’’الارهاق’’ وليس ’’السلام’’ وراء الهدنة الفلسطينية الاسرائيلية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بي بي سي
الصحف البريطانية الصادرة اليوم الاثنين أبرزت نبأ وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفلسطينيين، وواصلت الاهتمام بالشأن العراقي فضلا عن تناولها لزيارة البابا بنيدكت السادس عشر لتركيا واعتذار رئيس الحكومة البريطانية توني بلير عن الدور الذي لعبته بلاده تاريخيا في تجارة العبيد.
فقد كتب تيم بوتشر في صحيفة الديلي تليجراف يقول إن وقف إطلاق النار بين الفلسطينيين وإسرائيل يجب النظر إليه باعتباره مؤشرا على الارهاق أكثر من انفراجة في السعي إلى سلام دائم.
ومضى يقول انه في الوقت الذي انشغل فيه العالم بالحرب الاسرائيلية في لبنان، كانت القوات الاسرائيلة تخوض صراعا دمويا مع عدوها العربي التقليدي في غزة والضفة الغربية.
وأشارت الديلي تليجراف إلى أن حرب "صواريخ القسام" عكست حلقة خبيثة من الفعل ورد الفعل حيث يطلق مسلحون تلك الصواريخ البدائية من غزة فيأتي الرد الاسرائيلي قصف مدفعي وغارات جوية وكمائن من قبل القوات الخاصة.
وقالت الصحيفة إن أكثر من 300 فلسطيني قتلوا في عمليات إسرائيلية غير ناجحة لاطلاق سراح جندي إسرائيلي احتجزه مسلحون في يونيو الماضي مما أدى إلى مزيد من إطلاق صواريخ القسام وبالتالي المزيد من القصف الاسرائيلي.
"وفيما فقد الجانب الاسرائيلي جنديا ومدنيان خلق فقدان المئات على الجانب الفلسطيني شعورا بالارهاق دفع لاعلان وقف إطلاق النار، ولكن تبقى حقيقة حزينة وهي انه لم يحدث تغيير على أرض الواقع مطلقا فالفلسطينيين مازالوا يطالبون بحق تقرير المصير على أرض تعتبرها إسرائيل جزءا من أرض الدولة اليهودية".
"ويأتي إعلان وقف إطلاق النار الأخير متعارضا مع هذه الحقيقة المحزنة، وحتى يتم تسوية النزاع على الأرض بين الطرفين تظل إمكانية التوصل إلى سلام دائم أمرا مستبعدا".
وحول نفس الموضوع نشرت صحيفة التايمز كاريكاتيرا على مساحة كبيرة في صفحة الرأي، وقد نشرتها على ثلاث صور الأولى تظهر مسلحا يفتح النار وكتب تحتها نزاع، والثانية المسلح يقوم بحشو سلاحه بالذخيرة وقد رفرفت فوقه حمامة السلام وكتب تحتها وقف إطلاق النار، والثالثة المسلح يواصل إطلاق النار وكتب تحتها نزاع وقد كتب في أعلى الصورة الثالثة الشرق الأوسط.
العراق
وحول الشأن العراقي كتب جاري يونج في صحيفة الجارديان يقول إن التأييد للحرب في العراق تراجع كثيرا في بريطانيا والولايات المتحدة.
ومضى يقول إن تقريرا دوليا اشار إلى مقتل 3709 عراقيين في أكتوبر الماضي فيما تصاعد العنف الطائفي والديني، في الوقت الذي يهرب فيه من العراق ألفي شخص يوميا إلى سورية وألف آخر إلى الأردن.
وقالت الصحيفة إن البعض الذي مازال يعارض الانسحاب من العراق يشير إلى أن ذلك سيزيد من الوضع سوءا ولكن يطرح السؤال نفسه في هذه الحالة إلى أي مدى يمكن أن يكون الوضع أسوأ ؟
"إن الناس الذين حررتهم القوات الأمريكية لم يعودوا يهتمون بهذا الأمر فقد آن أوان رحيلها".
ومضت الصحيفة تقول "من الأمور القليلة التي يتفق عليها الزعماء السنة والشيعة في العراق أن جذور المشكلة تكمن في أخطاء الأمريكيين من البداية والتي دفعت بالأمور من سيئ إلى أسوأ".
واضافت الجارديان "ولكن لم يعد بوسع رئيس الحكومة البريطانية توني بلير ولا الرئيس الأمريكي جورج بوش التحكم في الأحداث هناك، فكلاهما تحكمه الأحداث المحلية والدولية حيث افتقدا إلى القوة والمصداقية التي تمكنهما من تشكيل ألأحداث".
وقال يونج في تقريره لم تعد القضية هل تنسحب القوات منهزمة أو في حالة من الفوضى والارتباك ولكن التوقيت بات القضية الأهم.
"وإذا كان الانسحاب سيلقى ترحيبا فانه لن يؤدي إلى حل مشاكل العراق تلقائيا وعلى الغرب أن يترك وراءه من الموارد ما يكفي لاصلاح ما فسد، وعلى الحركة المناوئة للحرب في الغرب أن تحول الانتباه من بحث شروط الانسحاب وأسباب فشل الغزو إلى بحث المسؤولية تجاه الشعب العراقي الناجمة عن هذا الفشل".
وحول الشأن العراقي أيضا كتب ند باركيك وتوم بالدوين في صحيفة التايمز يقولان إن الظروف الداخلية والخارجية تضعف من موقف رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.
ونسبت الصحيفة إلى محود عثمان السياسي الكردي البارز القول إن المالكي ضعيف للغاية حتى بين الائتلاف الشيعي الذي يريد المتشددون داخله محاربة السنة مشيرا إلى أن المعتدلين يفقدون نفوذهم.
ومضت الصحيفة تقول إنه رغم الضغوط المطالبة بالانسحاب داخل الولايات المتحدة إلا أن الرئيس الأمريكي جورج بوش يأمل في تعزيز سلطة حكومة المالكي لدى لقائه به الأربعاء حيث سيؤكد لرئيس الحكومة العراقية ان واشنطن لا تعتزم الانسحاب على عجل رغم الضغوط.
ونشرت التايمز صورة لفتيان يرتدون السواد وتحت الصورة كتب أعضاء جيش المهدي خلال استعراض بمدينة النجف.
كما كتب أندرو بونكومب في صحيفة الاندبندنت يقول إن المسلحين في العراق أصبح لديهم اكتفاء ذاتي من الناحية المالية حيث يحصدون عشرات الملايين من الدولارات سنويا من تهريب النفط وعمليات الخطف.
ونسبت الصحيفة إلى تقرير أمريكي سري القول إن الجماعات المسلحة مسؤولة عن نحو 180 هجوم يومي ضد قوات التحالف وهي تحصد سنويا ما بين 70 مليون و200 مليون دولار من الأنشطة غير المشروعة ما بين تهريب النفط (25_100 مليون) في حين يدر اختطاف رهائن وطلب فدية لاطلاق سراحهم نحو 36 مليون دولار سنويا.
زيارة البابا لتركيا
وفي قلب صفحتها الأولى وعلى 4 أعمدة نشرت صحيفة الديلي تليجراف صورة كبيرة لمتظاهرات تركيات ضد زيارة البابا بنيدكت السادس عشر لبلادهن وقد رفعن لافتة كبيرة مكتوب عليها "المسيح ليس ابن الله، وإنما أحد أنبياء المسلمين".
وكتبت الديلي تليجراف تحت الصورة20 ألف متظاهر على الأقل لوحوا بالأعلام التركية ورددوا هتاف "الله أكبر" خلال مظاهرتهم في اسطنبول احتجاجا على زيارة البابا للمدينة غدا الثلاثاء.
وقالت الصحيفة أيضا في كلام الصورة إن البابا كان قد أغضب زعماء العالم السلامي في سبتمبر عندما اقتبس كلاما لامبراطور بيزنطي في القرن الرابع عشر قال فيه "إن الاسلام لم بجلب إلا ما هو شرير وغير إنساني".
وحول نفس الشأن جاء في افتتاحية الاندبندنت إنه لا يستطيع أحد أن ينكر شجاعة البابا لاقادمه على زيارة تركيا في هذا الوقت بالذات.
"كما أن هذه الزيارة تحفل بالكثير من الرمزية إذ يجب على البابا ومضيفيه عدم السماح بصدور أي لفتة يمكن أن يساء تفسيرها وبالتالي إذكاء فكره صدام الحضارات بين الغرب والشرق".
"وفي هذا الاطار يجب على غالبية الأتراك وهم من المعتدلين أن يظهروا ضبط النفس إزاء ما اعتبروه استفزازا من جانب البابا الذي عليه من جانبه إقناع مضيفيه أنه لم يأت بقائمة مطالب نيابة عن المسيحيين المحليين بل جاء مدفوعا بروح الصداقة".
ونقلت الاندبندنت عن وكالة الأنباء التركية الرسمية القول "إن تركيا تستقبل البابا رغم ألمها، وتتوقع نفس الروح من جانب البابا".
بلير و"الاعتذار"
وكتبت صحيفة الاندبندنت عن موضوع "الاعتذار" المنتظر من جانب توني بلير رئيس الحكومة البريطانية عن دور بلاده تاريخيا في محنة تجارة العبيد.
وقالت الصحيفة إن بلير سيعرب اليوم الاثنين عن أسفه العميق للدور البريطاني ولكنه لن يصل إلى حد تقديم اعتذار كامل.
"وسيصف بلير تجارة العبيد التي ساهمت بريطانيا في حظرها بأنها جريمة ضد الانسانية في مقالة ينشرها في مجلة السود نيو نيشن".
ومضت الصحيفة تقول إن هذه الخطوة جاءت بعد مناقشات مطولة في مجلس الوزراء حول هذا الموضوع.
وفيما له علاقة ايضا بهذه القضية وبالعراق أيضا نشرت الاندبندنت كاريكاتيرا في صورتين الأولى فيها بلير وهو يقول "أسفي العميق عن الجريمة التي ارتكبت ضد الانسانية"، بينما كانت الصورة الثانية لمقابر عليها أهلة وفي خلفيتها مسجد وسيدة ترتدي الزي الاسلامي تزور المقابر وفيها يتحدث اثنان من الموتى حيث يتساءل الأول : هل يتحدث عنا؟ فيجيب الثاني " لا انه يتحدث عن آخرين كانوا ضحايا قبل 200 عام.