ليلة بوش في إندونيسيا... تزعج سكانها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الثلاثاء: 2006.11.21
جاكرتا - ميشيل ماس، اذاعة هولندا
ترجمة: كريمة إدريسي
يقوم "بوش"، اليوم، بزيارة خاطفة لإندونيسيا، نزل بالطائرة المروحية في مدينة بغور، التي تبعد 50 كيلومترا عن العاصمة جاكرتا.
هناك سيتناول العشاء مع نظيره الإندونيسي "سوسيلو بامبنغ يوضويونو"، وسيجريان محادثات سريعة، قبل أن يتوجه مرة أخرى إلى الطائرة. تشكل زيارة "بوش" جزءا من رحلته التي يقوم بها للمنطقة، في إطار مؤتمر أبك APEC، الذي سينعقد في فيتنام، نهاية الأسبوع المقبل.
استُقبل "بوش" في القصر الرئاسي في حديقة النباتات القديمة في بغور، ورصف في هذه الحديقة التاريخية موقعا؛ لتحط عليه الطائرة المروحية؛ كان هذا سببا كافيا لإثارة غضب الإندونيسيين الذين احتجوا بشدة على إلحاق مثل هذا الضرر بحديقتهم العريقة المشهورة.
يرى النقاد أن "يودويونو" كلف نفسه فوق الطاقة؛ لإرضاء ضيفه الأمريكي، وهدد زعماء المسلمين بتقديم مذكرة لـ"سحب ثقة" ضده؛ بسبب هذا الاستقبال الذي خصصه لـ"بوش".
تكن أغلبية الشعب في الجزء الإندونيسي الإسلامي كراهية لـ"بوش"؛ وذلك منذ اجتياحه لأفغانستان والعراق، وبسبب موقفه من الحرب في لبنان.
في مظاهرات كثيرة في هذا البلد ـ وإن كانت في الغالب محدودة ـ يُصور "بوش" كشيطان، وتُحرق صوره مع العلم الأميركي.
في استطلاع للرأي ـ أنجزته المحطة التليفزيونية "مترو تي في" ـ قال نصف المستجوبين: إنهم يعتقدون أن "بوش" غير جدير بالثقة. لا بد أن تكون لزيارته "أجندة سرية"، ومشاريع مشبوهة مع إندونيسيا. ينتقد كثير من النقاد الإجراءات الأمنية المشددة؛ لقد أنفقت الحكومة الإندونيسية مليارات الروبيات لحماية "بوش"، وذلك لم يسعد فقراء البلاد بالخصوص. وأعطى الإعلام اهتماما موسعا لتلك المظاهرات، وذلك النقد؛ مما زاد في تأجيج الجو المعادي لـ"بوش".
يمارس فنان ساحر طقسا ضد "بوش"، ُيبث بالكامل على معظم القنوات التليفزيونية. ما يقوم به الساحر "كي غندنغ بامونغكاس" هو دهن جسده بدماء أفعى، وغراب أسود ومعزى، ثم ينطق بطلاسم، يعتقد أنها ستنفخ "بوش" تماما كالقرنبيط، ولن يشعر بأنه على ما يرام طيلة إقامته بإندونيسيا. وأكد بأن لعنته ستلاحق "بوش" لا محالة، ويقول: " لقد ألحقت اللعنة بأناس بيض كثيرين في إندونيسيا، وماتوا كلهم".
في جاكرتا، تنتقل رسائل عبر الهواتف المحمولة، تنبئ باغتيال "بوش". أحيطت الزيارة بإجراءات أمنية صارمة، وأُحكم إغلاق الحديقة، والقصر الرئاسي عن العالم الخارجي. نُصح سكان بغور بالمكوث في منازلهم أثناء الزيارة، وأغلقت المكاتب الحكومية، والدكاكين، ومحطة حافلات النقل.
جُمدت شبكة الاتصالات الخاصة بالهواتف المحمولة حتى يُتفادى أي تفجير للقنابل عبر الهاتف النقال، بل إن الطريق السيار إلى جاكرتا ـ الذي يعتبر أهم مدخل للمدينة ـ تم إغلاقه.
تولى عشرات الآلاف من رجال الشرطة مهمة حراسة الرئيس. وأعلن المشير "محمد سونارتو" يوم السبت الماضي بأن قواته مستعدة لمواجهة كل شيء، قائلا: "مظاهرات، إرهاب، وأمور أخرى تسبب في أي خلل، نحن مستعدون للمواجهة".
لم تُمنع المظاهرات، ولكن الحكومة والزعماء الإسلاميين المعتدلين وجهوا نداءا للمتظاهرين؛ كي يلتزموا بالنظام، وأعلن الجيش والشرطة أنهم سيضطرون إلى إطلاق الرصاص على الجميع دون سابق إنذار، إذا عمت الفوضى.
ضمنيا، لا تعتبر زيارة "بوش" أكثر من زيارة مجاملة. ويشير المسؤولون الأمريكيون إلى أن أمورا تتسم بالحساسية، مثل: إعادة العلاقات العسكرية بين البلدين، لن تُثار في المقابلة.
وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية في العام 1999 عن حظر تصدير الأسلحة لإندونيسيا؛ ردا على انتهاكات حقوق الإنسان، التي شهدتها شرق تيمور وأتجه، ورفع هذا الحظر العام الماضي؛ مكافأة لإندونيسيا في مساندتها لأمريكا في حربها ضد الإرهاب.
ستجرى المحادثات الآن حول موضوعات مثل: الصحة، أنفلونزا الطيور، والمساعدات التي ستقدم لإندونيسيا؛ لإصلاح بنيتها التحتية القديمة.