دبي تلعب دوراً متزايد الأهمية على المسرح العالمي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
رولا خلف ـ الفايننشال تايمز
الطموحات العالمية "الاستثمارية" لدبي ظلت منذ فترة من الوقت، تغذي آلة تفريخ الإشاعات: كانت في يوم من الأيام متهمة بأن لديها رغبة في شركة الموسيقى "إي.إم.آي" EMI، وفي يوم آخر قيل إنها كانت ترغب في رفع حصتها في "ستاندر تشارتر"، أو شراء مبنى يعتبر معلماً من معالم لندن.
لم تعلق "استثمار" على الشائعات التي تنطلق في السوق، لكن الضجة التي تحدثها هذه الذراع "الاستثمارية" للحكومة توضح بروز دبي مستثمرا لا يشق له غبار.
"استثمار" التي مضى على إنشائها ثلاث سنوات، هي أحد ثلاثة مواعين أنشأها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي، قناة لتحويل بعض المدخرات المحلية إلى الخارج وتنويع الدخل مستقبلا.
ووظفت هذه الشركة 2.5 مليار دولار في صفقات شملت حصة نسبتها 2.7 في المائة في بنك ستاندر تشارتر في المملكة المتحدة. وهي تمتلك 2.3 في المائة في "تايم وورنر" من خلال كمبيالات اشتراك قيمتها مليارا دولار، ولديها أيضا حصة في شركة الخدمات المالية "بيريلا وينبيرج بارتنرز".
ووفقا لديفيد جاكسون، الرئيس التنفيذي للشركة، تخطط "استثمار" لإنفاق ما يرواح بين 800 مليون دولار ومليار دولار سنويا. وقال: "القيام بكل ذلك في ظرف سنة واحدة يعتبر عملاً شاقاً. يتعين علينا أن نجد الفرص".
ربما أكثر ما عرفت به "استثمار" هو امتلاكها مباني شهيرة - بما في ذلك مبان تعتبر من المعالم البارزة في بارك أفنيو في نيويورك. وتركز استراتيجية الشركة على أربعة قطاعات: العقارات، السلع الاستهلاكية، الصناعة، والخدمات المالية.
ويقول جاكسون: "ربما بدا للناس أننا نشتري معالم تذكارية، لكننا لم نفكر فيها بهذه الطريقة. نحن ننظر إلى العائد من ورائها وهل هو معقول أم لا. نعتقد أن المباني لها مقدرة فائقة على إيجاد التدفقات النقدية".
واستراتيجية دبي لتعويض احتياطيات النفط المتضائلة هي أن تصبح المركز التجاري والمالي في المنطقة، وأن تجتذب الدولارات من الدول المجاورة الغنية بالنفط.
وشجع الشيخ محمد المنافسة بين الشركات التابعة للحكومة. و"استثمار" جزء من مجموعة دبي العالمية، التي تتنافس مع "دبي القابضة" المؤلفة من مجموعة من الشركات ولديها ذراعان استثماريتان - "دبي إنترناشونال كابيتال" ومجموعة دبي العالمية. واكتشفت "استثمار" و"دبي إنترناشونال كابيتال" أنهما تقدمتا بعرضين هذا العام لشراء "دونكاسترز" Doncasters وهي مجموعة تعمل في مجال تصنيع المكونات الهندسية في المملكة المتحدة. وفازت "دبي إنترناشونال كابيتال" بالصفقة.
ويضيف جاكسون: "ما فعلته الحكومة هو أنها خلقت بيئة صالحة لانتعاش العمل التجاري - لذا ماذا يحول دون انتعاش أكثر من مجموعة من الأفراد ممن يسعون لتحقيق هذا الهدف بطرق تختلف قليلاً؟"
وعلى الرغم من أن "استثمار" تعمل مثل شركة أسهم خاصة private equity، إلا أن رأس مالها كما يقول جاكسون: "طويل الأجل نوعاً ما" و"أكثر صبراً". وهي تنظر إلى الإعلام وإلى الرعاية الصحية في جانب قطاع الاستهلاك، وفي التجزئة. وتهتم أيضاً بأسعار الفائدة في المصارف التجارية في الاقتصادات النامية. كذلك تأتي منتجات المباني والطيران والفضاء ضمن شاشة رادار الشركة.
وبنوك الاستثمار التي اندفعت إلى دبي لإنشاء مكاتب إقليمية لها، أصبحت تعرض الصفقات على "استثمار". ويقول جاكسون إنه تلقى مكالمات من شركات أسهم خاصة تريد البحث في إمكانية التعاون معه: "إنهم ينظرون إلينا قبلة لأنظارهم ويضعون حساباتهم على هذا الأساس".
ولم تهمل "استثمار" أنحاء الشرق الأوسط الأخرى. وتشمل محافظها الاستثمارية الإقليمية عقارات وأصول خدمات مالية.
والأهم من ذلك، أنها تسعى لتوفير المال من المستثمرين في منطقة الخليج. ويقول جاكسون: "كلنا دهشنا وفرحنا، لمقدار السيولة في المنطقة وتم دفعنا من قبل المستثمرين الذين يقولون: هلا تقومون بإنشاء صندوق لنا. لكننا قاومنا ذلك في البداية. والآن ننظر إلى سبل لإدخال مستثمرين آخرين".
لكن بعض المحللين يحذرون من مخاطر تكمن في تحويل ذراع "استثمار" حكومي إلى شركة أسهم خاصة، أو شركة إدارة أصول. ويقولون أن المستثمرين ربما يكون لديهم اعتقاد خاطئ بأن حكومة دبي ستنقذهم إذا خسرت الصفقات، بينما يتساءل آخرون هل الدخول في هذه الاستثمارات يتم لأنها تأتي ضمن استراتيجية أشمل وضعتها دبي؟
ويطرح جاكسون هذه المخاوف بعيداً قائلاً: "كان هناك مستشارون يقولون إننا لا نستطيع القيام بذلك ويتعين علينا أن نعمل من نيويورك أو لندن، ويتساءلون كيف يمكننا اجتذاب ذوي الخبرة والكفاءة للعمل في دبي. ولا يزال لدينا عمل كبير ينبغي أن ننجزه، لكننا اكتسبنا سمعة باعتبارنا لاعبا يتمتع بالصدقية".