جريدة الجرائد

بريطانيا ووقف الحديث عن ’’الحرب على الارهاب’’

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك


جاسون بورك - الاوبزرفر


طلبت وزارة الخارجية البريطانية مؤخراً من وزراء الحكومة الكف عن استخدام عبارة "الحرب على الارهاب" وغيرها من المصطلحات التي تعتبر مثار غضب للمسلمين البريطانيين، والتي من شأنها ان تزيد من شدة التوتر في العالم الاسلامي على المدى الأوسع.

ويشكل هذا التحول علامة بارزة في التفكير السياسي البريطاني فيما يتعلق بالاستراتيجية ضد التطرف، كما ويظهر الفجوة المتزايدة بين الطريقتين البريطانية والاميركية في التعامل مع المشكلة المستمرة لتنامي النزعة الاسلامية المتطرفة. وتأتي وسط عدم توافق بات يتضح بازدياد بين الرئيس جورج بوش وتوني بلير حول سياسة الشرق الاوسط.

وفي الأثناء، رحب خبراء بهذه الخطوة القاضية بالتخلي عن استخدام واحدة من العبارات التي حددت اكثر ما يكون نوع النقاش المتعلق بالتطرف الاسلامي، لكنهم وصفوها بانها "جاءت متأخرة".

وقال ناطق بلسان وزارة الخارجية البريطانية ان الحكومة ارادت ان "تتجنب تعزيز رواية الارهابيين وتقديم المساعدة لهم عبر استخدام لغة يكون من شأنها اذا ما عزلت عن سياقها أن تكون ذات نتائج عكسية". وتم إرسال نفس الرسالة الى الدبلوماسيين البريطانيين والمتحدثين الرسميين باسم بريطانيا حول العالم. واضاف الناطق "إننا ننوي تعزيز المحافظة على القيم المشتركة كطريقة لمواجهة الارهابيين".

وكان عدة سياسيين ومسؤولين بريطانيين متخصصين في مكافحة الارهاب قد ابدوا عدم ارتياحهم من استخدام مصطلح "الحرب على الارهاب" الذي أخرجه البيت الابيض في اعقاب هجمات الحادي عشر من ايلول(سبتمبر)، قائلين بأن ذلك المصطلح قد حمل نذر اشعال أزمة في كافة انحاء العالم.

وقال ناقدون آخرون انه تعبير "عسكري" جدا، وانه لا يصف بصورة مناسبة طبيعة الجهود المتنوعة التي بذلت للتصدي للتهديد الجديد.

وفي غضون ذلك شددت اليزا ماننغهام - بوللر، رئيسة جهاز "ام اي فايف" مؤخراً على ان التهديد ينبع من تنامي التطرف في صفوف الشباب المسلم البريطاني.

ويعتقد مسؤولو الوايت هول ان اعضاء الميليشيات يستخدمون مفهوم الحرب والأزمة و"صدام الحضارات" لتجنيد مؤيدين. وهكذا، فان استخدام عبارات ومصطلحات مثل "الحرب و"الحرب على الارهاب" او "المعركة" يمكن ان تأتي بنتائج عكسية.
ومع أن أياً من رئيس الوزراء توني بلير أو مارغريت بيكيت وزيرة الخارجية لم يستخدم مصطلح "الحرب على الارهاب" في اي كلمة رسمية منذ حزيران(يونيو) الماضي، فان الرئيس بوش يستمر في توظيف هذا المصطلح بكل حرية.

وقد تحدث الرئيس الاميركي عن آماله السابقة في ان يصبح العراق "حليفا في الحرب على الارهاب". وكان يتحدث خلال مؤتمر صحافي مشترك مع بلير في واشنطن يوم الجمعة قبل الماضي.

وفي الغضون، قالت ناطقة بلسان وزارة الخارجية الاميركية مؤخراً لصحيفة الاوبزيرفر انه لا مجال للتراجع عن قرار استخدام المصطلح "فهو عبارة الرئيس، وذلك شيء جيد بشكل كاف بالنسبة لنا".

ويوجد موقع الكتروني تابع للبيت الابيض يضم صفحة مكرسة لشرح مفهوم "الحرب على الارهاب"، وهو المصطلح اللغوي الذي يفضل البنتاغون - وزارة الدفاع - استخدامه، بالاضافة الى تنظير حول كيفية احراز النصر في تلك الحرب.

وكان الرئيس بوش قد قارن في نيسان(ابريل) الماضي من هذه السنة ما بين "الحرب على الارهاب" والحرب الباردة في كلمة رئيسية له.

وفي الغضون، لا تتقيد كافة الشخصيات الحكومية البريطانية بالنصيحة الصادرة عن قسم وزارة الخارجية الذي يتعامل مع وحدة العالم الاسلامي في الوزارة. ففي مقال له في صحيفة صن نشر مؤخراً، اشار غوردون براون وزير المالية الى ان "شرطتنا وقواتنا المسلحة تقف في الخط الاول من جبهة الحرب على الارهاب".

وإلى ذلك، قال هيندل، الخبير في معهد الخدمات المتحدة الملكية "ان احدى المشاكل تكمن في حمل كافة اقسام الحكومة على التقيد (بالتعليمات الجديدة)، وما اذا كانت وزارة الداخلية ستحذو نفس الحذو، فإن ذلك أمر متروك للوقت. كما أن لكل الساسة اجنداتهم الخاصة".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف