جريدة الجرائد

السنيورة لنصر الله: ما جمعته يضيع في أزقّة بيروت

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
جنبلاط يؤكد انّ الصواريخ والميليشيات لا تفتح الأفق
و"الجماعة" تدعو إلى إخلاء الشارع.. وسكاف يلغي مهرجانه في زحلة
يكن زار السرايا موفداً من الأمين العام لحزب الله ورئيس الحكومة حمّله اقتراحاً ينتظر الجواب


المستقبل


وفي اليوم الخامس من المحاولة الانقلابيّة على الشرعيّة الدستوريّة، وفيما تواصل "العرض" المتعدّد الألوان والنشاطات رقصاً وصراخاً وشتماً، أمعن التحالف السوري ـ الايراني بقيادة "حزب الله" في "التعبئة الإعلاميّة" وأعمال الشغب المتنقّل والتحريض المذهبي وافتعال الاضطرابات في بيروت وأحيائها وضواحيها، وذلك بالرغم من مناشدة الرئيس فؤاد السنيورة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عدم تضييع ما حققته المقاومة في شوارع بيروت.

وفي ما يعكس عمق مأزق "قوى الشارع"، في حين كانت الحكومة ورئيسها تواصل تلقي الدعم الشعبي والعربي والدولي الكبير، بالتوازي مع استمرار المساعي العربية والدولية لإيجاد مخارج للأزمة العالقة، ألغت "الكتلة الشعبية" في زحلة مهرجانا خطابياً كان مقررا السبت المقبل، دعما لتظاهرة المعارضة بدعوة من رئيسها النائب الياس سكاف، بعد دعوة مجلس أساقفة المدينة، أمس "إلى الابتعاد عن الشارع، حفاظا على مدينة السلام زحلة، خاصة وأننا على أبواب عيدي الميلاد والاضحى".

إذاً، وفيما استمر التصعيد من جانب التحالف السوري ـ الإيراني، وفيما أكدت قوى الرابع عشر من آذار على الحوار سبيلا للخروج من الأزمة، سجّلت زيارة قام بها النائب السابق فتحي يكن إلى رئيس مجلس الوزراء فؤادا لسنيورة، حاملاً اقتراحاً باستئناف التشاور، اطلع عليه الأمين العام لحزب الله السيد نصرالله، و"اللقاء الوطني" الذي يترأسه الرئيس عمر كرامي.
علمت "المستقبل" من مصادر اطلعت على أجواء اللقاء انّ يكن زار الرئيس السنيورة بعد لقاء عقده مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أوّل من أمس بناء على طلب الأخير، حاملاً اقتراحاً باستئناف التشاور حول الثلث المعطل، وحمّله رئيس الحكومة في المقابل اقتراحاً بصيغة 19+9+2.

وأضافت المصادر ان يكن أبلغ السنيورة انه "كلبناني ومسلم يعتبر ان إسقاط رئيس الحكومة في الشارع هو خط أحمر، وأن الجميع يخطئ وأن الخوف والقلق بلغا حدود استحضار مشاهد العراق في لبنان"، معتبراً ان "هذا الأمر يحرق الجميع لأن أحداً لن يتمكن من السيطرة على الوضع".

وبحسب المصادر، شدّد يكن على "نزع الفتيل من الشارع، وعلى انّ الخروج من الأزمة لا يتمّ من خلال الشارع". وأضاف موجهاً كلامه إلى السنيورة "التقيت أمس (أول من أمس) بالسيّد نصر الله بناء لطلبه وناقشنا في المخارج، وطلبت منه أن يخرج القضية من الشارع وأن يعيدها إلى آخر حلقة من طاولة التشاور التي دار الخلاف فيها على الثلث المعطل علماً انهم كانوا يقولون بعد بدء التحرّك في الشارع أن لا عودة إلى الحوار قبل سقوط الحكومة".

وأضاف يكن انّ السيد نصر الله "يعتبر انّ الثلث المعطّل هو ضمانة في المسائل الاستراتيجيّة كالاقتصاد والقوى المسلّحة واستقلاليّةالقرار وانّ نصر الله "يضمن عدم استعمال هذا الثلث في القضايا الأخرى".

وبحسب المصادر، أشار يكن إلى الاقتراح السابق المتعلّق بتشكيل حكومة ثلاثينية من 19 وزيراً لقوى 14 آذار و9 وزراء لقوى 8 آذار و2 من المستقلين، وقال ان "البحث في هذه الصيغة مقبول".
أمّا السنيورة، بحسب المصادر، فجدّد تأكيد حرصه على عروبة لبنان وعلى الحوار، وعلى تجميع الصفوف بما يريح المسلمين والمسيحيين. وقال رئيس الحكومة ان "المطلوب اليوم حكومة وحدة وطنية علماً ان أداء مجلس الوزراء في السابق كان توافقياً وبالإجماع ما عدا بشأن المحكمة الدوليّة". وأضاف السنيورة "سبق لي أن اقترحت على الرئيس نبيه برّي فكرة الوزراء المستقلّين وهم أصرّوا على الثلث زائد واحد، ما يعني انّ المطلوب خطف الحكومة وقدرتها على الاجتماع، والتمكن من إسقاطها، ووضع الأمور في يد رئيس الجمهورية، المشكلة هي مشكلة رئيس جمهورية"، وسأل "هل المطلوب تصادم المسلمين بعضهم ببعض؟".

وأكّد السنيورة على ثلاثة أهداف "احتضان الجميع واستعادة الجميع إلى كنف لبنان وإلى كنف العروبة". وجدّد القول انّ "المواجهة ليست حلاً". وسأل يكن "مَن يقف معهم في العالم العربي غير سوريا؟ ومَن يقف معهم في العالم؟ مع العلم ان لبنان يحتاج إلى دعم العرب والعالم، ألا يهمّهم البلد؟".

وفهم من المصادر انّ يكن أكّد للسنيورة انّ جميع أعضاء "اللقاء الوطني" الذي ينتمي إليه هم ضدّ الشارع، وان لا بدّ من إيجاد مخرج والعودة إلى آخر محطّة من التشاور لسحب الموضوع من الشارع، واقترح يكن "إيجاد آليّة لذلك، على أساس تشكيل حكومة فيها ثلث ضامن لكن على قاعدة اقتراح السنيورة (وفيه الوزيران المستقلاّن) معتبراً انّ هذه الصيغة تطمئن الجميع". وعلم انّ السنيورة اعتبر هذه الصيغة مناسبة وانّ الرابح فيها هو الوطن، معتبراً في المقابل انّ "صيغة الثلث زائد واحد هي تسليم كلّي للوطن، ولا يمكن القبول به".
وأكّد السنيورة انّ الأنسب هو 19+9+2 وطلب من يكن درس هذه الصيغة مع حلفائه والعودة بجواب. وكلّف الوزير فتفت بمتابعة الآليّة مع يكن.

حوري

في هذه الأثناء، كشف النائب عمار حوري عن "مساع حثيثة بذلها رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري وأعضاء الكتلة من أجل تدارك الفتنة"، وقال: "لولا تداركنا الموقف، كانت هناك جموع زاحفة من الطريق الجديدة وعكار والشمال لفك الحصار عن السرايا ودفاعاً عنها، ولكنا ذهبنا الى كارثة حقيقية". واكد ان "ما شهدناه في اليومين الأخيرين عاد ليرفع وتيرة التشنج، لكننا قمنا مع النائب سعد الحريري بتهدئة الاجواء والتأكيد ان مرجعيتنا هي الدولة اللبنانية والجيش اللبناني". وقال: "عندما نتحدث عن فتنة مذهبية، اذكر بكل صراحة ان طريق الجديدة وحي العرب ومنطقة المقاصد، فهي مناطق سنية، ويبدو واضحا من اعتدى على من فيها خلافا لما اعلن في وسائل الاعلام(..)".

السنيورة

سياسياً، شهدت السرايا الكبيرة، أمس، تقاطر المزيد من الوفود من بيروت والمناطق دعما للحكومة ورئيسها فؤاد السنيورة، كما تواصلت التظاهرات المؤيدة للحكومة في مناطق الشمال والبقاع وصيدا واقليم الخروب.

وأمام الوفود أكد السنيورة "اننا لم نقل يوما اننا ضد حكومة الوحدة الوطنية، ولكن الحكومة ليست مكانا للتعطيل بل هي مكان للتفعيل واتخاذ القرارات"، مشيرا إلى ان "المعارضة تريد ان تضع يدها على الحكومة من خلال الثلث المعطّل ليصبح بإمكانها تعطيل الجلسات واسقاط الحكومة عندما تريد ايضا". وتوجه إلى الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله "الشخص الواعي، العارف والمجرب"، وقال "ان الطريق المتبع الآن في إدارة الأمور لا يوصل إلى نتيجة، فما جمعته المقاومة على مدى من الزمن نضيعه في شوارع بيروت وأزقتها، هذا ليس من شيم العمل الوطني ولا من شيم الأتقياء".
وجدد التأكيد أن "ليس أمامنا خيار غير لغة العقل والحوار والا فنحن ندخل بلدنا في أتون مصالح الآخرين الذين يريدون استعمال هذا البلد من اجل فك مشاكلهم وايضا خوض حروبهم على الأراضي اللبنانية"، لافتاً إلى ان "عددا من الدول العربية والموفدين العرب يعملون حاليا على تطوير بعض الأفكار، ونحن نقوم بكل المساعي الآيلة لذلك ونتمنى ان تفرز نتائج". وقال: "من عدة أسابيع نسمع ان المرشد الأعلى السيد علي خامنئي يقول نريد ان نهزم أميركا في لبنان. نحن نؤيّده في مسعاه وبشتى أنواع التأييد المطلوب لكن من استشار من اللبنانيين لكي يكون لبنان ساحة لهزيمة اميركا. وبدل ان تكون هذه الحكومة حكومة المقاومة السياسية أصبحت مشاركة في عملية التواطؤ، وأصبحنا نرى ديّانين يصنفون هذا وطني، وذاك خائن وعميل. ووضع الناس أمام خيارين إما حكومة يكون فيها الثلث المعطّل أو نأخذ الناس إلى الشارع".

وإذ جدد إدانته لحوادث الشغب، أشار إلى "أشخاص غير لبنانيين يحاولون افتعال المشاكل"، ونبّه إلى ان المرحلة "دقيقة جدا تتطلب درجة عالية من التبصّر والحكمة والحزم في آن"، مؤكدا "اننا نقف سدا منيعاً ضد إحداث أي انقلاب في لبنان".

الحريري

بموازاة ذلك، أكد رئيس "تيار المستقبل" النائب سعد الحريري ان البلد يشهد ازمات معلبة تأتي من الخارج بوجه قبيح لمحاولة إشعال فتنة مذهبية"، مشددا على ان "من غير المسموح به على الاطلاق ان يتم انتهاك دماء واملاك الناس وان يصار الى تدميرها".

وأمام وفد من علماء الدين في دار الفتوى ضم علماء المناطق برئاسة رئيس المحكمة الشرعية السنية العليا الشيخ عبد اللطيف دريان و حضور مفتي زحلة و البقاع الشيخ خليل الميس و مفتي عكار الشيخ اسامة الرفاعي و قضاة الشرع و الأئمة و العلماء. جدد النائب الحريري التأكيد ان "هذه الحكومة لن تسقط و باننا ندعمها بقوة وسنكمل المشوار معها".
كما تحدث الميس في المناسبة، فقال: "يريدون ان يغيروا الحقيقة و لكن العالم باسره قال ان دماء الرئيس الشهيد مسؤولية المجتمع الدولي و قد اخذ مجلس الامن المبادرة"، مشددا على "اننا لن نتخلى لا عن حكومة الرئيس فؤاد السنيورة و لا عن حكمة رئيسها".

جنبلاط

رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط، وفي مؤتمر صحافي في الذكرى 89 لميلاد والده الزعيم الراحل الشهيد كمال جنبلاط، أكد ان "ليس هناك أي أفق مسدود في السياسة وسنصمد والأزمة ستنفرج"، ورأى أن "لا تسوية إلا بالحوار وبمنطق لا غالب ولا مغلوب، والحوار وحده هو الذي يمكن أن يوصل إلى نتيجة في ما يتعلق بسلاح "حزب الله"، معلنا "لسنا فى عجلة من أمرنا بشأن هذا السلاح، ونعلم أن الحزب يتلقى السلاح والتمويل من إيران عبر سوريا". وقال "نحن في بيروت ومع أهلها إلى ان يقتنعوا ان الحوار هو السبيل، واذا كانت لغتهم الأقدام والنعال فنحن لغتنا الحوار والعقل".

أضاف: "الصواريخ والميليشيات لا توصل البلاد إلى أي افق، وحده الجيش والدولة من خلاله تحمينا وعندما يقررون تسليم سلاحهم أهلاً وسهلا، واذا كانوا لا يريدون ذلك فليبق هذا السلاح، وفي النهاية سيصبح خردة وننشئ منه متحفا، لكن المدخل هو الحوار والبند الأساس فيه هو المحكمة".

وإذ لفت إلى وجود "معلومات مغلوطة" وصلت إلى الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله بشأن زيارته إلى أميركا. تساءل "ما هو موقف نصر الله من (رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق) عبد العزيز الحكيم الذى التقى الرئيس الأميركي جورج بوش فى البيت الأبيض؟".
ودعا طلاب الجبل إلى عدم الذَهاب إلى الجامعة اللبنانية في الحدث لمتابعة دروسهم "بسبب التوتر، وحتى تهدأ الخواطر"، وردّ على بيان "حزب الله" الذي اتهم فيه "تيار المستقبل" بامتلاك "ميليشيا"، فلفت إلى ان "تيار المستقبل"ليس ميليشيا وقد بناه صانع السلم والتقدم رفيق الحريري"، منبهاً إلى "وجود ثقافة كره للعاصمة بيروت من الأنظمة والأحزاب الشمولية".

"الجماعة"

من جهتها، ناشدت "الجماعة الإسلامية" عقلاء الطرفين "وقف حملات التحريض والبث الإعلامي "الحربي" الذي يصب الزيت على النار". وطالبت بإنهاء الاعتصام في ساحة رياض الصلح "لأنه أصبح مناسبة يستغلها الكثيرون". ودعت رئيس مجلس النواب نبيه بري الى "ممارسة دوره كرئيس للمجلس النيابي، وطرح معالجة الأزمة عن طريق حل متكامل من خلال: اعلان رئيس الحكومة عزمه طرح تعديل حكومي. اعلان المعارضة إنهاء الاعتصام لإتاحة الفرصة للحوار. إحالة مشروع المحكمة الدولية على مجلس النواب، والعودة إلى طاولة الحوار"، مشددة على ان "المخرج النهائي لأزمة الحاكم، يبدأ بانتخاب مبكر لرئيس توافقي للجمهورية(..)".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف