جريدة الجرائد

الأفيون (كعب أخيل الأفغان)...

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الثلاثاء: 2006.11.28

تجارة المخدرات تضع أفغانستان أمام "تحالف خبيث" بين الانتهازيين والمجرمين، والمعارضة الأسترالية تطالب حكومة "هاورد" بوضع استراتيجية لسحب القوات الأسترالية من العراق، والدراسات التاريخية المشتركة أداة لتحسين العلاقات بين طوكيو وبكين، وتساؤلات روسية حول الاهتمام الغربي بوفاة "ليتفينينكو"، موضوعات نعرض لها ضمن قراءة موجزة في الصحافة الدولية.

"الأفيون" الأفغاني:

تحت عنوان "أموال الأفيون تفسد الشعب الأفغاني"، نشرت "جابان تايمز" اليابانية يوم أمس الاثنين مقالاً لـ"أنطونيو ماري كوستا"، استنتج خلاله أن "ثمة شبحاً سيظهر أمام قادة دول حلف شمال الأطلسي الذين سيعقدون قمتهم المقبلة نهاية الشهر الجاري في ريجا، ألا وهو الأفيون الأفغاني". "كوستا"، وهو المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة والمخدرات، يرى أن أفغانستان تتعرض لخطر السقوط مرة أخرى في قبضة الإرهابيين والمتمردين والمجرمين، ويبدو أن تجارة الأفيون التي يصل حجمها إلى مليارات الدولارات تقع في قلب المأزق الأفغاني، وهو يستند في موقفه هذا إلى مقولة أطلقها "جيمس جونز" القائد العام لحلف "الناتو" مفادها "أن المخدرات هي كعب أخيل أفغانستان. "كوستا" أشار إلى أن حصاد تجارة الأفيون الأفغاني لهذا العام والمتمثلة في 6100 طن من هذه المادة الخطيرة، تصل قيمتها إلى 3 مليارات دولار، وهذا المبلغ يعادل نصف الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، ناهيك عن أن أرباح الاتجار في المخدرات وتهريبها تدر أموالاً، تفوق الناتج الإجمالي الأفغاني بعشرين ضعفاً. "كوستا" يقول إن أموال الأفيون تفسد المجتمع الأفغاني من رأسه حتى أخمص قدميه، مما قد يؤدي إلى سقوط البلاد في قبضة تحالف خبيث يضم المتشددين والمجرمين والانتهازيين.

العراق والمعارضة الأسترالية:

في تقريره المنشور بصحيفة "ذي أستراليان" يوم أمس الاثنين، سلط "مارك دود" الضوء على موقف المعارضة الأسترالية من الوجود العسكري الأسترالي في العراق المتمثل في قوة قوامها 900 جندي. وحسب التقرير، فإن "كيم بيزلي"، زعيم "حزب العمل الأسترالي" يرى أن "وجود قوات أسترالية داخل العراق يساهم في تأجيج العنف في بلد مزقته الحروب". وحسب "بيزلي" يتعين على كانبيرا البدء في استراتيجية خروج خاصة بها من بلاد الرافدين، لاسيما وأن لندن وواشنطن بدأتا التفكير بجدية في تنفيذ هكذا سيناريو. "بيزلي" يرفض الربط بين انسحاب قوات التحالف وتفاقم العنف في العراق. تصريحات "بيزلي" جاءت عقب انتقادات أطلقها "بيتر تينلي" الضابط السابق في القوات الجوية الأسترالية، ونشرتها الصحيفة في ملحقها الأسبوعي يوم الأحد الماضي، ووصف خلالها الحرب على العراق بالخطأ الأخلاقي، "تينلي" الذي شغل منصب رئيس شعبة التكتيك التعبوي في القوات الخاصة الأسترالية وصف قرار رئيس الوزراء الأسترالي "جون هاورد" بالمشاركة في هذه الحرب بأنه "توظيف للقوات الأسترالية يبعث على السخرية".

"ليتفينينكو: التساؤلات":

هكذا عنونت "البرافدا" الروسية افتتاحيتها يوم الجمعة الماضي، لتوجه نقداً لاذعاً لوسائل الإعلام الغربية التي تعاملت مع خبر وفاة الجاسوس الروسي "ألكسندر ليتفينينكو" بطريقة وصفتها الصحيفة بـ"أنها تعكس العداء لروسيا، وتكرار أساطير الحرب الباردة"، وأن "الغرب عندما احتاج إلى مساعدة روسيا في الحربين العالميتين الأولى والثانية، ضحت موسكو بأبنائها في معارك أودت بحياة الآلاف منهم، والآن وفي ظل الجدل الدائر حول موسكو ولندن، لا يتساءل أحد عن أحمد زاكاييف الذي يعيش حراً طليقاً في لندن، في وقت لا تزال عائلات ضحايا بيسلان تتباكى على أطفالها الذين قضوا في هذه المجزرة". الصحيفة ركزت على تناقض الموقف البريطاني في مكافحة الإرهاب، متسائلة: إذا كان الحديث يدور حول الربط بين روسيا والجريمة والإرهاب، فماذا عن الناشط الشيشاني "أحمد زاكاييف" المتهم في روسيا بجرائم إرهابية، والذي منحته لندن حق اللجوء السياسي؟ وثمة تساؤلات أخرى لم يتم طرحها في الغرب حول مقتل "ليتفينينكو" منها: ما مدى خطورة المواد التي كان بمقدور هذا الرجل استخدامها أو الوصول إليها؟ وما هو مدى علمه ودرايته بأجهزة التجسس البريطانية والأميركية؟ ولماذا هذا الاهتمام الأميركي بقضيته؟

نحو علاقات يابانية - صينية جيدة:

خصص "هوانج كينج" مقاله المنشور يوم الجمعة الماضي، في صحيفة "تشينا ديلي" الصينية لتسليط الضوء على اللقاء الذي جمع، قبل بضعة أيام، وزيري خارجية الصين واليابان في العاصمة الفيتنامية هانوي، أثناء قمة "إيبك" (منتدى التعاون لدول آسيا والمحيط الهادئ). الكاتب، وهو عضو في "المؤسسة الصينية للدراسات الدولية" أشار إلى أن الصينيين واليابانيين توصلوا خلال اللقاء إلى تفاهم يقضي بإجراء دراسات مشتركة يساهم فيها متخصصون من البلدين حول المسائل التي لها علاقة بالتاريخ. وضمن هذا الإطار اتفق الجانبان على المبادئ التي تقوم عليها الدراسات التاريخية المشتركة المزمع إجراؤها. وحدد الجانبان أيضاً الأهداف المتوقعة لهذه الدراسات، والمتمثلة في تعزيز التفاهم المشترك بين البلدين، من خلال دراسة ألفي عام من العلاقات الصينية- اليابانية، وأيضاً الحروب وآثارها الكارثية على التاريخ الحديث للبلدين، ثم رصد العلاقات الصينية- اليابانية خلال العقود الستة التي تلت الحرب العالمية الثانية. وحسب الكاتب، فإن هذه الدراسات ربما تثير موضوعات تنتقل أصداؤها إلى الصعيدين الإقليمي والدولي، كتعريف الهوية القومية لكل من اليابان والصين، لكن خلاصة العلاقات الصينية- اليابانية خلال العقود الستة الماضية، تشير إلى أن للبلدين مصالح مشتركة تطال مسائل عدة يستفيد منها كلا البلدين. وفي نهاية المطاف، ستكون الدراسات التاريخية المشتركة أداة من شأنها إعادة بناء قيم التواصل على الصعيد السيكولوجي بين البلدين، وهو ما سيعود بنتائج إيجابية على العلاقات الصينية- اليابانية.

إعداد: طه حسيب

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف