إلى الذين يدعمون المحاكم في الصومال
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عبدالرحمن الراشد
الذين لم يتعلموا بعد من مأساة عشر سنوات ارهابية اشعلت النيران في المنطقة، يواصلون تمويل الميلشيات المتطرفة في الصومال، لانهم يعتبرونها جزءا من اللعبة الاقليمية، او كما قال احدهم ندعمهم ليس حبا في المحاكم، بل كرها في الطرف الآخر المعادي لهم. وبعضها تسهل الدعم، او تغمض عينيها عنه، لأن الحركة تسمي نفسها بالإسلامية وتنفي علاقتها بتنظيم القاعدة الارهابي، مع ان الكثير من القرائن يبرهن على علاقتها بإيران والقاعدة. ولنفس الاسباب التي خلقت القاعدة في بداياتها، اي التحالفات الاقليمية والدولية، تتكرر الاخطاء في الصومال، حيث اكد تقرير للامم المتحدة ان الاموال والسلاح يأتي من اربع دول عربية للميلشيات، ضمن لعبة التوازنات في إقليم القرن الافريقي. وفي تقرير للامم المتحدة ان طائرة محملة بالأسلحة جاءت من عاصمة عربية، بما لا يدع مجالا للشك انه مدد حكومي لا فردي.
والسؤال ما الذي يفعله هؤلاء بأنفسهم لا بالصوماليين وحدهم؟
ومن الحوادث المثيرة للقلق، طبيعة الاحداث في مدينة بيداوا الصومالية، حيث فجر ثلاثة انفسهم، رجلان وامرأة منقبة، في عملية انتحارية على غرار عمليات القاعدة في العراق، استهدفوا مركزا للشرطة، راح ضحيته ثمانية. وهذا هو التفجير الانتحاري الثاني، بعد ان سبقته عملية مماثلة استهدفت الرئيس المؤقت لحكومة الصومال.
ومع انهم يلقبون الصومال بالقرن الافريقي، إلا انه عمليا يمثل جنوب مصر والسودان وغرب اليمن والسعودية. بوابة قادرة على خلق قلاقل لسنين عديدة لكل الدول المجاورة، وستصعب السيطرة عليها تماما مثل أفغانستان. وميلشيات المحاكم تماثل ميلشيات المدارس، التي تسمى بطالبان خلقتها باكستان، ثم تورطت فيها بعد ان تحالفت مع القاعدة. الصومال ارض تدريب وتخزين وتجهيز للانطلاق في المنطقة من جديد. وما الصومال الا مجرد قاعدة ارضية مناسبة، مثل افغانستان لفقرها وتنازع قبائلها وإهمال المجتمع الدولي لها.
واذا كانت الحكومات العربية مشتاقة لممارسة لعبة المحاور السخيفة في محيط الصومال، ولا ترى بأسا من تبديد اموالها، والتسبب في مزيد من القتال والدماء، فعليها ان تستعد غدا لنتائجها المروعة في كل المنطقة كما صار في افغانستان.
وبكل أسف تلعب الجامعة العربية، هي الأخرى، دورا معززا للميلشيات مخالفة بذلك كل المألوف في عملها بعدم التعاطي مع المتمردين، حتى تسقط الشرعية ويثبت ان النظام الجديد قادر ومسؤول.
ولو كان صحيحا ان بناء علاقة مع ميلشيات المحاكم سيحقق هدوءا لو حكموا كل الصومال، لربما كان من الواقعية القبول بذلك. لكن ها هي الحركة امامنا مؤدلجة، ولا تخفي انها ستشغل المنطقة، لا الصومال وحده، بالمزيد من الارهاب الذي تعاني منه نفس الدول العربية الداعمة له.