فاروق حسني يفجّر جدلاً في مصر بوصف الحجاب بأنه رجعية وتأخر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
نواب الإخوان وعلماء أزهر ينتقدونه ووزير الثقافة يتمسك برأيه ويؤكد أن هذه ليست دعوة لخلعه
القاهرة: طه جبر ومحمد خليل وعبد الستار إبراهيم
فجرت تصريحات وزير الثقافة المصري فاروق حسني حول حجاب المرأة ووصفه بأنه "دعوة إلى الرجعية والتأخر" عاصفة من الغضب بين نواب الإخوان المسلمين الذين طالبوا الوزير بالاعتذار والاستقالة وقالوا إنهم يستعدون لإلقاء بيانات عاجلة، وتقديم طلبات إحاطة له، معتبرين تصريحاته "إهانة للإسلام"، كما انتقده علماء من الازهر وطالبوه بعدم الحديث في شؤون الدين.
وأكد فاروق حسني وزير الثقافة المصري تمسكه برأيه بأن ارتداء الحجاب هو عودة إلى الوراء، موضحا أن هذا القول لا يمثل سوى رأيه الشخصي، وأن طرحه جاء في سياق تصريحات له نقلتها صحيفة "المصري" اليوم القاهرية أمس حول موقف الوزارة من الترشح لمنصب أمانة اتحاد الكتاب العرب ضمن المؤتمر الذي سيعقد في القاهرة الثلاثاء المقبل.
وأضاف حسني في تصريحات خاصة لـ"الشرق الأوسط": أنه لابد من النظر إلى الأمور بمضامينها وليس بشكلها الظاهري، وأنه لا يفهم من رأيه هذا بأنه دعوة إلى خلع الحجاب، بقدر التأكيد أن للجميع حرياتهم الشخصية، مشيرا الى أنه ليس داعية أو واعظا ليطلق الأحكام الفقهية على أمر من أمور الدين، بقدر ما عرض رأيه، الذي يتمسك به ويدافع عنه، مؤكدا أن الحجاب الحقيقي هو حجاب النفس الداخلية والتي تعتمد على الضمير والأخلاق، بعيدا عن كافة الأشكال الظاهرية الأخرى. وقال وزير الثقافة إن رأيه مبني على وقائع يراها صحيحة، وانه لا يقلقه في ذلك ما قد يحدث من ثورة لنواب الإخوان في البرلمان، مؤكدا "هذا رأيي كما أن لهم آراءهم"، وأضاف أن الدين ليس حكرا على أحد بعينه، كما أنه ليس حكرا على المشتغلين بأمور الدين أنفسهم، بقدر ما يخص الإنسانية بشكل عام، مما يوجب لكل إنسان إبداء رأيه فيه.
وتابع حسني: الحجاب موضة قديمة كانت ترتديه السيدات للتفريق بينهن وبين الإماء، مشددا على أنه يدافع عن رأيه بقوة ولا يخشى من يخالفه في الرأي، أو يسعى لإطلاق أحكام عامة بالكفر، خاصة أن النبي الكريم نفسه لم يطلق أحكاما بالكفر على أحد، الأمر الذي يؤكد ـ حسب تعبيره ـ أنه لا سلطة لأحد على أحد، سواء بإطلاق الكفر أو غيره، ما دامت الآراء تستند إلى وقائع ، وهو ما استند إليها في اعتباره "أن الحجاب عودة إلى الوراء". وأضاف أن دخول المجتمع أخيرا في نقاش حول قضية النقاب يؤكد أن الأمور أصبحت تتجه إلى الشكل، وأن الملبس أصبح موضة سواء كان حجابا أو نقابا، وهي دائرة ينبغي الخروج منها إلى التفكير في المشكلة الحقيقية التي تواجه المجتمع والبحث في مضامين الأمور، وليس في أشكالها. وأوضح حسني أن رأيه في الحجاب لا يعني إمكانية اتخاذه موقفا من بعض المحجبات في وزارة الثقافة، مؤكدا أن هناك موظفات محجبات عاملات في الوزارة لهن مطلق الحرية في ارتداء الزي المناسب لهن من دون تدخل مطلقا في إلزامهن بخلع الحجاب.
ونوه حسني بان جريدة "القاهرة" التي تصدرها وزارة الثقافة تنشر آراء متنوعة، من بينها آراء تؤيد الحجاب، ولم يتم منعها، وهو موقف لا يلزم غيره بتطبيقه. وفي أول رد فعل من علماء الأزهر على تصريحات الوزير قال الشيخ محمود عاشور، وكيل الأزهر السابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية، "إن ارتداء الحجاب يتفق مع نصوص ثابتة في القرآن والسنة"، وأضاف أن الوزير حسني لا ينبغي له أن يتحدث في علوم الدين، وقال إن الطريقة التي تحدث بها الوزير عن النساء فيها.."إهانة للمرأة وحط من قدرها وكرامتها".
وأضاف الدكتور احمد عبد الرحيم السايح، الأستاذ بجامعة الأزهر في القاهرة "أن شخصية المرأة المسلمة ينبغي أن تكون ملتزمة بالزي الإسلامي".
وأضاف الدكتور عبد الحكم عبد اللطيف الصعيدي الأستاذ بجامعة الأزهر في القاهرة تعليقاً على تصريحات وزير الثقافة: "شريعة الله واضحة في حكم الحجاب ولسنا بحاجة أن تسير الأمة معصوبة الأعين خلف كل زاعق".
ومن جانبه قال الدكتور حمدي حسن المتحدث الإعلامي باسم كتلة نواب الإخوان في البرلمان: "إن ما قاله الوزير حول الحجاب فيه إهانة للإسلام الذي هو دين للدولة، وفي تصريحاته استهانة بمشايخ الأزهر وعلماء الإسلام، حيث أن الوزير ادعى أن فتاواهم بـ3 مليم". وأضاف حسن لـ"الشرق الأوسط": "سأتقدم بطلب إلقاء بيان برلماني عاجل في مجلس الشعب مع أولى جلساته التي تبدأ يوم الاثنين المقبل"، وقال: "لا يجب أن يُدخل وزير الثقافة آراءه الخاصة في سياسة الدولة وسياسة الوزارة..هو خالف القانون والدستور..عليه أن يعتذر وأن يقدم استقالته".