جريدة الجرائد

الحقيقة وراء تشكيل مجموعة دراسة العراق

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك



ليندسي لايتون - واشنطن بوست

خلال رحلته الثالثة الى العراق في ايلول -سيبتمبر 2005، ادرك النائب الجمهوري الاميركي عن ولاية فيرجينيا فرانك ار. وولف أن المهمة الأميركية في العراق تواجه الفشل. وقال: "كنا في تكريت وذهبنا الى مبنى مستشفى كان محاطاً بحراسة المدافع والاجراءات الأمنية الى حد ان الحراس كانوا يشهرون اسلحتهم في أوجه النساء". وشدد على سوء الوضع بقوله "وقد ايقنت أننا لا نستطيع ان ننجح اذا كنا نقتحم غرفة العمليات ومعنا مسدساتنا واسلحتنا".

كان ذلك هو الوضع عندما شرع عضو الكونغرس وهو في فينا يفكر بداية في الحاجة إلى "اعين جديدة" لمراقبة السياسة الاميركية فيما يتعلق بالشأن العراقي. وبهدوء، توجه الى البيت الابيض وعرض خطته، والتي تتضمن تشكيل لجنة من الحزبين وتضم مشرعين مرموقين للتفكر والتمحيص بعمق في ورطة العراق والخروج بتوصيات وحلول.

وقال وولف "إنك إذا ما امرت ببناء رافعة وكنت تحاول إنشاءها قبل عيد الميلاد وعلقت وتدخل شخص آخر ليتولى المسألة، فإنه ربما يعرف في الحال ما ينبغي عمله. او اذا كانت لديك مشكلة متعلقة بالوضع الصحي، فإنك تحتاج الى الاستنارة برأي ثان. ويتلخص الأمر كله في وجود عيون ثاقبة جديدة تنظر معك إلى الهدف".

وكانت النتيجة تشكيل مجموعة دراسة العراق بقيادة وزير الخارجية الاميركي الاسبق جيمس. ايه. بيكر وعضو الكونغرس السابق لي اتش هاميلتون (انديانا) الذي كان نائبا لرئيس اللجنة التي حققت في هجمات الحادي عشر من ايلول - سبتمبر عام 2001. واخذت المجموعة وضعا اكثر ثقة بعد الانتخابات النصفية التي تميزت بعدم رضى الناخبين عن واقع حرب العراق، ومن المرجح أن تلعب دورا حاسما في اعادة صياغة الموقف الاميركي حيال العراق طبقا لما ذكره مشرع ومسؤولون في الادارة الاميركية.

في البداية أبدى البيت الابيض فتورا حيال الفكرة وفق ما ذكره وولف. لكنه تمكن من ضمان تأييد وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ووزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد الذي تبعها في التأييد، ثم مستشار الامن القومي الاميركي ستيفن جيه. هادلي. وقال وولف "ان دعم رايس كان رئيسيا، ولكنه كان عليّ ان احصل على دعم كل المسؤولين، والا لما كان ثمة من طريقة لفعل هذا".

كان تشكيل مجموعة دراسة العراق أمرا بالغ الصعوبة. وقال وولف "كان عليك ان تشكل مجموعة غير مرتبطة بالادارة، ومكونة من اشخاص لا يعتزمون شن حملة ويمكن ان يتوصلوا الى اجماع". واضاف "لقد اردنا مجموعة تضم أعضاء من الحزبين.. وشخصيات محترمة إلى درجة كافية بحيث لا تطمع في احتلال منصب في شركة قانونية او تحصل على وظيفة رفيعة".

كانت مجموعة الدراسة قد شكلت من خمسة ديمقراطيين ومثلهم من الجمهوريين في آذار - مارس - لتقويم الاوضاع في العراق واثارها على المنطقة المحيطة وتبعاتها فيما يتعلق بالمصالح الاميركية. وحدد عمل المجموعة بارشادات من عدة مجموعات اصغر، تتكون من خبراء في موضوعات مثل الاقتصاد والاعمار والامور العسكرية والامنية والتطورات السياسية. واستطاع وولف إقناع الكونغرس بتخصيص مليون دولار لتمويل المشروع. ولاختيار اعضاء اللجنة، اعتمد على المعهد الاميركي للسلام، وهو منظمة غير حزبية مستقلة شكلها ومولها الكونغرس. ومن بين اهدافها التي وجدت من اجلها تكريس الاستقرار بعد نشوب النزاعات.

وفي الغضون، قال ريتشارد اتش سولومون رئيس المعهد انها كانت معضلة كبيرة ووضعاً صعباً اضطر معه الكونغرس الى "البحث عن بدائل، كما عززت انتخابات الخريف استقطاب المواقف. وقد اوجدنا مجموعة الدراسة لبناء وسط سياسي".

وقال وولف انه يأمل في ان تفضي توصيات المجموعة المتوقع ان ترفع الى الرئيس بوش والكونغرس في الشهر المقبل الى اعادة لملمة أطراف أمة مزقتها الحرب. وخلص وولف الى القول "عندما تكون بلادنا متحدة، فاننا نكون أقوياء. وقد اظهر ترومان وروزفلت ذلك. وعندما نكون منقسمين، فإنني اعتقد بأن البلاد ستكون في مشكلة. وآمل ان يتمخض عن جهد هذه المجموعة شيء جيد، وهو التوصل الى الاجماع".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف