بريطانيا متخوفة من إرهاب نووي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الخميس: 2006.11.16
انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، ومخاوف شن "القاعدة" هجوماً إرهابياً نووياً على بريطانيا، والدور المقترح لكل من إيران وسوريا في الشرق الأوسط، والشكوك المحيطة بقوة الأمم المتحدة في لبنان... موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة أسبوعية على الصحافة البريطانية.
* "دروس مستفادة من أميركا":
في تعليقها على نتائج انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة قالت صحيفة "الأوبزيرفر" في افتتاحيتها الأحد الماضي: إن تلك النتائج تدل على أن الناخبين الأميركيين يرون أن نوابهم قد فشلوا في القيام بالمهمتين الرئيسيتين المكلفين بهما: وهما تشريع القوانين والرقابة على إدارة بوش، وأنهم قد تركوا الحبل على الغارب لهذه الإدارة التي أظهرت قدراً كبيراً من عدم الكفاءة في كافة الأمور تقريباً وبشكل أخص حرب العراق التي ظلت الإدارة حتى ما قبل الانتخابات بقليل تنكر أن الأمور فيها قد وصلت إلى مرحلة بالغة السوء إلى أن جاءت تلك الانتخابات بما أسفرت عنه من نتائج لتجبر بوش على التضحية بوزير دفاعه العنيد دونالد رامسفيلد. وتؤكد الصحيفة أن نتيجة تلك الانتخابات لن تغير من واقع الأمور على الأرض لأن "الديمقراطيين" لا يمتلكون استراتيجية بديلة للعمل في العراق، وأن معظم التغيير سيتم في مضمار السياسة الخارجية، التي ستصبح أكثر واقعية مما كانت عليه، لاسيما بعد التوصيات التي ستقدمها "مجموعة دراسة العراق" برئاسة "جيمس بيكر"، والتي ستركز على ضرورة التعامل مع المزيد من القوى ذات النفوذ الإقليمي -إيران وسوريا تحديداً- التي أحجمت الإدارة عن التعامل معها حتى اللحظة الحالية.
* "القاعدة تخطط لهجوم نووي على بريطانيا":
كان هذا هو عنوان التقرير الخبري الذي كتبه "فيكرام دود" في صحيفة "الجارديان" في عددها الصادر الثلاثاء الماضي والذي جاء فيه أن مسؤولي الاستخبارات البريطانيين يعتقدون أن "القاعدة" مصممة على شن هجوم على بريطانيا بسلاح نووي، وأن ذلك التوقع قد تم التعبير عنه في إيجاز قدمته مجموعة مختصة بمقاومة الإرهاب إلى وسائل الإعلام، وهو الأخير في سلسلة من التقييمات القاتمة التي قدمها مسؤولون كبار ووزراء بريطانيون حول التهديد الإرهابي الذي يواجه بريطانيا. ويقول التقرير إن مسؤولاً كبيراً بوزارة الخارجية، قد صرح بأنه لا يوجد لديه شك في أن "القاعدة" ستحاول ذلك، لأنها تملك الرغبة والطموح في الحصول على التقنية النووية التي تمكِّنها من توجيه ضربات قاصمة للغرب.
ويأتي هذا التصريح في أعقاب الكلمة التي ألقتها وزيرة الخارجية "مارجريت بيكيت" عن التهديد الإرهابي الذي يواجه بريطانيا، والتحذير الذي وجهه جهاز الأمن الداخلي البريطاني "إم آي 5" الذي حذر من أن لديه معلومات مفادها أن هناك على الأقل 30 مؤامرة يجري الإعداد لها لمهاجمة بريطانيا.وأشار كاتب التقرير إلى أنه على الرغم من أن شبكة عالم الذرة الباكستاني عبدالقدير خان، قد أمكن تفكيكها، فإن هناك مخاوف لدى المسؤولين البريطانيين من أن تكون هناك شبكات أخرى مماثلة لا تزال تعمل، خصوصاً أن جميع المؤامرات التي قاموا بإحباطها، والتي يحاولون إحباطها، لها علاقة بباكستان التي يسافر إليها الآلاف من البريطانيين من أصل باكستاني سنوياً، من أجل أنشطة يُعتقد أن لها علاقة بالإرهاب.
* شكوك حول مهمة الأمم المتحدة في لبنان:
في تقريره من جنوب لبنان، أشار "روبرت فيسك" في عدد الإندبندنت الصادر أمس الأربعاء، إلى أن قوة "اليونيفيل" التابعة للأمم المتحدة أصبح ينظر إليها -بسبب ما تضمه من مفارز وقوات كبيرة، وما يوجد لدى تلك القوات من أسلحة مضادة للطائرات ومدفعية ودبابات- على أنها قوات ممثلة لـ"الناتو"، ولكنها تتخفى تحت ثياب الأمم المتحدة. وعلى الرغم من أن قادة هذه القوة يقولون لسكان القرى الجنوبية الشيعية إنهم جاءوا لحمايتهم من الهجمات الإسرائيلية، فإن هؤلاء السكان لا يصدقون ذلك، ويرون أن تلك القوات قد جاءت لتحقيق مصلحة إسرائيل من خلال استكمال المهمة التي حاولت تل أبيب تحقيقها في الماضي، وهي نزع سلاح "حزب الله". ويقول "فيسك" إن تلك القوات مختلفة عن القوات التي كانت موجودة من قبل والتي كانت تتعامل بقدر كبير من الود والصداقة مع اللبنانيين، فهي مزودة بقواعد للاشتباك تنص على قيامها بإطلاق النار بمجرد إحساسها بأي تهديد، وهو يرى أن الهدف الأساسي من نشر تلك القوات هناك هو نزع سلاح "حزب الله" ومنع تهريب الأسلحة من إيران عبر سوريا إلى الحزب، في محاولة لتقليم أظافر إيران في المنطقة وحماية المناطق الشمالية لإسرائيل. ويؤكد السكان أن هذا هو الهدف، ولو كان الهدف هو حمايتهم لقامت الأمم المتحدة بنشر قواتها على جانبي الحدود.
*"دور إقليمي مقترح لسوريا وإيران":
تناولت افتتاحية "التايمز" في عددها الصادر أول من أمس الثلاثاء ما جاء في الخطاب الذي ألقاه بلير في "جيدلد هول" مؤخراً والذي يجري فيه عادة مراجعة للسياسة البريطانية الخارجية كل عام. وركزت الافتتاحية بشكل خاص على ما اقترحه بلير من ضرورة منح دور إقليمي أوسع نطاقاً لإيران وسوريا كجزء من السياسات التي يجب اتباعها لإرساء الاستقرار في البلاد. وترى الصحيفة أن إشراك إيران وسوريا في لعب دور في مستقبل العراق يستمد أهميته من أن كلاً منهما له مصلحة في هذا المستقبل، كما أن تطور الأمور هناك واندلاع حرب أهلية هو آخر شيء تريده سوريا. وترى الصحيفة أيضاً أن التوجه نحو سوريا وإيران ينسجم مع التوصيات التي تسربت عن التقرير الذي أعدته "مجموعة دراسة العراق"، التي يقودها جيمس بيكر ومع الحقائق الجديدة في المشهد السياسي الأميركي بعد هزيمة "الجمهوريين" في انتخابات التجديد النصفي الأخيرة. وأنه لا مانع من أن تلعب الدول المجاورة للعراق دوراً في تحقيق استقراره، لأن مستقبل بلاد الرافدين يهم تلك الدول، لكن يجب عدم منح تلك الدول مكافأة على اشتراكها في تحقيق الاستقرار في العراق، وأن يتم إعلامها بأنه يتوجب عليها أولاً وقف أي تدخلات ضارة من جانبها في هذا البلد، وألا يتم الاعتراف بدور لأي منهما إلا بعد الموافقة على تلك الشروط.
إعداد: سعيد كامل