هادلي: المالكي يتلقى معلومات غير صحيحة من مستشارين شيعة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
القمة العراقية - الأمريكية تبحث استراتيجية جديدة لتحقيق الأمن تتضمن حل الميليشيات
بغداد - عمان - واشنطن - وكالات
اعطت مذكرة ستيفن هادلي، مستشار الرئيس الامريكي جورج بوش حول رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ظلالا من الشكوك حول القمة العراقية - الامريكية التي عقدت امس في عمان، في احدث حلقة من سلسلة تحركات سياسية عراقية واقليمية ودولية للجم العنف الطائفي في العراق، الذي صار يعتبر على نطاق واسع "حربا اهلية".
ستيفن هادلي، الذي كتب المذكرة في الثامن من شهر نوفمبر، شكك في قدرات المالكي، قائلا انه يحصل على معلومات محرفة دون شك من دائرة صغيرة من المستشارين من حزب الدعوة الشيعي.
وتضم قائمة مستشاري المالكي عددا من الاشخاص غير المؤهلين الذين يفتقدون الخبرة السياسية الطويلة. وعلى الرغم من ان مذكرة هادلي وصفت "نية" المالكي بالجيدة حين يتحدث مع الامريكيين، الا إنها قالت ان الواقع في شوارع بغداد يشير الى ان المالكي اما يجهل ما يحدث أو يسيء التعبير عن نواياه، أو ان قدرته ليست كافية بعد لتحويل نواياه الطيبة الى افعال.
وقال هادلي في مذكرته ان المالكي "اثار اعجابي كقائد يريد ان يكون قويا، ولكنه يواجه صعوبة في معرفة كيف يفعل ذلك"، ما جعل هادلي يعتقد ان على واشنطن ان تتخذ خطوات لتقوية المالكي سياسيا.
ولعل اخطر ما لدى هادلي من افكار، كما تشير مذكرته، هو تشجيع المالكي على بناء تحالف سياسي داخل مجلس النواب العراقي يضم "المعتدلين"، والعناصر الاقل طائفية، من اجل فك ارتباطه بالتيار المتشدد الذي يمثله الكتلة الصدرية بقيادة رجل الدين المتطرف مقتدى الصدر.
وهذا يعني ان على المالكي ان يخرج من اطار الائتلاف العراقي، الذي يضم القوة الدينية الشيعية الاساسية. وكان نديم الجابري، والامين العام السابق لحزب الفضيلة، وهو عضو في الائتلاف، قد دعا صراحة الى تفكيك الكتل السياسية القائمة على اسس طائفية، ومنها كتلة الائتلاف الشيعية، من اجل اقامة تحالف من المعتدلين غير الطائفيين.
وسيكون على المالكي ان يحل مشكلته مع التيار الصدري، الذي اعلن رفضه للقاء المالكي - بوش. وقد هدد التيار بتعليق عضويته بالحكومة ومجلس النواب في حال "اتمام اللقاء"، كما قال فلاح شنشل، رئيس الكتلة الصدرية في المجلس، الذي اضاف: "اننا نعتبر ما يحدث في العراق من تفجير وقتل ودمار سببه وجود قوات الاحتلال فيه"، معبرا عن اعتقاده بأن اللقاء "ليس له فائدة، لأن التوصل الى حلول للوضع الراهن يجب ان يتم تحت قبة البرلمان العراقي".
مواقف بوش
الرئيس بوش من ناحيته، رسم وجهة اللقاء مع المالكي عبر عدة مؤشرات. فقد اعلن انه لا يؤيد المباحثات مع ايران، حسب ما تسرب من مقترحات يفترض ان تقدمها لجنة بيكر - هاملتون اليه. كما اكد انه لن يسحب القوات الامريكية "من المعركة قبل اتمام المهمة"، موضحا ان هدفها نشر التغيير الديموقراطي في الشرق الاوسط.
لكن اهم ما في جعبة بوش في لقائه مع المالكي هو السؤال المركزي الذي يتعين عليه تقديم الجواب المناسب لكي ينجح في الامتحان، والسؤال هو: ما هي استراتيجيته لتحقيق الامن في العراق، وماذا يريد من الولايات المتحدة لمساعدته على تحقيق هذه الاستراتيجية؟ والمالكي يدرك، ايضا، ان بوش يريد ان يسمع، من بين مفردات استراتيجيته، كلاما عن حل الميليشيات.