جريدة الجرائد

مزيد من المسلمين يحصلون على مكاسب سياسية في أمريكا

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

ميشيل بورشتاين - واشنطن بوست

رغم أن مرشح ولاية ميريلاند الأمريكية لم يصرح بالدين، إلا أن فوزه يشير إلى تنام جديد لدى الجالية المسلمة هناك. فمنذ أن تم انتخاب مهندس برامج الكومبيوتر ثاقب علي نائباً في مجلس الشيوخ عن ولاية ميريلاند هذا الشهر، وسيل الرسائل الإليكترونية والمكالمات التليفونية من كل أنحاء الولايات المتحدة ينهال عليه للسؤال عن كيفية تحقيق ذلك النجاح.

ثاقب علي هو أول مسلم يتم انتخابه على مستوى الولاية أو على مستوى المقاطعة ليكون نائباً عن ولاية ميريلاند وفرجينيا وواشنطن العاصمة.
رغم أن النائب المنتخب (31 سنة) لم يظهر دينه بصورة بارزة في حملته الانتخابية إلا أنه في الحقيقة أبهج هؤلاء الذين قالوا بأنه كان يجب عليه أن يضع ذلك في برنامجه الانتخابي ـ فهو جزء من مسيرة المسلمين المنظمة نحو الحياة المدنية والسياسية. كانت حملته جزءاً من الدفعة التي آتت ثمارها هذا العام والتي بدأت بعد أحداث سبتمبر 2001م مع قلق بشأن الحريات المدنية وسياسة الهجرة.

وكذلك أصبح كيث إليسون النائب الديمقراطي عن ولاية مينيسوتا أول مسلم ينتخب للكونجرس. وفي منطقة واشنطن العاصمة، ترشح 8 مسلمين للمكتب في ولاية ميريلاند هذا العام حيث زاد عددهم عن العام الماضي بصورة ملحوظة ومنهم علي الذي فاز مؤخراً. وتظهر بيانات الاقتراع الأولية والأدلة المسجلة أن مزيداً من المسلمين في ولاية فرجينيا سجلوا وصوتوا هذه المرة أكثر من الانتخابات السابقة.

وحسب البيانات التي تم جمعها بواسطة الجمعية الأمريكية الإسلامية ولجنة فرجينيا للعمل السياسي الإسلامي فإن عدد المسلمين في ولاية فرجينيا الأمريكية الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات ارتفع بنسبة 13% عن مثيله في 2005 م. وكانت الأغلبية الكبيرة من المسلمين البالغ عددهم 51 ألف ناخب في ولاية فرجينيا قد صوتوا للديمقراطيين.

ليست هناك إحصاءات من السنوات السابقة عن الناخبين المسلمين في ولاية ميريلاند ولكن حسب إحصاء أجري بعد الانتخابات بواسطة الجمعية الأمريكية الإسلامية ولجنة فرجينيا للعمل السياسي الإسلامي وجد أن هناك أكثر من 50 ألف ناخب مسلم في ولاية ميريلاند، وأن ثلاثة أرباعهم صوتوا في انتخابات السابع من نوفمبر النصفية، وغالبية كبيرة منهم صوتوا لصالح الديمقراطيين، حسب ما كشفته تلك البايانات. وتعكف الآن لجنة فرجينيا للعمل السياسي الإسلامي على جمع البيانات التصويتية في كل أرجاء الولايات المتحدة الأمريكية.

جمع البيانات عن المسلمين في الولايات المتحدة عملية جديدة نسبياً وغير دقيقة بل حتى أن تقديرات حجم الجالية يتراوح ما بين 1ـ 7 ملايين. ومع ذلك، تعكس البيانات المتوافرة حالياً والتي جمعها مسلمو الولايات المتحدة من الناشطين وأساتذة الجامعات أن المسلمين يتحركون بسرعة تجاه المشاركة السياسية.

"هناك تداخلات أكثر. مزيد من المسلمين يترشحون في الانتخابات السياسية وتصبح المراكز الإسلامية مراكز ناشطة للجالية، فمعظم المسلمين متداخلون في العملية السياسية"، كما يقول زاهد بخاري، مدير مشروع جامعة جورج واشنطن "مابس"، وهو مشروع بحثي طويل المدى عن المسلمين الأمريكيين الذين يتراوح عددهم بين 5.1 ـ 2 مليون من الناخبين المسلمين الأمريكيين المسجلين.

ويقول علي، الذي ولد أبواه في الهند وباكستان، إنه ينحدر "من أسرة كانت دائماً تدخل في مناقشات حول البيت، ولكنني وجدت أن كل أعضاء هذه الأسرة لديهم هذه الأفكار العظيمة، ولكن لم يصوت أي منهم أبداً. سوف أظهر هؤلاء الناس".

ابتداء من يناير، سيمثل علي المقاطعة (39) التي تكون على شكل حدوة حصان في مقاطعة مونتجمري. والمنطقة بها جالية متنامية من الوافدين حديثاً من جنوب آسيا وأمريكا اللاتينية، ويقول علي إنه يركز على كسب ود المهاجرين خلال حملته بسبب أنه يعتقد أنهم لم يصوتوا من قبل. هو يدعم منح تراخيص قيادة السيارات للمقيمين بغض النظر عن وضعيتهم القانونية ويؤيد رسوم التعليم المنخفضة داخل الولاية للشباب الذين يتخرجون من المدارس الثانوية بولاية ميريلاند، وهو يعارض بعض الفقرات في قانون باتريوت الاتحادي.

"أولوياته في مساندة المهاجرين عظيمة"، كما يقول كيم بروبيك مدير مجموعة حقوق المهاجرين،: "عندما قابلته قلت له كم أنا سعيد بأن أرى شخصاً مهتماً بشدة بشؤون المهاجرين".
في الحقيقة يجعل المرشحون للمناصب السياسية الدين جزءاً مهماً من هوياتهم السياسية، مثلما فعل مايكل ستيل ودوجلاس دونكان وبنيامين كاردين، حيث تكلم كلهم عن معتقداتهم الدينية أثناء حملاتهم الانتخابية.

ولكن الترشح للمسلمين يواجه تحديات. حذرت الشرطة أحد مواطني مدينة مونتجمري أثناء الحملة بعدما جلس خارج منزل علي يحمل علامة مكتوباً عليها عبارة: "الإسلام يثير الاشمئزاز".
تقول أماني جمال وهي أحد أساتذة العلوم السياسية بجامعة برنستون وتعمل مع مركز أبحاث بيو لعمل مسح للأمريكيين المسلمين، إنه بالرغم من أن الانخراط المدني في زيادة مستمرة إلا أن هناك تحولاً في التركيز من تأثير سياسة الشرق الأوسط على تقوية المؤسسات المحلية.

يقول مقيت حسين مدير لجنة العمل السياسي الإسلامي بفرجينيا إن المانحين المسلمين تبرعوا بمبلغ 200 ألف دولار للمرشحين في ولاية فرجينيا حيث كانت 40 ألف دولار في 2002م.
الحضور في الأحداث السياسية الموجهة للمسلمين أيضاً كان مرتفعاً، فأكثر من 600 مسلم حضروا حفل الغداء الخلوي للجمعية المدنية الإسلامية بفرجينيا هذا الصيف، وهو حدث يعقد لمرشحي الولاية الذين نما عددهم منذ تأسيسه في 2001م. وأكثر من 1300 شخص حضروا أمسية للمرشحين قبل أسابيع قليلة من الانتخابات في مسجد دار الهجرة في مدينة فولز تشيرش بولاية فرجينيا، حسبما ذكر حسين.

وفي ديسمبر الماضي شكل مجلس المسلمين في ولاية ميريلاند تكتلاً لمساعدة المرشحين عملياً وميدانياً ضمن أشياء أخرى. ومنذ الانتخابات كما يقول حسين وهو يتلقى مكالمات هاتفية من رتشموند وهاريسونبيرج وفريدريكبيرج ومن ولايات أخرى حيث يريد المسلمون أن يعرفوا كيفية تشكيل لجان عمل سياسية محلية.

"في هذه الانتخابات، نقول إننا رأينا مستوى من التعبئة والانخراط للمسلمين لم يحدث مثله من قبل"، حسبما ذكر إبراهيم رامي مدير إدارة الحقوق المدنية والإنسانية المنبثقة عن الجمعية الإسلامية الأمريكية في مؤتمر صحفي بعد الانتخابات النصفية التي جرت في 7 نوفمبر الماضي. ويقول بعض المراقبين إن المسلمين الناخبين أثروا بشدة على مجريات الانتخابات ذات التضمينات الوطنية الأمريكية: مثل جيمس ويب الديمقراطي عن مجلس الشيوخ الأمريكي لمقعد فرجينيا. والآن حيث يبدأ المسلمون في تشكيل طريقة تحول أصواتهم فإن الأفق يصبح أكثر تعقيداً، لأن المناقشات الساخنة بدأت تظهر كيف أن المساجد تلعب أدواراً بارزة في تنظيم المسلمين سواء بالتركيز على الحريات المدنية أو القضايا الاجتماعية والاقتصادية، وسواء سيظلون كتلة ديمقراطية كما فعلوا منذ 2004 م.

يقول حسين: "لا نريد أن نصبح انطوائيين ومتعصبين عقدياً أو أن نصبح مثل حارات اليهود كما حدث في الدول الأوروبية، أعتقد أن المجتمع المسلم يمكن أن يقوم بأعمال عظيمة من التركيز على القضايا الاجتماعية، آمل ونحن في مرحلة النضوج، أن نصبح قوة تطورية في القضايا الأخرى وليس فقط في الحريات المدنية".

ومنذ أن فاز عليّ بالسباق وهو مشغول للإجابة على هذه المطالب وتوجيه النصائح، فيقول "والذي أريد أن أقوله لهم هو: أعرفوا مجتمعكم جيداً وأعملوا بجد ولا تكونوا مرشحين لقضية واحدة ولا تدعوا أحداً يشوه صورتكم بأنكم مرشحون مسلمون".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف