لماذا لا يتقابل بوش مع الأسد؟ إعلام أمريكا يسأل

تقرير واشنطن - هشام سلام

تناولت وسائل الإعلام الأمريكي هذا الأسبوع عدة قضايا هامة ومنها تزايد التوتر بلبنان أثر اغتيال وزير الصناعة بيير الجميل، وإستراتيجية الولايات المتحدة بالعراق وكيفية التعامل مع العنف الدائر بالبلاد. وفي إطار الجهود الأمريكية بالعراق، ركز الإعلام الأمريكي على إعلان عضو بمجلس النواب الأمريكي عن نيته لرفع قضية إعادة "التجنيد الإجباري" للولايات المتحدة. ونقدم أليكم نظرة سريعة عن أهم المقابلات والفقرات الإخبارية التي ظهرت على شاشات التلفاز الأمريكي في إطار تغطية كل هذه الشئون.

سفير سوريا لدى واشنطن:" سوريا لا تتدخل في قضايا لبنان الداخلية"

وفي ضوء توجيه أصبع الاتهام لدمشق في قضية اغتيال بيير الجميل، دعت قناة سي إن إن CNN الإخبارية السفير السوري لدى واشنطن عماد مصطفى للرد على هذه الاتهامات. وقد أدلى جون بولتون المندوب الأمريكي الدائم لدى الأمم المتحدة بتصريحات توحي بأن سوريا قد تكون متورطة في عمليات الاغتيالات المستمرة بلبنان بما يشمل قتل الجميل الأسبوع الماضي. ونفى السفير عماد مصطفى بشدة أية تورط سوري في اغتيال بيير الجميل، قائلا "هي في الواقع سلسلة من الاغتيالات تسببت في الكثير من الأذى والضرر لسوريا بينما قام أعداء سوريا بالاستفادة من هذه الجرائم والآن هم يحاولون توجيه أصبع الاتهام إلى سوريا."

وأوحى السفير السوري في تصريحاته أن سلسلة الاغتيالات قد تكون مربوطة بجهود تهدف إلى الإساءة إلى سمعة سوريا وإبطال المحاولات الجارية لتجديد الحوار السوري-الأمريكي حول مصالحهم المشتركة. "أليس من الغريب أنه كلما كان الوضع في تحسن إيجابي نحو مشاركة سوريا، يتم اغتيال أحد السياسيين المعارضين لسوريا، وعلى الفور يتم تغيير السياق لمنع التعاون مع سوريا." وأضاف السفير أن في مصلحة سوريا أن يكشف عن قاتلي بيير الجميل، زاعما أن قاتليه كانوا يحاولوا استهداف سوريا وليس القتيل نفسه. وأكد عماد مصطفى أن سوريا لا تتدخل في شئون لبنان الداخلية، ودعا الولايات المتحدة إلى "التوقف عن تحريض اللبنانيين ضد السوريين."

وعن مزاعم إدارة بوش أن سوريا تسمح لمرتكبي العنف بالعراق بالعبور إلى البلاد من خلال الحدود السورية-العراقية، أكد السفير أن تلك المزاعم غير صحيحة، مضيفا أن الولايات المتحدة عليها أن تكف عن إلقاء اللوم على غيرها لما يحدث بالعراق وأن تعترف بأن هناك حاجة لإعادة النظر في سياستها الراهنة بالعراق. وقال السفير "إن ما نريده حقا هو دعم استقرار الموقف بالعراق ودعم العملية السياسية... ونحاول أن نتجنب الحدود الأمريكية لنتحدث مباشرة للعراقيين لنقول لهم إنه من مصلحتنا المشتركة أن نعمل سويا لتحقيق الاستقرار بالعراق."

نيكولاس بيرنز لسوريا: ستكونون مراقبون بعناية!

ومن ناحيته قال نائب وزيرة الخارجية الأمريكي لقناة سي إن إن CNN أن الولايات المتحدة لا تعلم من أرتكب اغتيال الجميل "ولكننا نعلم أن معظم الاغتيالات في لبنان في السنتين الماضيتين كانوا معارضين لسوريا. لبنان أنهى العام الماضي الاحتلال السوري الذي دام لمدة 29 سنة وحان الوقت للبنان أن يحدد مصيره وعلى السورين والإيرانيين البقاء خارج لبنان حتى يستطيع الشعب اللبناني تحديد مصريه. اغتيال بيير الجميل كان حركة تخويف ونعتقد أنها حركة إرهابية." وأضاف بيرنز "على السوريين أن يتفهموا أنهم سيكونون مراقبين بعناية. نحن لا نعلم من مرتكب ذلك. يجب أن يكون هناك تحقيق لتحديد ذلك. توجيه لأصبع الاتهام ليست مهمة الولايات المتحدة." وقال بيرنز أن سوريا تستمر في سعي زعزعة لبنان من خلال دهماها لحركة حزب الله، ودعا نائب وزير الخارجية الأمريكي السفير السوري لـ "النظر في المرآة وليطلب من حكومته لعب دور أكثر مسؤولية لبنان والعراق، حيث أنهم لم يكونوا مسئولين في الشهور الماضية."

وردا على تصريحات السفير السوري السابقة قال بيرنز إن مشاكل الولايات المتحدة مع سوريا ليست نتيجة انعدام الاتصال بل إصرار سوريا على التدخل في شئون لبنان الداخلية وعلى السعي لزعزعة الموقف بلبنان.

وسأل مقدم البرنامج بيرنز لما لا يتقابل الرئيس الأمريكية جورج بوش مع الرئيس السوري بشار الأسد لمواجهته بتحفظات والشكاوي الأمريكية من التحركات السورية؟ وأجاب بيرنز: "لدينا علاقات دبلوماسية مع سوريا. نعرف السورين وقمنا بالتحدث معهم. وبالطبع أجرينا محادثات طويلة مع الرئيس الأسد خلال سنوات عديدة. ولكن السوريين لم يضعوا أنفسهم في وضع يسمح إليهم بأن يكونوا دولة بَناءة لإصلاح مشاكلها مع إسرائيل وللمحاولة للعب دور بَناء بلبنان. ولذا أعتقد عليك أن تسأل السفير السوري بالولايات المتحدة متى ستسعون سياسية بَناءة. ولكن ما حدث اليوم شيء مأسوي للغاية. ولست بحاجة أن تكون خبيرا في شئون الشرق الأوسط لمعرفة أن هذا الفعل كان حركة تخويف. هم يحاولون أن يخوفوا الشعب اللبناني والقوات الإصلاحية بلبنان وذلك لا يمكن أن يٌدعم."

هنري كيسنجر: نعم للمحادثات مع إيران وسوريا

كما قامت سي إن إن CNN باستضافة وزير الخارجية السابق هنري كيسنجر للتعليق عن أهم التحديات التي تواجهها واشنطن في الوقت الحالي. وعن لبنان أكد كيسنجر أن التحدي بلبنان مصدره صوريا ولبنان. وأشار إلى أن اغتيال بيير الجميل يؤكد أن "الكفاح من أجل حكومة مستقلة بلبنان" لازال قائما، مضيفا أن "حزب الله في الواقع أقوى ماديا من الحكومة اللبنانية." وصرح وزير الخارجية السابق أن على الولايات المتحدة أن تقوم بإعادة التوازن الداخلي في بلاد المنطقة وإلا سيخضعون إلى "تلك الحركات المتطرفة التي تعمل داخل دول المنطقة." وأعرب كيسنجر عن تأييده لمبدأ المحادثات مع دول المنطقة المعنية بالتحديات الدائرة بالعراق ولبنان بما يتضمن سوريا وإيران.

وعن العراق، كرر كيسنجر تصريحاته السابقة بأن الولايات المتحدة ليست الفائزة في الوقت الحالي بالعراق "حيث العراق يغيبه حكومة قادرة على إدارة شئون البلاد في كل أنحائها وقادرة على التعامل مع الحرب الأهلية والتمرد." وأضاف كيسنجر أن النصر بالعراق سيعتمد على نجاح الولايات المتحدة في فرض خسائر كبيرة على الحركات "الجهادية". وقال إن ذلك من الممكن أن يتحقق من خلال اتفاقية مع الدول المجاورة للعراق حول استقراره.