السعودية: الربع الخالي واجهة سياحية مهمة لا بد من استغلالها
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بصفتها تضم أربعة أنواع للسياحة العالمية
جدة ـإيمان الخطاف، الشرق الأوسط
دعا الدكتور زهير عبد الحفيظ نواب، رئيس هيئة المساحة الجيولوجية، إلى التوجه الجاد للاستثمار السياحي في منطقة الربع الخالي، معللاً ذلك بكونها تمثل نموذجاً ملائماً لإنشاء مرتكز جذب سياحي مهم داخل المملكة.
وأكد الدكتور نواب على إمكانية استغلال الربع الخالي سياحياً، وتحويله لموقع نشط يستقطب كافة الزوار، قائلاً "الربع الخالي يعتبر واجهة مهمة جداً لتشجيع السياحة بأنواعها في المملكة، ولا بد من استغلاله والعمل على تطوير بعض المواقع وتأهيلها، هذا الهدف لتطبيق مفهوم التنمية المستدامة في هذا الجزء الكبير والمهم من بلادنا الغالية".
فيما كشف رئيس هيئة المساحة الجيولوجية لـ"الشرق الأوسط"، عن ما تمثله صحراء الربع الخالي كثروة وطنية من الواجب العمل على تحسينها واستغلالها، بقوله "يضم الربع الخالي بيئات نباتية متنوعة، وأيضاً بيئات حيوانية، حيث أقامت الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية محمية "عروق بني معارض"، التي تقع في الأطراف الجنوبية الغربية من الربع الخالي، وأيضاً يوجد في الربع الخالي أعداد كبيرة من الآبار والمياه الكبريتية، وبيئات الكثبان الرملية الشاهقة، التي تمثل مجموعة من الأشكال والمتكونات الرملية النادرة، هذا بالإضافة لوجود عدد من المناطق الأثرية مثل قرية الفاو وغيرها". ويوضح الدكتور نواب بأنه من الممكن تحويل الربع الخالي لموقع مهم يشمل أبرز أربعة أنواع في مفهوم السياحة العالمية، بداية بالسياحة الصحراوية، وذلك لما يحمله الربع الخالي من أرضية خصبة تمكن محبي الرياضة الصحراوية من مزاولة هواياتهم، كالتزلج على الرمال وقيادة الدفع الرباعي وغيرها، خاصة مع ضمه أعلى كثبان رملية في المنطقة، التي تأتي على أشكال مختلفة ونادرة.
واضاف بأن هناك إمكانية أخرى لاستثمار منطقة الربع الخالي كي تكون واجهة بارزة للسياحة العلاجية بالمملكة، عن طريق استغلال الآبار والمياه الجوفية الكبريتية الفوارة التي يضمها الربع الخالي، في إنشاء منتجعات علاجية، تضاهي بمستواها مستوى المنتجعات الأوروبية.
وأشار الدكتور نواب إلى إمكانية تحويل الربع الخالي إلى منطقة مغرية لرواد السياحة الثقافية، نظراً للتنوع الثقافي الذي يميز الربع الخالي، وضمه مجموعة من القبائل الكبيرة التي اشتهرت بعاداتها وتقاليدها المختلفة، إضافة إلى تنوعها اللغوي، مما يجعل التعرف إلى أفراد هذه القبائل يأتي بمثابة الجولة الثقافية الممتعة، مع اكتشاف آلية قهرهم صعاب العيش في الربع الخالي، المعروف بقسوة ظروفه الطبيعية والمناخية. فيما لم يغفل رئيس هيئة المساحة الجيولوجية مدى ما تمثله صحراء الربع الخالي من قيمة تاريخية تدعم سياحة الآثار في المنطقة، وذلك لاحتوائه على العديد من المواقع الأثرية المهمة، كقرية الفاو، وموقع الأخدود، والغابة المتحجرة، وطرق القوافل القديمة وغيرها.
من جهتها، كشفت الهيئة العليا للسياحة لـ"الشرق الأوسط"، أنها بدأت فعلياً بالتفكير الجدي في الاستثمار السياحي بالربع الخالي، متوجهة للعمل على تحويل محمية "عروق بني معارض" الواقعة في الأطراف الجنوبية الغربية من الربع الخالي، إلى مرتكز مهم لجذب السياح، ولتكون البوابة الأولى للسياحة في منطقة الربع الخالي، التي تتميز بتنوع تضاريسها، وضمها الكثير من الحيوانات كالغزلان والمها العربي، إضافة لقربها من الآثار الموجودة في الفاو وآبار حمى، حيث من المقترح أن تبدأ الهيئة قريباً في العمل على تحديد المرافق اللازمة، كمركز الزوار أو القاعة التعليمية أو الطرق أو خدمات الحراسة والإرشاد، وتحديد كيفية دخول السياح، والقيام بحملات ترويجية لزيادة فرص تقدير الزوار لأهمية المنطقة.
يشار إلى أن صحراء الربع الخالي تعد أكبر صحراء رملية متصلة بالعالم، حيث تبلغ مساحتها نحو 600 ألف كيلومتر مربع، وتقع نحو 75 في المائة من رمالها داخل الأراضي السعودية، فيما يتوزع الجزء الباقي منها في كل من دولة الإمارات، وسلطنة عمان، والجمهورية اليمنية.
جدير بالذكر أن ما سجلته أول بعثة استكشافية ذهبت مطلع مايو (أيار) إلى الربع الخالي بهدف جمع المعلومات الأولية عن المنطقة، التي شارك فيها 89 شخصا من العلماء والخبراء، حيث جاء ليمثل نواة المشاريع العلمية المستقبلية، الساعية لكشف الستار عن منطقة الربع الخالي التي ظلت مبهمة لسنوات، والتي أسفرت عن اكتشاف وجود بحيرة عذبة على سطح صحراء الربع الخالي، اضافة لاكتشاف مؤشرات قوية على وجود كميات ضخمة من المياه تحت الرمال، واكتشاف وجود أنواع جديدة من النباتات والحيوانات التي لم تسجل سابقاً في المملكة.