عمرو موسى : عائد إلى بيروت بناء على طلب بري
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الموفد السوداني يؤكد قبول "حزب الله" اقتراحاته ويلمح إلى "سلّة" بكركي
أحـد المبـارزات بالحشـود ينتهي ببارقة المساعي العربية
النهار
هل بدأت "مرحلة الشارع" بالانحسار بعدما توجتها الجموع الضخمة امس في وسط بيروت وفي طرابلس على ضفتي الصراع الحاد؟
ربما كان من المبكر الجزم بهذا الاستنتاج في انتظار الايام القريبة وما قد تحمله من تطورات. لكن بارقة لاحت مع معلومات عن معاودة الوساطة العربية التي يضطلع بها الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في الساعات المقبلة.
وقد اتصلت "النهار" ليلاً بموسى الموجود في واشنطن، فأوضح لها انه أجرى اتصالات واسعة وكثيفة في شأن الوضع في لبنان شملت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ومسؤولين آخرين في الادارة الاميركية والكونغرس وبعض وجوه الجالية اللبنانية، كما اجرى اتصالات بكل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة. وكشف انه قرر قطع زيارته للولايات المتحدة والعودة الى بيروت غداً بعد ان يزور نيويورك اليوم للقاء الامين العام للامم المتحدة كوفي انان والامين العام المنتخب بان كي - مون.
ورداً على سؤال عما اذا كان بري قد ابلغ اليه امراً جديداً قرر العودة على اساسه، قال الامين العام: "انا لن احكم على شيء قبل ان ارى شيئاً امامي". وشدد على اهمية "ما سيعرض عليه"، مؤكداً انه سيعاود مساعيه بعدما تلقى معلومات عن تصاعد كبير للازمة وخصوصاً من حيث الشحن الاعلامي والسياسي في لبنان.
واكدت اوساط السنيورة ليلاً تلقيه اتصالاً من موسى اعلمه فيه بعودته الثلثاء الى بيروت، كما تلقى اتصالين من رئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي والمنسق الاعلى للسياسة الخارجية والامن المشترك للاتحاد الاوروبي خافيير سولانا. وقالت الاوساط ان البحث يتركز على تطوير افكار للخروج من الازمة على اساس سلة متكاملة واحدة تمثل موضوع الحكومة والانتخابات الرئاسية، متوقعة ان تبرز التفاصيل لدى زيارة موسى لبيروت. واوضحت انه اذا كانت القوى السياسية تبحث عن مخرج للازمة، فإن الفرصة ستكون سانحة خلال الزيارة.
سبع نقاط
وكانت "وكالة الصحافة الفرنسية" نقلت عن مصدر عربي مسؤول في الرياض ان الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله وافق على خطة اعدتها الجامعة العربية لحل الازمة السياسية في لبنان بين المعارضة والحكومة وهي "من سبع نقاط". وقال ان مبعوث الامين العام للجامعة الى لبنان مستشار الرئيس السوداني مصطفى عثمان اسماعيل الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للجامعة، تبلغ امس خلال وجوده في دمشق موافقة الامين العام لـ"حزب الله" على الاقتراحات التي قدمت اليه، وان المبعوث العربي نقل ذلك الى الرئيس السنيورة الذي طلب منه العودة الى بيروت.
وافاد النائب في "كتلة الوفاء للمقاومة" حسن فضل الله ان السيد نصرالله ابلغ فعلاً الى موفد االجامعة ان الحزب "يتعامل بايجابية مع اي مبادرة تتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية فيها الثلث الضامن"، وقال ان "القرار النهائي حول هذا الموضوع يتوقف على التشاور بين قادة المعارضة".
وفي حديث الى فضائية "العربية" ليل امس، قال مصطفى عثمان اسماعيل انه سيعود الى بيروت اليوم لمواصلة المساعي التي كلفه موسى القيام بها. واضاف انه حصل قبل مغادرته بيروت الاسبوع الماضي على "الموافقة المبدئية" للمعارضة على الورقة التي اقترحها وان السيد نصرالله طلب منه العودة اليه بموقف الطرف الآخر، فيما قالت الحكومة انها تريد ان تجري اتصالات واكد انه يسعى الى وقف التصعيد في الشارع وايجاد حل لمسألة "الثلث الضامن" وانه طرح اقتراحات "قبلت من الطرفين كما تم الاتفاق على الآلية بحيث يقبل الطرفان دعوة الرئيس بري الى طاولة المحادثات "لمناقشة كل القضايا بالتوازي". واعلن "ان هناك معادلة تمت الموافقة عليها من حيث المبدأ على ان تكون تشكيلة الحكومة 19 (للاكثرية) زائد 10 للمعارضة زائد واحد (مستقل) وهذا الواحد لا نريده ان يكون معطلاً لقرارات الحكومة او متمكناً من اسقاطها".
واشار الى انه يعمل على تذليل هذه العقبة تحديداً، ملمحاً ان الجوانب الاخرى موجودة في بيان المطارنة للموارنة الذي وافقت عليه قوى 14 آذار وقوى المعارضة، خصوصاً انه ركز الى جانب الثوابت على الانتخابات الرئاسية المبكرة.
الاحد الحاشد
هذه التطورات اعقبت احداً بلغتف يه تعبئة الشوارع ذروتها فيمبارزة بين الحشود الضخمة التي فاقت مئات الالوف في وسط بيروت وفي طرابلس.
وتميز مواقف الخطباء في وسط بيروت بكلمة النائب علي حسن خليل من كتلة الرئيس بري الذي نفى وجود اي اتجاه انقلابي عبر التحرك في الشارع داعياً الى اعتماد مبادرة بكركي "قاعدة للانطلاق نحو فتح باب حوار حقيقي لن يكون الا مع قيام حكومة وحدة وطنية".
اما نائب الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم فدعا الرئيس السنيورة الى اعلان استقالته ورفض "الوصاية الاميركية" وقال ان الاعتصام "لن يتوقف حتى تحقيق المشاركة الكاملة في حكم لبنان".
لكن العماد ميشال عون الذي خاطب الحشود من دارته في الرابية عبر نقل تلفزيوني مباشرة، لمح الى ان "هذه هي المناسبة الكبيرة الاخيرة التي نجتمع فيها"، مستدركاً ان "اجتماعنا في مناسبة ثانية لن يتسع للاعداد فالناس ستتمدد في شكل طبيعي والشريط الشائك لا يحمي السرايا". وحدد مهلة "لبضعة ايام وسنعلن بعد ذلك رفض هذه الحكومة رفضاً قاطعاً وسنطالب بحكومة انتقالية لاجراء انتخابات جديدة ومبكرة".
في المقابل، اتهم رئيس "كتلة المستقبل" النائب سعد الحريري المعارضة بأنها تريد لبنان "على صورة ريف دمشق وملحقاً بطهران". وخاطب الحريري من قريطم حشداً شعبياً ضخماً في معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس واصفاً الرئيس اميل لحود بأنه "عدو الدستور وعدوالشرعية" واكد ان "اميل لحود هو الذي سيسقط وليس فؤاد السنيورة".
السنيورة
وسط هذه المواقف تحدث الرئيس السنيورة الى المشاركين في مؤتمر "الصحافة تحت الحصار" الذي افتتحه امس الاتحاد العالمي للصحف و"النهار" في مجمع "البيال" في الذكرى الاولى لاستشهاد جبران تويني، وقال: "كونوا متأكدين من اننا سنخرج من هذه الازمة ومن هذه الشدة وقلت وأردد ان لا طلاق بين اللبنانيين ويدنا مبسوطة للجميع من اجل التلاقي".
واصدر السنيورة مساء بياناً علّق فيه على يوم التظاهرات التي شهدتها بيروت وطرابلس، فأكد ان "المتظاهرين عبروا في كل من بيروت وطرابلس وبقية المناطق عن آرائهم بحرية كل بطريقته وحسب اقتناعه، وان ذلك يدعونا الى التمسك بالنظام الديموقراطي اللبناني الذي يحفظ لكل الاطراف حرية التعبير عن الرأي على نحو يحترم حرية الآخرين". ودعا المعتصمين الى "العودة الى المؤسسات الدستورية لبحث القضايا الخلافية والتوصل الى حلول حقيقية لما فيه مصلحة جميع المواطنين ومصلحة الوطن.
واشاد بأفراد القوى الامنية من جيش وقوى امن داخلي "لقيامهم بواجبهم الوطني خير قيام وللجهد الكبير الذي يبذوله في صون حق الناس في التعبير الديموقراطي السلمي وحماية الممتلكات الرسمية والخاصة".