جريدة الجرائد

الجميّل: حزب الله يدفع لبنان الى الكانتونات بعد انشائه الكانتون الشيعي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الرئيس اللبناني الأسبق أسف لطرحاستقالة الحكومة من منطق الغالب والمغلوب


بيروت - من صبحي الدبيسي


اسف رئيس الجمهورية الاسبق الشيخ امين الجميل ان يكون "حزب الله" طرح موضوع استقالة الحكومة بمنطق الغالب والمغلوب وكأن حكومة الرئيس فؤاد السنيورة هي المسؤولة عن حرب تموز رغم انها قامت بكامل واجبها اثناء هذه الحرب, محملا "حزب الله" وامينه العام السيد حسن نصر الله مسؤولية تازيم الوضع اللبناني ودفعه باتجاه التصعيد السياسي والاحتكام الى الشارع.
كلام الرئيس الجميل اتى في سياق حوار اجرته معه "السياسة" سأل خلاله لماذا يخافون من المحكمة الدولية وكأنهم في موضوع الشبهة, معتبرا المحكمة الدولية خشبة الخلاص لكل لبنان وان الشعب اللبناني يخشى هذا النوع من التصعيد, وان "حزب الله" من حيث يدري او لا يدري يدفع البلد باتجاه التقسيم والكانتونات بعد ان انشأ كونتونه الشيعي الذي يمتلك كل قدرات الكيان الذاتي من مال وسلاح. الجميل أسف ايضا لاستخدام نصر الله الكلام المهين بحق شريحة كبيرة من اللبنانيين مصنفا الناس بالنظيف وغير النظيف, فالبلد بحاجة الى وعاء كبير, ولماذا لا يكون السيد حسن هذا الوعاء.
الجميل رأى ان السيد نصر الله أصبح هدفا اسرائيليا, مؤيدا استعداد قوى 14 اذار لاخذ المبادرة باتجاه حلحلة الامور, لان البلد مقبل على كل المغامرات.

وفي ما يلي نص الحوار:


* بحسب ما تتناقله وسائل الاعلام كان من الممكن ان يكون لبنان في حالة تظاهر وفوضى, هل انتفت مسألة الخوف, اما ما زلنا تحت دائرة القلق على الوطن وعلى المصير?
هذا السؤال يجب ان يوجه الى من هدد بالنزول الى الشارع, والى من خلق هذه الازمة الوزارية, مع ما يمكن ان يبرز عنها من انعكاسات على صعيد الوضع السياسي والوطني.. لانه منذ انتهاء العدوان الاسرائيلي على لبنان بدل ان نعزز الوحدة الوطنية, ونوظف الصمود لتقوية الحق اللبناني, المؤسف ان "حزب الله" طرح فورا موضوع الحكومة بمنطق الغالب والمغلوب. وكأن هناك من هو على حق ومن هو على خطا. وبالتالي يقتضي السير بمنطق المعاقبة وتعديل المعادلة السياسية, رغم ان الحكومة بنظر الداخل والخارج قامت بواجبها على اكمل وجه سواء على صعيد العلاقات الديبلوماسية اثناء الحرب او على صعيد السياسة او على صعيد الاتصالات السياسية لوقف العدوان وهذه البنود السبعة التي اتفق عليها بالاجماع بين القيادات اللبنانية لا سيما "حزب الله" والرئيس بري, وفريق 14 اذار وهذا ما اسس للقرار 1701 الذي حظي بموافقة اجماعية من قبل كل اللبنانيين. كما ان الحكومة انكبت على معالجة انعكاسات العدوان على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والانساني. فكان لها دور فعال اعترف به الجميع.. نحن لا نفهم مبررات هذه الحملة المفاجئة على الحكومة وعلى فريق من اللبنانيين قام بواجبه على اكمل وجه وكأنهما هما اللذان اعلنا الحرب وليس اسرائيل.

* لماذا يريدون تعطيل الدولة, من خلال توجيه هذه الحملة على الداخل?

هناك سببان: لست في نوايا هذا الفريق, انما ظاهريا, من جهة عدم استيعاب الانسحاب السوري من لبنان ومن جهة ثانية قضية المحكمة الدولية التي أوشك مجلس الامن على تشكيلها والتي ستحكم بقضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

* لماذا يتخوفون من المحكمة وكأنهم في موقع الشبهة, من خلال معارضتهم لانشائها وما تفسير ذلك من وجهة نظرك?

هذا صحيح, وهذا واضح لان المحكمة الدولية هي الضمان الحقيقي لكل الاطراف. كل انسان من مصلحته ان يدعم المحكمة الدولية بقوة, وان يعتبر المحكمة الدولية هي خشبة الخلاص. لان هذه المحكمة الدولية في النهاية من المعروف بانها تحظى بالحد الاقصى من المصداقية وبالصدق والشفافية وبالتالي تشكل الضمانة المطلقة لكل الناس لا سيما الابرياء.
* هل تعتقد ان الهجمة على الحكومة وعلى قوى 14 اذار هي لالهاء الناس عما اصاب الجنوب جراء العدوان لتاليب المواطن الجنوبي ضد فريق الحكم رغم وقوف اللبنانيين جميعهم الى جانب المقاومة اثناء الحرب?

هذا التفسير في محله وداخل في حساباتنا. ونقول اكثر من ذلك, ان هذه الازمة التي فجرها "حزب الله" وحلفاؤه من شانها ان تعيق المعالجات الاقتصادية والانسانية لنتائج العدوان.. لاننا نعرف تماما ان الناس في الجنوب وفي الضاحية هم بامس الحاجة لتضافر الجهود واعطاء الاولوية في معالجة القضايا التي نبحث عن الازمة الانسانية التي تتخبط بها المواطن في تلك المناطق. هكذا ازمات التي طرحت بعد استقالة وزراء "حزب الله" و"امل" من الحكومة من شانها ان تؤجل المعالجات وتجعل معالجة الازمة الانسانية والاقتصادية والاجتماعية في بعض المناطق. وتضعها في المرتبة الثانية من اهتمامات الدولة بدلا ان تكون من اولويات اهتمامات الدولة.

* بعد استقالة الوزراء الشيعة يحكى عن استقالة مرتقبة للنواب الشيعة من البرلمان, هل تخشى مثل هذه التطورات التصعيدية?

ليس انا الذي يخشى هذا العمل او ذاك فان الشعب اللبناني بكل طوائفه, يخشى هذا النوع من التصعيد. من الواضح ان "حزب الله" ادخل لبنان في ازمة متشعبة وعلى ما اعتقد هذا لن يكون لصالح "حزب الله", "حزب الله" كان يجب ان يقطف بشكل مهم الانجازات التي حققها بالصمود والتصدي للعدوان الاسرائيلي وقد اعترفت بذلك كل الناس, واخشى اذا طالت الازمة وبهذا الشكل ان يكون قد ادخل نفسه في زواريب السياسة اللبنانية التي تشكل مهلكا لكل من دخلها...

* هل تلوح في الافق بوادر تقسيم واقامة نوع من الكونفدراليات, وهل هناك طلاق نهائي, والى ماذا ستؤدي برايك هذه المواقف السلبية?

"حزب الله" من حيث يدري او لا يدري يدفع البلد بهذا الاتجاه, لا سيما وانه انشا الكانتون الشيعي هذا الكانتون الذي يمتلك كل قدرات الكيان الذاتي. لديه سلاحه, وهو سلاح متطور جدا وستراتيجي, غير السلاح التقليدي والفردي. وعنده ميزانية شبيهة لميزانية الدولة ولقد تمكن ان ينفق بخلال فترة وجيزة مئات الملايين من الدولارات, فهو يمتلك قدرات مالية طائلة, كما ان هناك واقعا ديمغرافيا في هذه المناطق يمكنه ان يفرز هذا الكيان الذاتي الذي بدا يظهر على الساحة. مع العلم ان ذلك لا يخدم "حزب الله". وهذا يناقض نظرة "حزب الله" الى الدولة... اذا اردنا ان نتفادى ذلك, لا يمكن ان نرسخ هذه الظاهرة التي تشكل عدوى لباقي الطوائف. ما يسمح بتدخلات اجنبية تصب الزيت على النار وتؤجج الصراع فتدفع لبنان اكثر واكثر نحو التفت والضياع, من مصلحة "حزب الله" كما اعتقد ان يتفهم خطورة الوضع وان نعود الى طاولة الحوار او التشاور ونعمل سوية لمعالجة هذا الموضوع. فالمواضيع المختلف حولها لا تبرر على الاطلاق هذه الازمة الخانقة التي يمكن ان تكون مدمرة. يجب ان نعود ونفكر سوية حول المصحلة اللبنانية, التي تحفظ لبنان وتحافظ على المكاسب التي حققها "حزب الله".. وتكون تلك المكاسب عنصرا لتغطية المصحلة الوطنية العليا وليست عنصرا للضرر بلبنان.

* هل ما يجري اليوم ما زال يندرج في اطار المثلث الشيعي الذي جرى الحديث عنه من ايران الى العراق فلبنان عبر النظام السوري في مواجهة المد السني في المنطقة وما هي ارتدادات مثل هذه المشاريع?

لا اريد ان ادخل في بحث هذا البعد للازمة, انما, مما لا شك فيه ان "حزب الله" لا ينكر تحالفاته وهو اعلن اكثر من مرة عنها. وهو في تحالف ستراتيجي مع النظام الايراني والنظام السوري. هذا ليس بسر, وليس بسر كذلك ان ايران كانت الداعم الاساسي لmacr;"حزب الله" ان كان على الصعيدين المالي والسياسي. وسورية التي ما تزال عينها على لبنان كانت تعزز "حزب الله" وتقوي نفوذه في الشارع الشيعي وتضغط على كل القوى المناهضة لسطوة لmacr;"حزب الله" الشيعية واحيانا تنتقم من كل من لا يماشي او يتعاون معه. فعلى صعيد التجهيز العسكري والتمويل المالي. كذلك من الواضح انه كان لسورية ولايران الدور الاساسي في تامين الدعم المطلوب لmacr;"حزب الله" في حربه مع اسرائيل بغض النظر كيف بدات هذه الحرب.

* الامين العام لmacr;"حزب الله" وعد انصاره في الضاحية بحكومة نظيفة, ما يعني انه قرر البدء في معركة اسقاط الحكومة, وهناك تفسيرات عديدة حول الالية التي سيتبعها اما بتهديد الوزراء ودفعهم الى الاستقالة او باساليب التهديد والوعيد لتحقيق ذلك. برايك كيف ستاتي الحكومة النظيفة في ظل وجود حكومة الرئيس فؤاد السنيورة?

من المؤسف جدا ان يستعمل السيد نصر الله مثل هذه المواقف وهذا الكلام. ولم نعتد منه على هذه التصريحات, وهذا كلام مهين لشريحة كبيرة من اللبنانيين التي تحترم السيد حسن, وان اختلفت معه في السياسة, لست ادري كيف يصنف الناس بهذه التصنيفات, من جهة اخرى من غير اللائق الدخول بهذا المعيار وتوصيف الناس بالساقط والمخطئ واللائق والعاطل. ولا تصح. لا سيما من السيد نصر الله الذي له موقعه المميز على الساحة الوطنية, لست ادري كيف يهين عليه بعض اصدقائه والناس الذين يكنون له كل احترام, من جهة اخرى الدخول بهذا المعيار الوطني والخائن الشريف والفاسد الصائب والمخطئ. هذه احكام لا تصح ابدا. لا سيما ان عمامة السيد نصر الله سوداء وله موقع مميز على الساحة الوطنية. الحقيقة هذا التوجه ليس مالوفا, ولا يخدم مصلحة الامين العام لmacr;"حزب الله" ولا يخدم مصلحة القضية التي ينادي بها, يجب ان ننظر الى الامور بموضوعية اكثر.

* هل تعتبر هذه التصنيفات هي من ضمن عقيدة ولاية الفقيه, ما يعني ان المسؤول له حق الاجتهاد وتصنيف الناس بما يراه ويقتنع به?

نحن في لبنان, يحق لاي طائفة ان ترتبط بعلاقة خاصة باية جهة او دولة على شرط ان لا يؤثر ذلك على مستلزمات العيش المشترك ومستلزمات بناء الدولة الراعية للجميع التي لا يمكن لها ان تحقق رسالتها الا من خلال الدولة. وتكون الدولة للجميع. فاذا كانت ولاية الفقيه تحتم ذلك فنحن في القضايا المذهبية وعلاقة الناس مع بعضهم فلا تجوز ان تدخل هذه القضايا في السياسة, وهذا يشكل خطرا على الطائفة وبالتالي ممكن ان يعزلها خاصة وانه يوجد ضمن هذه الطائفة من ليسوا مع التوجه الفارسي ويعتبرون انهم غير معنيين بولاية الفقيه بالطريقة التي يطرحها "حزب الله".

* هل تعتبر ان التصريحات الانفعالية للسيد نصر الله تاتي من خلال الوضع الامني الصعب الذي يعيشه هذه الفترة, ام ان الامور وصلت الى نقطة اللانهاية ولا تنفع معها المهادنة الكلامية?

لا احسد السيد حسن من جهة الوضع الانساني الذي يعيشه وهو بحسب التصريحات الاسرائيلية اصبح هدفا للاجهزة الاسرائيلية. ونحن من هذا القبيل الى جانبه نتحسس مشاعره ولا يمكن الا ان نتضامن معه ونامل في نفس الوقت ان يتفهم هو مشاعر اللبنانيين ومصالح لبنان العليا, وان يعود للحوار الهادئ البناء والتفاهم الذي ياخذ بالاعتبار التركيبة اللبنانية وهواجس كل الناس وليس فقط هواجس الشيعة. وحتى مخاوف بعض الشيعة الذين لا ينتمون الى سياسة "حزب الله". واعتقد هذا من مصلحة الشيعة... فالشيعة من الطوائف المؤثرة في الكيان اللبناني, وبعض القيادات الشيعية لعبت دورا طليعيا في لبنان, وهناك الالوف من شهدائهم الذين استشهدوا في سبيل سيادة واستقلال لبنان, علينا ان نحافظ على هذا الامر ونطوره ولا نضع طائفة بكاملها في خانة التهميش على الصعيد الوطني..

* كيف ستستمر الحكومة مستقبلا من دون الطائفة الشيعية, هل ستبقى الامور على ما هي عليه وهل سيصار الى تعديل حكومي, ما هي الاطر التي سيتم العمل بموجبها للخروج من الازمة اقله على صعيد الحكومة?

لا شك ان "حزب الله" وضع نفسه ووضع لبنان في مازق, والمرة الاولى طرح الازمة اساسا من زاوية شيعية, ليست هذه كانت النية انما هذا هو الواقع الذي لا اعتقد انه يخدم مصلحة احد. ماذا تكون النتيجة? الوضع كله في ازمة والناس مازومة والخيارات غير محددة والامور تسير بمنحى عبثي, فاما ان يتدخل بعض العقلاء ويهبط الوحي على بعض اللبنانيين ونجد مخرجا لهذه الازمة. ولا يمكن ان نجد هذا المخرج من منطق الغالب والمغلوب. حتى ليس من مصلحة "حزب الله" ان يحقق انتصارا لفئة على حساب فئة اخرى وهذا لم يحصل في لبنان لا في سنة 1958 بعد ثورة 1958 لم تنجح صيغة الغالب والمغلوب ولا سنة 1975 نجحت صيغة الغالب والمغلوب, ولا في 2006 ستنجح صيغة الغالب والمغلوب. صيغة الغالب والمغلوب تعني تغليب فئة على فئة واذا حدث ذلك يحصل خلل في الصيغة اللبنانية.. والكلام او تقبلون بشروطي او علي وعلى اعدائي يا رب هذا ليس من مصلحة احد.

* قبل الجلسة الاخيرة من جلسات التشاور تحدث الرئيس بري عن ايجابيات. وفي الجلسة الاخيرة وصلت الامور الى طريق مسدود وتوقف التشاور ولقد اشرت الى ورقة قدمت للرئيس بري انسحب على اثرها من الجلسة, ماذا تضمنت هذه الورقة التي لم يشر اليها احد غيرك?

فُسر الامر في غير موقعه وبعض اصدقاء الرئيس بري فسروه بشكل سلبي, لم يكن هذا مقصدي على الاطلاق وكل ما اردت ان اقوله, صحيح اثناء الاجتماع رشحت الى الرئيس بري معلومات تتعلق بدعوة الرئيس السنيورة الى عقد جلسة لمجلس الوزراء يوم الاثنين من اجل البحث في بند واحد على جدول الاعمال موضوع المحكمة الدولية. هذا ما اثار الرئيس بري واعتبر انه طالما كان دائما على تواصل مع الرئيس السنيورة حول طريقة التعاطي في موضوع المحكمة فانه استاء من طريقة الدعوة لجلسة مجلس الوزراء قبل التنسيق معه فهذا ما حصل ورفع الرئيس بري الجلسة.

* يعني انك لم تتطلع على مضمون الورقة وما كتب عليها?

لا.. والورقة شاهدها جميع الذين كانوا على طاولة التشاور.

* ذهبتم الى الحوار والى التشاور بقلب مفتوح, هل تعتبر انها كانت محاولات لتضييع الوقت لا سيما وانكم لم تخرجوا باية نتيجة ايجابية وكل ما توصلتم اليه في الحوار بقي حبرا على ورق فيما "حزب الله" ماضٍ في مخططه?

نحن اردنا ان نعطي فرصة للحوار لا سيما وان الداعي له كان الرئيس بري. والرئيس بري صاحب المبادرات الخيرة, انما في الواقع كنا نخشى على نتائج هذا الحوار او التشاور خاصة اذا عدنا الى الكلام الذي قاله السيد نصر الله لmacr;"تلفزيون المنار" هذه المقابلة العنيفة التي تضمنت تهديدات غير مبطنة لقوى 14 اذار وكان هذا الخطاب مفصليا في المسار السياسي الراهن ومنذ ذلك الوقت انكشف المخطط واعلنت النوايا والزم السيد حسن نفسه بمسار لا اعتقد بانه المسار الصحيح, مسار يحمي البلد ويحفظ وحدة البلد ويحفظ مصالحه.. المكتوب يُقرا من عنوانه, عنوان المكتوب من خلال ما ظهر في هذه المقابلة. رغم ذلك اردنا ان نعطي فرصة لكن تبين من خلال جلسات التشاور ان المواقف ما زالت هي هي والاملاءات هي هي على طريقة شعار اشهد باني قد بلغت وبدورنا نبلغ ان لبنان لا تنفع معه هذه الطريقة واذا فرض علينا اي منحى فنحن له..

* ما هو تعليقك على كلام الوزير طراد حمادة ومطالبته برئاسة الجمهورية?

انا اوجه هذا الكلام للعماد ميشال عون الذي عليه ان يجيب على هذا السؤال.. طالما اننا نبهنا من خطورة المرحلة على المعادلة اللبنانية معادلة التوازنات, ونبهنا من الانقلاب على اتفاق "الطائف" وما تضمنه من تطمينات, فان كلام الوزير طراد حمادة لم يفاجئني وقد سبق ان وصلتنا تسريبات واتمنى على عون ان يبحث هذا الامر مع حلفائه الجدد وفي النهاية سيفهم الراي العام الحقيقة وليس من خلال رؤية خشبية ومناورات كلامية انما لا بد من توضيح كل هذه التساؤلات وهذا الكلام لم يتم التراجع عنه ولم يوضحه الوزير طراد حمادة.

* رئيس اللقاء الديموقراطي وليد جنبلاط طرح زيارة السيد نصر الله مع الرئيس بري وحلفائه من قوى 14 اذار اذا كانت هذه الزيارة تخفف من حدة الاحتقان السياسي وتجنيب البلد مواجهة الشارع? فهل انت مع هذا الاقتراح?

- بالطبع نحن كلنا انفتاح على اي مبادرة ايجابية تعيد الامور الى مجراها الطبيعي وتحقق مصلحة في البلد من خلال اعادة ربط ما انقطع, لان الازمة بدات تاخذ منحا خطيرا جدا فالبلد منفتح على كل المغامرات طالما الغائب الاكبر هو الضمير انطلاقا من هنا يمكن للانسان ان يتوقع كل نوع من الاجرام على مثال ما حصل في الاشهر الماضية حيث يمكن ادراج لبنان في سجل "غينز" لجهة عدد الاعمال الارهابية التي تعرض لها في سنة واحدة من الزمن.

* اذا ما نفذ "حزب الله" تهديده في الشارع هل ستزحفون الى قصر بعبدا, كما اعلنتم?

اننا لا نهدد باي شيء ومنذ البداية لم نعتمد هذا الاسلوب على الاطلاق واذا كان البعض يريد ان ينجر فنحن لسنا هواة انتحار وكل ما سنقوم به من خطوات فهو الدفاع. والدفاع عن الجمهورية ومؤسساتها وكل من يتصرف عكس ذلك فيتحمل المسؤولية تجاه ما تبقى عنده من ضمير وتجاه لبنان وشعبه وتجاه التاريخ. واخشى اذا ما استمرت ان تطال الكيان بالذات وثوابت الجمهورية اللبنانية فلا بد من ان يكون في البلاد وعاء كبير ليستوعب الوعاء الصغير. وكان احب على قلبنا ان يكون السيد حسن بالذات الوعاء الكبير فلا نتاخر لاعطاء اية فرصة للحل. انما من شروط الحل هو ان يستوعب الجميع ان هذا الحل يفرض تعاون الجميع وتنازل الجميع عن شروطه التعجيزية والاملاءات غير المالوفة مع تحديد مهل وهمية.

بعد كل هذا الحديث لم نتعرض لمسالة جوهرية هي الواقع الاقتصادي والمالي والمعيشي والانساني ان البلد على حافة الانهيار الاقتصادي والمالي, ما يؤدي الى كوارث اجتماعية وانسانية. منذ قبل الحرب والازمة الراهنة, كما ان الاقتصاد اللبناني في غرفة العناية الفائقة وبفضل مبادرات الحكومة وعلاقاتنا الدولية تمكنا من تعبئة الجهات الدولية من اجل المساهمة مع لبنان في ايجاد حلول لهذه الازمة المالية والاقتصادية.

اما الان تفاقمت تلك الازمة وبدلا من ان نعطي هذا الامر الاولوية قبل فوات الاوان وخراب البصرة اختلفنا, هذه الاختلافات من شانها ان تهرب وتبعد كل من في نيته ان يساعدنا اقتصاديا وماليا واجتماعيا وانسانيا اثناء وخلال هذه المحنة التي نتخبط بها.

ان القيادات السياسية معمية بمصالح ومشاريع انانية وهي لا تعير الوضع المالي والاقتصادي والانساني الذي هو في النهاية اساسي والمطلوب ان نعيره الاهمية اللازمة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف