احتمالات الحل في العراق بعد هزيمة بوش في الانتخابات النصفية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
آن بنكيث - الاندبندنت
فيما يحاول جورج بوش استيعاب هزيمته الانتخابية الأخيرة، فإننا نراه مجبرا على دراسة خيارات جديدة لمعالجة التبعات الكارثية للحرب. وربما يمكن تلخيص بعض هذه الخيارات في النقاط التالية:
أولا: احتمال زيادة عدد القوات:
يمكن الزج بقوات لتعزيز ما يبلغ تعداده الآن 152000 جندي ممن يناضلون لاخماد جذوة حركة التمرد ووقف سفك الدم الطائفي.
bull; الآفاق:
ربما يؤدي ذلك إلى أن تصبح الحكومة العراقية المدعومة أميركيا أكثر راحة في قتالها ضد المتمردين. وكان جمهوريون نافذون، بمن فيهم السناتور جون مككين، قد دعوا إلى إرسال 20000 جندي اضافي مع إمكانية تقديم دعم عسكري، وقد تكون تلك ميزة تكتيكية.
bull; التداعيات:
قد يخلق ذلك من المشكلات اكثر مما يحل نظرا إلى أن العراقيين ينظرون إلى القوات الاميركية على أنها قوة احتلال. ولن يحظى هذا التحرك بشعبية كبيرة في الولايات المتحدة، حيث أحيت الكلفة الباهظة للحرب -مع مقتل ثلاثة آلاف جندي تقريبا- ذكريات مستنقع فيتنام. وفي اعقاب الرسالة المناهضة للحرب التي افرزتها انتخابات الكونغرس، فان ارسال المزيد من القوات سيكون بمثابة المقامرة.
bull; مواقف الأطراف:
قد يوافق بوش على ذلك، لكن الديمقراطيين وبريطانيا سيعارضون على الاغلب.
bull; النتيجة المرجحة للتوافق: 2/10
ثانياً: سياسة "اضرب واهرب":
تقوم هذه السياسة على ما يلي: توجه الى المخرج قبل ان يلاحظ المتمردون ذلك، وكن مفعما بالأمل بان تبقى القوات الامنية العراقية التي دربتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة موالية لحكومة بغداد.
bull; الآفاق:
ربما يؤدي ذلك إلى خفض الخسائر العسكرية الى الحد الادنى ويعطي الادارة الاميركية والحكومة البريطانية مجالاً لتنفس الصعداء قبل الانتخابات التالية. كما سيخفض من صدقية مجموعات التمرد التي تجتذب حاليا دعما شعبيا عريضا في قتالها لاخراج "جيش الاحتلال".
bull; التداعيات:
ربما يضاعف المتمردون والميليشيات الذين يتنسمون النصر، من هجماتهم على الحكومة المدعومة من قبل الولايات المتحدة، مما يفضي الى نشوب حرب أهلية شاملة وتقسيم العراق. وستواجه القوات الاميركية ذل التقهقر تحت النيران. وسيكون للانسحاب أثره السيئ على الرأي العام الذي سيرتبك حينئذ متسائلا عن السبب الذي حدا بالائتلاف الذي تقوده اميركا الى التخلي عن العراقيين من دون تقديم شيء لهم.
bull; مواقف الأطراف:
يتفق الجميع على ان هذا لا يشكل خياراً جدياً، لكنه يحظى بالشعبية لدى الناخبين.
ثالثاً: القيام بانسحاب ممرحل
يقوم هذا الاحتمال على القيام بانسحاب ممرحل على نحو يسمح بخفض منظم للقوات خلال فترة تصل الى ثمانية عشر شهرا او نحو ذلك. وستخرج القوات من العراق بعد استكمال جولة الواجب ولن تعود اليه.
bull; الآفاق:
سوف تسمح هذه الطريقة الأكثر تنظيماً لمغادرة العراق لبوش وبلير بأن يقولا ان القوات ستنسحب "عندما تستكمل المهمة"، وبالإبقاء على موطئ قدم في العراق لقتال المتمردين. ويمكن ان يتم الاتفاق على هذه الخطة بالتنسيق مع البلدان المجاورة مثل ايران وسوريا.
bull; التداعيات:
يستطيع المتمردون ان يصعدوا من وتيرة هجماتهم اذا ما تم الاعلان مقدما عن جدول زمني.. كما أن المهام المنوطة صراحة ببوش وبلير من اجل الانسحاب تشتمل على تدريب القوات الامنية العراقية، وهو امر لا يزال بعيدا ومن غير المرجح ان يستكمل قريبا.
bull; مواقف الأطراف:
تحبذ كل الأطراف هذه الطريقة، وكانت نقاط عدم الاتفاق تتعلق بالجدول الزمني.
bull; النتيجة المحتملة للتوافق: 9/10
رابعاً: البقاء في العراق الى أجل غير مسمى
ينطوي هذا الخيار على التزام مفتوح بالابقاء على القوات العسكرية في العراق مهما بلغ حجم الكلفة البشرية والمالية في وجه تمرد متنام يزداد بفعالية.
bull; الآفاق:
تكمن الميزة الاستراتيجية لهذا الخيار في الحصول على قواعد عسكرية لحماية آبار النفط اذا احتاج الامر. وسيطمئن اولئك القلقون حول تصاعد دور حكومة ايران المجاورة. وثمة احتمال خارجي بان يصاب المتمردون العراقيون بالرعب.
bull; التداعيات:
لن تتمكن الحكومة العراقية أبداً من تغيير صورتها على انها اداة بيد بوش وبلير. وستقحم القوات الاميركية والبريطانية في مستنقع، مع انعدام اي احتمال لتحقيق نجاح في وقت يمكن فيه استخدامها في مكان اخر بشكل افضل. وعندها يستطيع المتمردون ان يعودوا الى ضرب الاهداف العسكرية الاميركية كأولوية اولى.
bull; مواقف الأطراف:
لا يمكن لبوش والديمقراطيين ان يتفقا ابدا على هذا الخيار الذي سيلحق الضرر بسياسة الانتخابات الرئاسية الاميركية.