لبنان.. «وإن الحربَ أوّلها الكلامُ»
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الثلث الضامن أم الثلث الحاكم
عابد خزندار
أم حصان طروادة إيراني في لبنان أم نواة لامبراطورية فارسية تستخدم الملة والشارع المذهبي الغوغائي لتحقيق أهدافها بل كل ذلك أجمع ، وهم أي أتباع ايران حين يطالبون بالثلث الضامن فلكي يحولوا دون نزع سلاح حزب الله ولضمان إمدادات الأسلحة القادمة إليهم من سوريا ولتعطيل المحكمة الدولية، وحتى إذا وافقوا عليها الآن في خطوة تكتيكية، فسيعطلون تنفيذ قراراتها، وهم في نفس الوقت يطالبون بإجراء انتخابات حرة نزيهة ، ولكن هل سيقبلون نتائجها إذا لم تكن في صالحهم أم سينزلون مرة أخرى إلى الشارع لإسقاط الشرعية التي ثاروا عليها الآن أو على الأقل يطالبون مرة أخرى بالثلث الضامن ويسلبون إرادة الشعب؟
وإذا لم توافق الأكثرية على الثلث الضامن فهل سيهاجمون السراي كما هدد الجنرال عون ويسقطون الحكم بالقوة رغم ما في ذلك من إمكانية حرب أهلية إذا لم تقم فلن تقف إسرائيل متفرجة بل ستغزو لبنان وتدمره من جديد وفي هذه المرة سيؤيدها العالم الغربي ولن يتدخل مجلس الأمن هذه المرة لوقف الحرب خاصة وأن قراراته التي اتخذها بعد الحرب السابقة وبالذات القرار 1701الذي يقضي بنزع سلاح حزب الله لم تنفذ ، وفي نفس الوقت ستعود وتحتل الضفة الغربية للقضاء على حماس المتحالفة استراتيجيا مع ايران كما صرح اسماعيل هنية لدى زيارته لايران في 8 ديسمبر الماضي وقد لا تحتاج اسرائيل إلى غزو الضفة إذا قامت حرب أهلية بين حماس وفتح وهو أمر محتمل، وفي نفس الوقت تذكي نار الحرب الأهلية التي يشنها شيعة العراق وخاصة مقتدى الصدر الذي يملك 60 ألف جندي والذي تحالف أخيرا مع عبدالعزيز الحكيم وهو من أب ايراني وأم لبنانية وهناك حلف الآن بينه وبين حسن نصر الله الذي قضى 17 عاما من حياته بالنجف، ويقال إن ميلشيات الشيعة تدربوا في لبنان، وأيا كان الأمر فإن المنطقة ستتحول إلى أتون وقوده الأبرياء، وهو أتون لن يستطيع أن يخمده أحد .
ولكن هل هناك أي بصيص من الأمل لتجنب هذه الكارثة وهل تستطيع الجامعة العربية أن تتدخل تدخلا فعالا بعد أن عجز المطارنة اللبنانيون عن حل الحلف بين عون وحزب الله ؟
لا أظن بل إنني أخشى أن تمتد نار هذا الأتون إلى مناطق أخرى في العالم العربي لا سيما وأن الارهاب بدأ يستعيد عافيته في الجزائر والطالبان أصبحوا يحتلون الآن نصف أفغانستان، وقد لا تكون هناك علاقة بين ايران وما يحدث في الجزائر أو أفغانستان ولكنه يعني أن كل المنطقة من شرق المتوسط إلى قلب آسيا ستكون مشتعلة، وقد قال البطريرك الماروني نصر الله (وهو بالطبع لا يمت بالقرابة إلى حسن نصر الله): إن الحرب أولها الكلام وتكملة البيتين هي:
أرى خلل الرماد وميض نار
وأخشى أن يكون لها ضرام
فإن النار بالعودين تذكى
وإن الحرب أولها الكلام
ويبدو أن الكلام قد تحول إلى ضرام .