جريدة الجرائد

بلازي: في إمكان بري إحياء الحوار والتعاون بين فرنسا وأميركا حول لبنان لم يتغيّر

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

"علامتان سوداوان في تنفيذ الـ 1701: الخروق الإسرائيلية وحظر الأسلحة" ...



باريس - رندة تقي الدين



رأى وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست - بلازي الذي كان الوزير الأوروبي الوحيد في تشييع الوزير بيار أمين الجميل، أن "في امكان رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري أن يكون من بين الذين يعيدون جميع الأطراف الى الحوار".

وقال انه لمس لدى اللبنانيين "شعور حزن بالغ وتساؤلات وتخوفاً حول مستقبل البلد"، معتبراً أن "تغيير النهج الأميركي إزاء لبنان ليس من مصلحة لبنان ولا من مصلحة أميركا"، ومؤكداً أن "التعاون بين فرنسا والولايات المتحدة في شأن لبنان لم يتغيّر".

وكان دوست - بلازي يتحدث الى "الحياة" التي رافقته مندوبتها الى بيروت، وهنا نص الحديث:


gt; ما هو تقييمك للوضع في لبنان بعد هذه الزيارة ومحادثاتك مع الرئيسين بري والسنيورة ومع النائب سعد الحريري؟

- أريد التعبير أولاً عن تأثري الكبير، لأنني اذ مثلت فرنسا بطلب من الرئيس جاك شيراك (في تشييع الجميل)، لمست مدى حزن الشعب اللبناني، والتساؤل حول مستقبله المشترك والتوترات بين الطوائف. ووجودي كان لتأكيد دعم فرنسا عائلة الجميل والحكومة اللبنانية وخصوصاً الشعب اللبناني. وبعد أن التقيت رئيس الحكومة ورئيس البرلمان ورئيس تيار "المستقبل" والبطريرك الماروني نصرالله صفير، رأيت أن الحل الوحيد للغد هو التزام جميع الأطراف الدخول في مسار سياسي عبر حوار بين اللبنانيين، وحده سيتيح توقع مستقبل تضمن فيه استقلال وحرية وسيادة لبنان واعادة دولة القانون. وأكثر من أي يوم نحن الى جانب حكومة فؤاد السنيورة ونأمل بذل كل الجهد مع الأسرة الدولية كي يستمر المسار السياسي الحواري وأن يفرض نفسه. والعنف يؤدي الى العنف وينبغي ألا يقع أحد في فخه.


gt; فريق الأكثرية في الحكم يتوقع من الرئيس بري أن يلعب دور الموفق ليعيد "حزب الله" وحركة "أمل" الى الحكومة، فما هو انطباعك من المحادثات معه؟ هل هو مستعد للتسوية؟

- من لقاءاتي استنتج ان هناك نية للتكلم مع الأطراف المختلفة وإيجاد حلول وتسوية والعمل من أجل تجنب جعل لبنان رهينة مصالح معينة لا تعنيه، وبالفعل الرئيس بري في امكانه أن يكون من الذين يتيحون الحوار شرط أن تحترم الأطراف المختلفة. وشعرت الشيء نفسه من رئيس الحكومة، وفي الوقت نفسه اعتقد أنه يجب رفض التهديد والتخويف ولهذا السبب فرنسا تدفع الى الاستمرار في طريق اقامة المحكمة الدولية التي تم التوافق عليها بالإجماع في مجلس الأمن قبل 24 ساعة، والتي وحدها ستكشف الحقيقة حول من يختبئ وراء الاغتيال والذي سيعاقب يوماً على جريمته.


gt; هناك تخوف في لبنان من صفقة بين الولايات المتحدة وايران وسورية على العراق بعد الانتخابات الأميركية، هل ترى أن الإدارة الأميركية تغيّر موقفها؟

- نعمل بشكل جيد ونتعاون مع الإدارة الأميركية منذ تموز (يوليو)، فقد دافعنا وصوّتنا معاً على القرار 1701 الذي نحرص مع الدول الأوروبية على تنفيذه على الأرض. ولدينا رؤية مشتركة حول الوضع في لبنان وخصوصاً حول المحكمة الدولية، وليس من مصلحة لبنان ولا الإدارة الأميركية أن تغيّر نهجها الحالي في لبنان.


gt; كيف تنظر الى مستقبل القوات الدولية في جنوب لبنان (يونيفيل)، خصوصاً أنها تعرّضت الى مشاكل مع القوات الاسرائيلية؟

- أولاً ان تنفيذ القرار 1701 جرى بشكل مرضٍ مع الانسحاب الاسرائيلي شبه الكامل، ما عدا جزء من الغجر، وانتشار الجيش اللبناني والوحدة البحرية الألمانية، كل ذلك جرى بشكل جيد. ولكن اليوم هناك علامتا استفهام وهما سوداوان بالفعل: الخروق الجوية الاسرائيلية وهي انتهاك للسيادة اللبنانية، وقد استدعيت السفير الإسرائيلي في فرنسا بطلب من الرئيس شيراك لأعبّر له عن استيائنا ولأقول له ان الحادث الخطير المتمثل في الاستفزاز الاسرائيلي للبحرية الفرنسية، ينبغي ألا يتكرر. والنقطة السوداء الأخرى هي مراقبة الحظر على الأسلحة لـ "حزب الله"، صدقية عملنا من أجل تنفيذ القرار 1701 مرتبطة بالموضوعين. ويبقى أيضاً عامل أساسي في الـ 1701 ويتمثل في التسوية السياسية، وأنا باستمرار أذكر الأميركيين والاسرائيليين بأهمية دعم حكومة فؤاد السنيورة خصوصاً في مسألة مزارع شبعا.


gt; هل تشعر بأن الإدارة الأميركية لا تريد دفع اسرائيل الى حل قضية مزارع شبعا؟

- الأمين العام للأمم المتحدة قدم تقريراً حول مزارع شبعا تنفيذاً للقرار 1701. وأعتقد أن من المهم جداً أن يوجد حل بأسرع وقت ممكن يتيح تعزيز حكومة السنيورة من جهة، ومن جهة أخرى يتيح فتح مجال أمام بداية تسوية سياسية.


gt; أين أصبحت مفاوضاتكم مع ايران؟

- قلنا دائماً للإيرانيين ان الحوار ممكن دائماً، والباب سيبقى دائماً مفتوحاً اذا وافقوا على تعليق برنامج التخصيب النووي. وتعليق برنامج التخصيب يعني لنا تعليق ديناميكية العقوبات على ايران. ولكن بوجه رفض ايران المفاوضات الجارية في نيويورك وعلى ضوء الاقتراحات الأوروبية للدول الثلاث بريطانيا والمانيا ونحن، أنا على ثقة بأن الدول الدائمة العضوية ستوافق على قرار للعقوبات على ايران.


gt; ماذا عن المشروع الايطالي - الإسباني - الفرنسي لمؤتمر دولي حول الشرق الأوسط، هل هذا كلام في الهواء؟

- الأولوية في الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني هي لتشجيع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على تقديم بأسرع وقت حكومة وحدة وطنية قد تكون نصفها تكنوقراط ونصفها الآخر سياسي يقرر، ما يتيح الإظهار للأسرة الدولية أن الحكومة الفلسطينية تعترف بمبادئ الأسرة الدولية. وعندئذ سيكون الاتحاد الأوروبي أول من يعترف بهذه الحكومة ومن يدافع عن الحكومة الفلسطينية. وينبغي الاعتبار أن الى جانب هذا الصراع هناك الوضع في العراق وتصرّف ايران والوضع في لبنان، فمن المهم عقد مؤتمر دولي لحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي كي يكون بمثابة الحجر الأساس في حل لصراع أساسي في منطقة فيها صراعات عدة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف