعرفة كان من أهمها اتفاقية شركة مايكروسوفت مع الاستخبارات العامة في تنفيذ عدد من التطبيقات لإدارات الشؤون الإدارية، كما وقعت وزارة الشؤون الاجتماعية اتفاقية لتدريب مدربين في الوزارة على برامج الحاسب الآلي، بينما وقعت المؤسسة العامة للتقاعد مذكرة تفاهم مع الشركة تتضمن تخصيص موقع للشركة في مجمع التقنية ودراسة الاستثمار في مركز تخزين البيانات وكذلك تشغيل حاضنات الأعمال، وفي نفس الصدد عملت شركة الاتصالات السعودية إطار عمل مشترك مع مايكروسوفت لتنفيذ العديد من الخدمات والتقنيات الجديدة في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات ويهدف هذا التحالف الاستراتيجي بين الشركتين إلى ادخال تقنيات مبتكرة وخدمات مضافة جديدة.
أما وزارة التربية والتعليم فقامت بتوقيع اتفاقية هي الأضخم من نوعها مع شركة مايكروسوفت لتنفيذ عدد من البرامج والمشاريع تساهم في الرقي بالعملية التربوية والتعليمية، والاستفادة من تجارب الأمم الأخرى بغية الإفادة مما توصلت إليه هذه الأمم في مجال التربية والتعليم، عن طريق البرامج التدريبية القصيرة نسبياً وما يصاحبها من نشاطات متسقة مع طبيعتها، ومن بين تلك البرامج برنامج "شبكة المعلم المبدع" والتي تسعى إلى استيعاب 20.000متصفح في وقت واحد والعمل على التعامل مع الميدان إلكترونياً والاطلاع على مطالب الميدان واحتياجاته ورصد الآراء حيال القرارات المستجدة في الوزارة.
كما يشمل المشروع أيضاً برنامج "المبدع الصغير" والذي يستهدف طلاب المرحلة الثانوية وإكسابهم جملة من المهارات والمعارف في بناء البرامج، والصيانة، كما يشتمل المشروع السعي إلى "توطين التأهيل التقني" من خلال إكساب المعلمين والمعلمات أساسيات الحاسب وتشمل برامج التشغيل وبرامج التطبيقات ومعالجة النصوص والجداول الإلكترونية والعروض التقديمية والانترنت.
كما تم تدشين وإطلاق مشروع المبرمج الصغير في 26مركزاً في جميع المناطق، من خلال إعداد 13مدرباً أساسياً و 13مدربة أساسية في برنامج تدريب المدربين لتتم تهيئتهم في الرياض على أدوات تطوير البرامج ومن خلالهم يتم تدريب المدربين والطلاب، كما ستزود مايكروسوفت المراكز بالحقيبة التدريبية، إضافة إلى 1300نسخة من منتجات مكتبة مايكروسوفت وتوفير 1000نسخة من الحقيبة التدريبية الخاصة بالمدربين الأساسيين.
كما قامت وزارة التربية والتعليم أيضا بدراسة وصياغة برنامج استخدام تراخيص برامج ميكروسوفت في المدارس ومدى إمكانية تطبيقها، على أجهزة الحاسوب التابعة لوزارة التربية والتعليم، تمهيداً للوصول إلى اتفاقية لتجهيز المدارس بأحدث الترقيات لبرامج ميكروسوفت والاستفادة من التطبيقات المصاحبة للبرامج المرخصة، على أن تطبق هذه التراخيص على الأجهزة الحديثة، ودراسة إمكانية تضمينها الأجهزة القديمة.
وأكد محافظ الهيئة العامة للاستثمار عمرو بن عبدالله الدباغ في كلمة ألقاها في المنتدى ان قطاع الطاقة في المملكة يحتاج إلى استثمارات تقدر بحوالي 1.125تريليون ريال، والنقل والصناعات القائمة على المعرفة إلى 375مليار ريال لكل منهما، والهيئة العامة للاستثمار تسعى إلى وصول المملكة إلى مصاف أفضل 10دول في العالم من حيث التنافسية في بيئة الاستثمار نهاية 2010، مشيرا إلى أن هذا البرنامج يلخص رؤية الهيئة التي ركزت على رفع تنافسية المملكة دوليا وترسيخ موقعها على الخريطة العالمية كعاصمة للطاقة وحلقة وصل بين الشرق والغرب.
وذكر أن تحقيق هدف برنامج " 10في 10" الذي يعد رئيسيا للهيئة يحتاج إلى العديد من الخطوات والمبادرات الغير تقليدية التي ترجمتها الهيئة في ثلاث آليات رئيسية للوصول إلى هذا الهدف وهي إدارة بيئة الاستثمار من العمل المؤسسي المحترف وقياس التقدم الذي يحدث فيها بالاعتماد على معايير محايدة تتمثل في التقارير الدولية التي تقيس تنافسية بيئة الاستثمار في مختلف دول العالم، أما الثانية فتتمثل في إيجاد منظومة متكاملة من المدن الاقتصادية، والثالثة هي التركيز على القطاعات الاستثمارية التي تمتلك فيها المملكة مزايا نسبية عالية والعمل على زيادة تنافسية وجاذبية هذه القطاعات التي تشمل الطاقة والنقل والصناعات القائمة على المعرفة ومنها قطاع تقنية المعلومات والاتصالات.
صناعة المعلومات صناعة رائدة في السعودية
وأكد الدكتور جاسر بن سليمان الحربش المختص في التعليم والتدريب الالكتروني بالمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني أن صناعة المعلومات صناعة رائدة مؤثرة في تفعيل عوامل التنافس الاقتصادي في السعودية، وانعكاسات هذا الدور على التنمية الاقتصادية والتقنية التي تشهدها البلاد في الوقت الحالي من حيث التحديات وسبل مواجهتها، كما استشهد الدكتور الحربش ومن ابرز الأمثلة الحديثة في هذا المجال هي التجربة الهندية حيث استطاعت وفي فترة وجيرة من حجز مكان مرموق في صناعة واستثمار التقنية وتعتبر الفرصة متاحة وبشكل كبير مواكبة تلك الصناعة واستثمارها في السعودية لما ضم من اسماء كبيرة ومرموقة في مجال التقنية كما تعتبر ايضا ارضا خصبة لبناء التقنيات وتسويقها عبر العالم، واشار الدكتور الحربش في حديثه الى اهمية الزيارة التي قام بها السيد بيل غيتس باعتبارها خطوة عملاقة للتواصل مع صناع القرار في العالم على ان يتلوها خطوات مماثلة مع صناع قرار آخرين وأن لا يتوقف على هذا الحد.
لابد من قياس مدى استفادة المملكة من هذه الاتفاقيات بعد فترة
اما الدكتور عبدالقادر الفنتوخ فقال لقد سعدت كثيرا بما تم انجازه من اتفاقيات بين العديد من المؤسسات الحكومية والخاصة في المملكة وأرجو أن تكون منبثقة من رؤية واضحة وجدولة زمنية، وإن كنا فرحين ومستبشرين بهذه الاتفاقيات المبرمة فأرجو أن لا ينتهي الأمر بالتوقيع مع بعض الأنشطة المحدودة ولم نتحقق من الوصول إلى ما تهدف إليه هذه الاتفاقيات، فصياغة الاتفاقية أو الخطة أمر سهل وبالطبع فالتوقيع أسهل، ولكن الأصعب والأهم هو تحقيق هذه الاتفاقيات في ارض الواقع والاستفادة منها، فلابد من قياس مدى استفادة المملكة من هذه الاتفاقيات بعد سنة وبعد خمس سنوات، وتحليل أسباب عدم تحقيق ما ترمي إليه هذه الاتفاقيات، وكنت أطمح أن أرى محور التعليم العالي في رادار مايكروسوفت، حيث من الممكن جدا السعي في بلورة رؤية بين وزارة التعليم العالي ومايكروسوفت حتى بعد رحيل غيتس، فلعلنا نرى مبادرة من وزارة التعليم العالي للتخطيط لإنشاء مركز أبحاث التقنية والبرمجيات يشارك فيه مجموعة متميزة من الباحثين من الجامعات والكليات السعودية، ويتم تشجيع الشركات العالمية المتواجدة في المملكة، مثل مايكروسوفت، لدعم النشاطات البحثية فيه وإنشاء البرامج التدريبية المختلفة وتقديم الأنظمة البرمجية والأبحاث والمكتبة اللازمة والخدمات الاستشارية، ولعل هذا المركز يعنى ببحث المواضيع ذات الأولوية المحلية كأمن المعلومات والتعليم الالكتروني والتعريب على سبيل المثال، فبدلا من قيام بعض الجامعات والكليات السعودية بتوقيع اتفاقيات ثنائية مع الشركة، فمن الأفضل قيام وزارة التعليم العالي بتوقيع اتفاقية شاملة لجميع الجامعات السعودية لتغطية احتياجاتها من منتجات وخدمات الشركة على أن يتم اشتراط تأسيس ودعم كامل لمثل مركز الأبحاث المقترح، أخيرا وليس آخرا كنت أتوقع تنظيم لقاء يجمع بيل مع مجموعة من كبار رجال الأعمال لعله يقنعهم بأهمية العمل الخيري وحسن إدارته وتصريفه وضرورة التفرغ إليه مثل ما شرع هو شخصيا لذلك.
واشاد الدكتور ناصر البقمي مدير مركز الحاسب الآلي بإمارة مكة المكرمة بجهود الهيئة العامة للاستثمار التي تسعى إلى وصول المملكة إلى مصاف أفضل 10دول في العالم من حيث التنافسية في بيئة الاستثمار نهاية 2010، مشيرا إلى أن هذا البرنامج يلخص رؤية الهيئة التي ركزت على رفع تنافسية المملكة دوليا بتطبيق عدد من المشاريع في القريب العاجل، كما أكد الدكتور البقمي على اهمية زيارة بيل غيتس لما له من مكانة عالية في مجال تقنية المعلومات على المستوى العالمي، كما اوضحت هذه الزيارة تطور المملكة العربية السعودية في هذا المجال في ظل الدعم الكبير من القيادة الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو نائبه الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وترسيخ موقعها على الخريطة العالمية وجعلها حلقة وصل بين الشرق والغرب.