محاكمة الأنفال: خبير شرعي أميركي يروي تفاصيل مروعة عن مقابر جماعية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تريمبل: 25 امرأة و98 طفلا أعدموا معصوبي الأعين في موقع قرب الموصل
بغداد ـ الشرق الأوسط
استمعت المحكمة الجنائية العليا العراقية امس التي تحاكم الرئيس العراقي السابق صدام حسين واعوانه بتهمة ارتكاب "ابادة جماعية" في حق الأكراد خلال حملات الانفال عام 1988، في جلستها امس، ولليوم الثالث على التوالي، الى شهادات خبراء اجانب في الادلة الجنائية شارك بعضهم في نبش مقابر جماعية للاكراد.
وفي واحد من أكثر الادلة عنفا في محاكمة صدام، روى خبير شرعي أميركي كيف عثر على رفات مئات النساء والاطفال في ثلاث مقابر جماعية في شمال العراق وجنوبه. وقال سوني تريمبل من سلاح المهندسين بالجيش الاميركي ان امرأة كردية قتلت بعيار ناري في مؤخرة رأسها، وهي راكعة على حافة مقبرة جماعية وتحتضن جسد طفلها الرضيع، حسبما افادت به وكالة رويترز. واضاف ان المرأة وطفلها كانا من بين 25 امرأة و98 طفلا بعضهم معصوب الأعين استخرجت رفاتهم من مقبرة في محافظة نينوى الشمالية التي مركزها الموصل. وكان بجميع الجثث أعيرة نارية في مؤخرة الرأس وقتلت النساء وهن واقفات عند المقبرة أو راكعات عند حافتها.
وعرض الخبير على المحكمة صورة للطفل الذي كان مدثرا ببطانية بين ذراعي أمه عندما أطلق على كليهما النار. وقال ان الهيكل العظمي لليد في الصورة هو للأم وعثر عليه في البطانية بعد استخراجها مما يشير الى أنها كانت لا تزال ممسكة بالطفل عندما سقطت جثتها في المقبرة.
وكانت الأم تحمل بكرة خيط ومشطا وعلبة كريم للوجه وأنبوبا من مضاد حيوي للأطفال. وقال تريمبل "نقل الافراد بالقوة من قراهم.. الى منطقة صحراوية نائية. استخدمت معدات هائلة لازالة الارض لاعداد المقابر الكبيرة".
وأمضى رؤساء الفرق المتعددة الجنسيات التي تحقق في المقابر الجماعية العامين الماضيين في تحليل الرفات المستخرجة من المقابر التي كانت تخبأ بشكل متعمد في مواقع جغرافية طبيعية مثل الوديان. وأضاف تريمبل "الامر الاساسي الذي أود أن أوضحه للمحكمة هو أن عدد الاطفال يمثل 61 في المائة من الافراد في المقابر الثلاثة".
ويُحاكم صدام وستة متهمين بتهمة الابادة الجماعية فيما يتصل بحملة الانفال عام 1988. ويقول مدعون ان زهاء 180 ألف شخص قتلوا بينهم كثيرون خلال هجمات بالغاز السام أو أعدموا وتم القاؤهم في مقابر جماعية.
وذكر مدَّعون أن القضية، وهي منفصلة عن محاكمة أخرى حكم فيها على صدام بالاعدام في وقت سابق هذا الشهر بتهمة قتل 148 شيعياً في بلدة الدجيل، ستعتمد بقوة على أدلة الطب الشرعي لاثبات التهمة على الرئيس السابق والمتهمين معه. ويدفع المتهمون بأن حملة الانفال كانت عملية عسكرية مشروعة ضد المتمردين الأكراد الذين انحازوا الى صف ايران خلال الحرب بين العراق وايران من عام 1980 إلى 1988.
وقد ادلى عشرات من شهود الاثبات بافاداتهم حول قصف مناطق في كردستان العراق بالاسلحة الكيماوية وحملات الاعتقال والتعذيب والاغتصاب والإعدام والمقابر الجماعية. وجلسة امس كانت السادسة والعشرين منذ بدء المحاكمة في 21 اغسطس (آب) الماضي.