جريدة الجرائد

غايتس يقر بعدم تحقيق نصر في العراق ويؤكد معارضته مهاجمة إيران وسورية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الحكيم نقل رسالة من طهران الى واشنطن والمالكي يدعو الى مؤتمر اقليمي ...

واشنطن - جويس كرم ، سلامة نعمات



لخص وزير الدفاع الأميركي المكلف روبرت غايتس أمس رؤيته الاستراتيجية الى الشرق الأوسط، واعترف بأن الولايات المتحدة "لا تحقق أي انتصار في العراق حالياً". وأكد أنه يعارض شن حرب على ايران أو سورية "إلا إذا كان ذلك خياراً وحيداً". معرباً عن تأييده اجراء حوار مع الدولتين على رغم تشاؤمه من نجاح ذلك مع طهران.

وعلمت "الحياة" من مصادر أميركية أن زعيم "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" عبدالعزيز الحكيم نقل رسالة من طهران الى الادارة الأميركية تدعوها الى الاعتراف بدور لها في العراق. وعرض أن يلعب دور الوسيط بين الطرفين.

وبينما تبحث واشنطن في خيارات عدة للخروج من مأزقها في العراق، وتنتظر صدور تقرير لجنة بيكر - هاملتون اليوم، أعلن رئيس الوزراء نوري المالكي أنه سيدعو الى مؤتمر اقليمي تشارك فيه الدول المجاورة للعراق، "وربما دول أخرى لتبادل وجهات النظر حول تعزيز الأمن والاستقرار".

في واشنطن، قال غايتس خلال جلسة استماع أمام مجلس الشيوخ لتثبيت تعيينه وزيراً للدفاع، خلفاً لدونالد رامسفيلد، إنه يعارض مهاجمة ايران إلا إذا كان ذلك "خياراً أخيراً ووحيداً"، مضيفا انه لا يؤيد كذلك شن اي هجوم ضد سورية. وأضاف ان أي عملية عسكرية ضد الجمهورية الاسلامية سيكون لها تأثير "كبير" في الأمن الاميركي. وأوضح: "تعلمنا من العراق انه عندما تبدأ الحرب يصبح توقع ما سيحدث صعباً، وانعكاسات أي نزاع عسكري مع ايران ستكون كبيرة للغاية".

ورداً على سؤال عما إذا كان سيوافق على شن هجوم ضد سورية، قال: "لا يا سيدي". وأكد ان الوضع في العراق، خلال العامين المقبلين، سيعيد تشكيل منطقة الشرق الاوسط برمتها لسنوات، مشدداً على أهمية عدم ترك العراق في حال فوضى. وقال ان الوضع الجيو - سياسي العالمي سيتأثر ايضا بما ستؤول إليه حال العراق، الى جانب تأثر العراقيين والاميركيين مباشرة. وأكد غايتس، وهو مدير سابق لوكالة الاستخبارات المركزية (سي آي اي)، ان اميركا لا تكسب الحرب في العراق حالياً، مشيراً الى انه سيتشاور مع القادة العسكريين في مسرح العمليات والمسؤولين في مجلس الامن القومي والكونغرس لوضع استراتيجية جديدة. وأوضح لأعضاء مجلس الشيوخ انه سيقدم توصيات الى الرئيس جورج بوش بناء على القناعات التي سيخلص اليها، مؤكداً ان القرار النهائي يعود الى الرئيس بوصفه القائد الأعلى للقوات المسلحة الاميركية.

ورداً على سؤال لعضو مجلس الشيوخ المرشح الرئاسي المتوقع في العام 2008 جون ماكين، قال غايتس انه سيأخذ في الاعتبار توصيات مجموعة الدراسات حول العراق برئاسة الوزير السابق جيمس بيكر والنائب السابق لي هاملتون. وتابع انه منفتح على كل الافكار في ما يخص الوضع في العراق لجهة بناء استراتيجية جديدة تحقق هدف العراقيين في السيطرة على أوضاعهم الامنية بأنفسهم.

وانعقدت جلسة الاستماع في الكونغرس بعد ساعات من تصريح الناطق العسكري الجنرال وليام كالدويل الذي قال ان بوش ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي اتفقا على تسليم قيادة القوات العراقية الى الحكومة العراقية بحلول منتصف العام المقبل، مع الاسراع في عملية نقل المسؤوليات. وقالت مصادر وزارة الدفاع لـ "الحياة" ان الاستراتيجية الجديدة ستشمل نقاطا وردت في مذكرة بعثها رامسفيلد الى بوش قبل يومين من استقالته، فضلا عن نقاط يتوقع ان ترد في تقرير مجموعة الدراسات.

الى ذلك أكدت مصادر أميركية مطلعة لـ "الحياة" أن الحكيم نقل الى البيت الأبيض رسالة من الجانب الايراني مغزاها ضرورة "اعتراف واشنطن بدور طهران في العراق". وأشارت الى أن الزعيم الشيعي ناقش مع البيت الأبيض احتمال أن يلعب دور الوسيط بين واشنطن وطهران في حال قبلت الادارة بتوصية لجنة بيكر - هاملتون الداعية الى انفتاح أميركي رسمي أكبر على الجانب الايراني. وقالت المصادر إن المسؤولين الأميركيين "استمعوا الى الحكيم" وأبدوا الاستعداد لـ "درس الطروحات المختلفة"، موضحة أن واشنطن طلبت منه دعم حكومة المالكي التي تراها الادارة "ضرورية وملحة"، بعد تجميد أعضاء كتلة مقتدى الصدر عضويتهم. ونقلت صحيفة "نيوزويك" عن مسؤول في الادارة أمس أن بوش طالب الحكيم بحل مشكلة ميليشيا "بدر" التابعة له، وترى فيها الادارة "خطراً يهدد الحكومة". وأضافت أن هناك مصلحة مشتركة بين واشنطن والحكيم في اضعاف نفوذ التيار الصدري.

وفيما رفض الحكيم في تصريحات تلت لقاءه بوش فكرة عقد مؤتمر اقليمي حول العراق، وشدد على ضرورة أن تكون المبادرة للحكومة العراقية في أي مفاوضات قال المالكي أمس ان العراق سيدعو الى "عقد مؤتمر تشارك فيه الدول المجاورة" لتبادل وجهات النظر حول "تعزيز الامن والاستقرار".

واضاف خلال مؤتمر صحافي ان "حكومة الوحدة الوطنية سترسل الى دول الجوار الاقليمي دعوة لتبادل وجهات النظر (...) والمساهمة في تعزيز الامن والاستقرار في العراق ودعم جهود الحكومة في مواجهة الارهاب والمجموعات الخارجة عن القانون". وتابع المالكي: "نتحدث الى الحكومات لأننا نريد ان يعقد مؤتمر اقليمي او دولي حول العراق، ولكن كما قلنا على ضوء ما تريده الحكومة، لذلك ستذهب الوفود لتستكشف الأرضية لدعم الجهود".

وأوضح انه "اذا وجدنا أرضية مشتركة سليمة بين مختلف الدول التي تريد ان تحمي المسيرة الديموقراطية السياسية العراقية، واذا وجدنا هناك رغبة وتعاوناً من اجل مصلحة الجميع سندعو الى مؤتمر اقليمي او دولي على اساس دعم اتجاه الحكومة في مشاريعها".

من جهة اخرى، اكد المالكي: "لدينا تجارب أمنية في الارهاب وفي كل مرة نطور اساليب لمواجهة التحدي (...) هذه المرة لدينا افكار على اسس جديدة، خصوصاً انتقال السيطرة الى قوات الامن العراقية".

وختم موضحا ان "الافكار الجديدة تتناسب مع الصلاحيات والقدرة التي تمتلكها الحكومة في المرحلة المقبلة (...) سنشهد مزيدا من الاعمال ذات الطابع الفني في ملاحقة بؤر الارهاب".

الى ذلك صرح الناطق باسم البيت الابيض توني سنو بأن بوش وبيكر سيتناولان طعام الغداء وسيبحثان "توجه" تقرير المجموعة المؤلفة من أعضاء من الحزبين الجمهوري والديموقراطي التي يتوقع ان تنشر تقريرها اليوم. وقال انه لا يعرف ما اذا كان بيكر سيحمل نسخة من التقرير الذي قالت الصحافة انه سيتضمن توصيات غير ملزمة، بينها دعوة الى إجراء حوار أوسع مع ايران وسورية ووضع جدول زمني يستند الى الظروف لانسحاب القوات الاميركية تدريجا من العراق. وأوضح: "ستتم مناقشة توجه التقرير والعملية التي اتبعتها اللجنة". واكد ان الرئيس الاميركي الذي يواجه ضغوطاً كبيرة لمراجعة استراتيجيته للحرب سيتلقى التقرير رسمياً وأنه "يستحق نظرة معمقة (...) اننا ننظر اليه كجهد يساعد الادارة وسنتلقاه بتلك الروح، ولذلك سندرسه بدقة".

في القاهرة، دعت اللجنة الوزارية العربية الخاصة حول العراق حكومة المالكي الى "حل الميليشيات فوراً" و "بناء القوات المسلحة العراقية والقوات الامنية على اسس مهنية ووطنية"، ودعت ضمنا ايران الى "عدم التدخل في الشؤون الداخلية للعراق"، والكف عن "مد نفوذها السياسي والثقافي فيه".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف