الصحف البريطانية : ’’هل يمر الطريق إلى بغداد عبر غزة؟’’

بي بي سي

مازالت أخبار وموضوعات العراق والتحليلات والمقالات المتعلقة بالوضع في ذلك البلد تهيمن بشكل كبير على تغطية الصحف البريطانية الصادرة صباح الجمعة.

فقد جاءت افتتاحية صحيفة الجارديان تحت عنوان "الابتعاد عن التوقعات الكبيرة" ، وقالت فيها إنه لم يكن على رئيس الحكومة البريطانية توني بلير أن يقطع تلك المسافة الطويلة لواشنطن ليسمع أن الوضع في العراق خطير ومتدهور كما جاء في تقرير مجموعة دراسة العراق.

"ففي الواقع تتسق هذه النتيجة مع وجهة النظر البريطانية لذلك يبقى السؤال لماذا لا تحاول بريطانيا التأثير على الاستراتيجية الأمريكية تجاه الوضع الكارثي في العراق".

وتقول الصحيفة "لقد وقف بلير وبوش كتفا بكتف، ربما للمرة الأخيرة، في البيت الأبيض يتناولان الوضع في العراق وقد أتيح لبلير الفرصة لدفع الباب الذي فتحه الشعب الأمريكي والمؤسسة السياسية في وقت لا يسع بوش فيه سوى الانصياع لبعض توصيات التقرير".

ولكن تقول الجارديان "ومع ذلك فانه من الخطر الافراط في التوقعات تجاه ما سيحدث، فقد أدت الضلالات والأوهام التي ارتبطت بعملية السلام في الشرق الأوسط إلى إلحاق أضرار بها، وبالتالي يجب تجنب مثل هذه التجارب".

وتضيف الصحيفة "كان بلير على صواب عندما قال إن النزاع الفلسطيني الاسرائيلي هو جوهر النزاع في الشرق الأوسط فهو يؤدي إلى امتعاض المسلمين ويوفر أرضية خصبة لتجنيد الجهاديين مثل أولئك الذين يذهبون إلى العراق".

وتقول الصحيفة "وإذا كان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت قد جادل بأن إسرائيل ليست المصدر الوحيد لعدم الاستقرار في المنطقة، فان نزاعها الذي لم يحل مع الفلسطينيين يغذي النزاعات الأخرى".

"كما تحدث بلير عن العدالة في تطبيق قيمنا بما يعني تحدي الأمر الواقع وخاصة تحويل قطاع غزة إلى سجن كبير".

وتقول الجارديان "وإذا كان بلير قد نجح في إقناع بوش بتوقيع خريطة الطريق من أجل السلام من قبل، فهو على صواب الآن في إقناع واشنطن بدعم حكومة وحدة وطنية فلسطينية مع حماس كوسيلة لانهاء العقوبات الدولية".

ومضت تقول "ولكن حتى لو قبل بوش ذلك فان مصداقية واشنطن في غزة ورام الله باتت أقل من مصداقية دمشق وطهران".

"ومن المثير للسخرية انه ساد الاعتقاد بعد سقوط صدام حسين بامكانية نجاح التسويات بين إسرائيل والفلسطينيين كثمرة غير مقصودة لذلك السقوط، واعتقد في ذلك الوقت أن الطريق إلى القدس يمر عبر بغداد".

"وإذا كان تحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط بات أمرا ملحا، ولكن تحقيق ذلك سيكون أمرا صعبا في ظلال العراق القاتمة".

وحول المؤتمر الصحفي لبلير وبوش في البيت الأبيض نشرت الجارديان كاريكاتيرا كبيرا لهما وهما على هيئة نجمي الكوميديا لوريل وهاردي، كما نشرت صحيفة فايننشيال تايمز رسما كاريكاتيريا آخر لبوش وهو يمسك في يده تقرير لجنة بيكر بينما ينظر إلى صورة له مكتوب عليها "تمت مهمة العراق" وقد انهار زجاجها.

فلسطين
وفي الوقت الذي تطلق فيه الأمم المتحدة حملة لجمع مبلغ 450 مليون دولار أمريكي كأموال إغاثة إنسانية تقدم إلى الأراضي الفلسطينية العام القادم، نشرت صحيفة الاندبندنت تقريرا تحت عنوان "تدمير حلم الحياة الطيبة".

وكتب دونالد ماكنتاير في التقرير يقول إن محاولات انعاش القطاع الزراعي الفلسطيني وتوفير المزيد من الوظائف رحب بها الفلسطينيون غير أن القيود الحدودية تعوق هذه الجهود.

ونشرت الصحيفة صورة لبعض الفلسطينيين الذين دمرت الجرافات الاسرائيلية حقول زيتوناتهم.

وحول نفس الموضوع كتبت صحيفة الجارديان تقول إن ثلثي الشعب الفلسطيني البالغ تعداده 4 ملايين نسمة يعيشون تحت خط الفقر.

وقالت الصحيفة إن معظم الأموال المطلوبة ستنفق على الاعانات الغذائية العاجلة والتعافي الاقتصادي وبرنامج التوظيف.

الجنجاويد
وحول الشأن السوداني نشرت صحيفة الاندبندنت تقريرا عن ميليشيا الجنجاويد في إقليم دارفور غربي السودان، حيث كتب جيرومي تيلور يقول إن منظمة العفو الدولية ذكرت ان هذه الميليشيا أصبحت تستخدم الآن عربات بدلا من الجياد.

"وقالت منظمة العفو الدولية إن لديها دليل على استخدام ميليشيا الجنجاويد عربات الدفع الرباعي في هجومها على قرية شيخ جوباه والذي لقي فيه 41 مدنيا حتفهم".

كما قالت الصحيفة إن معهد بحوث السياسة العامة وجه انتقادات شديدة لبريطانيا وغيرها من دول حلف شمال الأطلنطي لأنها لم تفرض منطقة حظر جوي على دارفور اتساقا مع القرار الدولي رقم 1591.

الصومال
وفيما يتعلق بالشأن الصومالي نشرت صحيفة الديلي تليجراف تقريرا عنوانه "غضب المسلمين من قرار الأمم المتحدة" مصحوبا بصورة كبيرة فيها سيدة صومالية مسلحة تسير في مظاهرة احتجاج ضد قرار مجلس الأمن الدولي الذي يدعو لارسال قوات حفظ سلام افريقية لدعم الحكومة الانتقالية في الصومال.

وقالت الصحيفة "إن رد فعل المحاكم الاسلامية اتسم بالغضب الشديد، ووصفت عناصر من المحاكم دخول مثل هذه القوات بأنه سيكون بمثابة غزو سيتصدى له الشعب الصومالي".

ونسبت الصحيفة إلى متحدث باسم المحاكم القول "إن هذا القرار سيؤدي إلى إشعال أزمة جديدة في الصومال".

الاعصار
وقد نشرت كل الصحف البريطانية نبأ الاعصار الذي ضرب أحد الشوارع في حي بشمال لندن، وكان هذا الحدث هو الموضوع الرئيسي لصحيفة الديلي تليجراف وجاء تحت عنوان "تشريد المئات إثر ضرب إعصار لأحد شوارع لندن".

ونشرت الصحيفة صورة كبيرة بعرض الصحيفة لمنزل مدمر وكتب تحتها ان إعصارا ضرب شارعا في شمال لندن مما أسفر عن إصابة 6 أشخاص وإلحاق أضرار بـ 150 منزلا واقتلاع أشجار عديدة.

وقالت الصحيفة إن الاعصار استغرق 20 ثانية وبلغت سرعة الرياح 130 عقدة واقتلع أسقف المنازل والأشجار.

ونسبت الديلي تليجراف إلى وكالات الاغاثة القول إنها معجزة انه لم يسقط قتلى في هذا الاعصار.

ديانا
وحول شأن بريطاني آخر نشرت صحيفة الاندبندنت تقريرا عنوانه "الفايد ينتصر في معركة من أجل علنية جلسات الاستماع البرلمانية الخاصة بحادث الأميرة ديانا".

وقالت الصحيفة إن محمد الفايد، والد دودي صديق ديانا الذي قتل معها في حادث سيارة في باريس عام 1997، انتصر في معركة قانونية تستهدف ضمان علنية الجلسات البرلمانية التي تناقش حادث مصرع الأميرة ديانا.

وأشارت الصحيفة إلى أن جلسة استماع تمهيدية في هذا الموضوع ستلتئم في يناير كانون ثاني المقبل.