جريدة الجرائد

حتى لا يحكمنا بوش آخر ..!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

ديفيد بروكس

خلال الأشهر القليلة المقبلة سأطرح هذا السؤال على من يرغب بالترشح للانتخابات الرئاسية: أي دروس استقيتموها من تجربة العراق في ما يخص اتخاذ القرارات في البيت الأبيض؟ سيجيب المرشحون عن السؤال بإجابات من هذا النوع: الدرس الذي تعلمناه هو أن على الرئيس أن يكون لديه فضول معرفي وإمكانية للوصول إلى كل المعلومات الضرورية، وهو لا يستطيع أن يعتمد على سياسة تستند إلى اليقين والحدس. حينما أصبح رئيسا سأستمع إلى كل الأطراف.

سيكون جوابي كالتالي: رجاء، احتفظ بهذه الإكليشهات لحملاتك الانتخابية، فإذا أردت أن تعرف أي شيء حول كيفية عمل إدارة بوش فقل إن الأشخاص الذين يحتلون المناصب الوسطى كانوا مملوئين بالشكوك. فهناك اجتماعات تضم وكالات استخباراتية مختلفة مع عشرات المذكرات المكتوبة من مسؤولين يعرفون بشكل كامل كيف أن الأمور كانت تسير بطريقة سيئة جدا. ففيما عدا بوش ـ تشيني ـ رامسفيلد هناك خلل كبير في عملية صياغة القرار نفسها. هل ستستفيد من هذا؟

حسنا. أنت محق. هناك مشاكل بنيوية ظهرت خلال عمل عدة إدارات أميركية سابقة أدت إلى عرقلة التخطيط للعراق. وهذه هي كالتالي:

أولا، لا يمكن لنائب الرئيس أن يحتفظ بقناة سياسته السرية لنفسه. وهو لا يستطيع أن يبقى صامتا في الاجتماعات ثم وخلال وجبات الغداء يقوم بتخريب كل ما تم تحقيقه خلال الاجتماعات.

ثانيا، لا يستطيع ان يبقى البيت الأبيض مهووسا حول تسرب الأسرار. فهذه الإدارة بالذات حولت نفسها إلى عقد لمنع التسريبات، وأنت تعرف أن كل شيء يخرج في نهاية الأمر. ويفترض كل شخص أن التعليقات الخاصة لن تصبح علنية في الأخير.

ثالثا، لموظفي البيت الأبيض سلطة كبيرة. نحن فهمنا كيف حدث ذلك. فالرؤساء يشعرون بمحدودية أمناء الإدارة الذين أصبحوا يعبرون عما تريده وكالاتهم. الرئيس بحاجة إلى أناس يثق بهم ويؤمنون بسياساته، لذلك يقوم بنقل السلطة إلى أولئك الذين حوله من العاملين في حملاته الانتخابية.

والمشكلة هي ان البيت الأبيض يزدحم بشباب صغير موال للرئيس. وفي السنوات الأولى، كانوا يحاولون جعل كل الايام لطيفة بالنسبة له، وهو ما يعني عدم تقديم الاخبار السيئة له، او إعداد اجتماع ربما يصبح سيئا.

والأكثر من ذلك، ففي الوقت الذي كان فيه عدد العاملين في البيت الابيض كبيرا بدرجة كافية لحماية الرئيس، فلم يكن كبيرا بالدرجة التي ينفذ بها سياسات. وعندما يطلب منهم ذلك، تحصل على الاف من الاجتماعات التي تتم بدون ترتيب من قبل أشخاص لديهم سلطات محدودة للسيطرة على الحقيقة، وهو الامر الذي يقودنا الى رابع اهم درس: توجد هوة واسعة بين هؤلاء الذين يقررون السياسات وهؤلاء الذين ينفذونها. وهو ما يتسبب في ضررين. هؤلاء الذين قادوا عملية لعدة عقود، ولديهم بعض الخبرة، ليس لديهم دور قبل اتخاذ القرار. ثم بعد تسليم القرار اليهم، ليس لديهم استثمارات في نجاحه ويكتشفون قدراتهم على تخريب السياسة ولا يمكن لأحد منعهم.

وفي ما يتعلق باحتلال العراق، فقد أصبح رامسفيلد وزير دفاع مارق، فلم يبعث بقوات كافية، ولم يرد علي الهواتف، ولم يشارك في المعلومات، ولم يفعل احد ما يوقفه. وكان على مجلس الامن القومي الإسراع ومحاولة إدارة العمليات، وهو غير مجهز لذلك.

ولمواجهة هذه المشاكل، فعلى الرئيس القادم استعادة العمل الجماعي ـ وتشكيل فرق من المتنافسين مثلما فعل لينكولن وايزنهاور وريغان. فعلى سبيل المثال، خلال الفترة الاولى عقد ريغان 500 اجتماع وزاري. وكانت كل لجنة تتكون من رؤساء ما يتراوح بين 4 الى 6 وزارات، الأمر الذي مكنهم من تحديد السياسات وتطبيقها.

عن الشرق الأوسط

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف