جريدة الجرائد

الإعلام الأميركي واعتصامات بيروت

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


تقرير واشنطن

يلقي التقرير في هذا العدد الضوء على تغطية الإعلام الأمريكي لتجمعات المتظاهرين في قلب بيروت "ساحة الشهداء" من أنصار حزب الله وخلفائه من الأحزاب الموالية لسوريا، فيما يعتبر بداية جديدة لمرحلة من تصعيد الأزمة السياسية التي تعصف بلبنان بين أنصار حكومة رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة والقوى المعارضة. وتهدف هذه الاعتصامات إلى إسقاط حكومة السنيورة وتشكيل حكومة جديدة، ويهدف السيد حسن نصر الله لتحقيق مكاسب سياسية نتيجة نزول أنصاره الشارع. ويخشى الكثير من متابعي الملف اللناني من تصاعد التوتر بين أنصار حزب الله من الشيعية وأنصار فؤاد السنيورة وقوى 14 مارس من السنة بما قد يؤدي لحرب أهلية جديدة ليست بغريبة على لبنان.
إلى أي مدي تؤثر هذه الاعتصامات على الاستقرار في لبنان؟ وماذا بعد؟ ودور القوى الإقليمية الرئيسية؟ كل تلك الأسئلة كانت محل تركيز وسائل الإعلام الأمريكية هذا الأسبوع.

واشنطن بوست:

ركز مراسل صحيفة واشنطن بوست Washington Post في بيروت أنتوني شديد - من أصل لبناتي- على وصف وسط بيروت المنعزل عن بقية المدينة عن طريق الحواجز. واستعرض المراسل وسط مدينة بيروت المقسم بين أنصار حزب الله المؤيدين لسوريا وإيران من ناحية، وبين الحكومة اللبنانية المدعومة أمريكيا وفرنسيا من ناحية أخرى. ويطرح شديد تساؤلا عن الهوية اللبنانية، ويرى أن انقسام وسط بيروت بين هذه القوى أساسة اختلافات في المذهب والعرق وطريقة فهم الحياة والعقيدة. ويرى المراسل أن الكثير من الجماعات اللبنانية شكلت وعرفت بكفاحها الطويل ضد إسرائيل، في حين هناك جماعات أخرى تتمسك بتراثها الذي وصفه بالفاشي منذ فترة الحرب الأهلية.

وعرضت الصحيفة نفسها مقتل متظاهر من أنصار حزب الله الشاب أحمد محمود، وتحدثت عن خطورة هذه الحادثة، وتحدث مراسل الصحيفة في بيروت عن روايات عدة متناقضة لمقتل المتظاهر. وقد جرت أيضا بعض الصدامات والمناوشات في وادي البقاع، وكان الأسوأ في منطقة سنية تسمى "الطريق الجديد". ووصف مراسل واشنطن بوست في بيروت أنتوني شديد كيف هرع عشرات الآلاف من المتظاهرين إلى السيارة التي حملت جثة القتيل التي تم لفها في العلم اللبناني. وأشارت الصحيفة إلى غضب المشيعين وإلى دعواتهم لحكومة فؤاد السنيورة بالتنحي.

وأشارت المحللة أمل سعد غريب من مؤسسة كارنيعي للسلام الدولي -الشرق الأوسط- والمتخصصة في شئون حزب الله إلى أن أهداف جماعة حزب الله من إنزال مئات الآلاف من أنصاره إلى الشوارع في هذه المعركة السياسية بعد فترة قصيرة من توقف معركته العسكرية ضد إسرائيل، يشير إلى دقة حسابات حزب الله وإلى أهمية وخطورة ما يجرى الآن على وجود الحزب نفسه.

مجلة تايم: كان الله في عون لبنان

وكتبت مجلة تايم Time Magazine تقريرا تقول فيه "بعد أن كان لبنان منارة الديمقراطية في الشرق الأوسط، أخذ ينحرف نحو الحرب الأهلية". وقالت المجلة الأسبوعية إن الإشارات غير مبشرة بالخير لبلد يقضي وزراؤه معظم أوقاتهم محاصرين بالمسلحين، وهو ما يقوم به رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ومسئولون كبار آخرون منذ 21 نوفمبر عندما قام مسلحون باغتيال وزير الصناعة في قلب بيروت في وضح النهار.
وتذكر تايم أنه ومع استقالة ستة وزراء من القوى السياسية المعارضة لرئيس الوزراء الشهر الماضي، وتفاقم التوتر الطائفي وخشية المسئولين على حياتهم، فإن صورة لبنان الجديد خفتت بسرعة، ومعها السعي الأمريكي لبناء إرث إيجابي في الشرق الأوسط بعد تدمير العراق.
وذكرت المجلة أن هناك إشارات مقلقة تؤكد أن لبنان يقترب من الانهيار أكثر من أي وقت منذ الحرب الأهلية التي انتهت رسميا عام 1990.
ونقلت المجلة عن قائد الجيش اللبناني قوله إن جنوده سيكونون قادرين على احتواء المظاهرات لأسابيع فقط، مضيفا أنه "إذا ما أقدم حزب الله على تنظيم مظاهرات احتجاجية في مختلف المناطق اللبنانية كتلك التي كانت في بيروت، فلن يكون الجيش قادرا على المجاراة".
ورجحت المجلة أن يكون استعراض حزب الله لقوته من شأنه أن يثير الاستفزاز من قبل المسلمين السنة والمسيحيين والتجمعات الدرزية، مشيرة إلى أن معظم اللبنانيين يتوقعون أن يرقى الوضع إلى حرب أهلية شاملة إذا ما حدث ذلك.

نيويورك تايمز: فيروز توحد اللبنانيين... لكن إلى متى؟

عرضت مراسلة صحيفة نيويورك تايمز New York Times في بيروت كاترين زوبيف رؤية مختلفة عما يحدث في لبنان، وتحدثت عن المطربة فيروز الأسبوع الماضي وأدائها الرائع رغم جو التوتر المحيط بلبنان. وتذهب المراسلة إلى رفض فيروز إلغاء حفلتها، وتمسكها بأن تظل رمزا موحدا لجميع طوائف الشعب اللبناني. وعرضت المراسلة انطباعات من حضروا حفل فيروز من مواطنين مسيحيين ومسلمين، والتي ذكرت معظم كلماتهم أن فيروز رمز لبنان في الحرب ورمز لبنان في السلم ورمز لبنان الثورة... هي توحد اللبنانيين حتى ولو لفترات قصيرة.
وعرض مراسل الصحيفة مايكل سالكمان أجواء البهجة والمرح والفرح التي تسود المعتصمين في ميدان الشهداء بوسط بيروت الذين أخذ البعض منهم يدق الطبول بقوة خارج مقر رئيس الوزراء. وخلص التقرير إلى أن أهداف حزب الله من تجميعه مئات الآلاف من المعتصمين في قلب بيروت يتعدى هدف تشكيل حكومة لبنانية جديدة لخدمة أهداف إقليمية تتعلق بمصالح سوريا وإيران.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف