الحريري: إذا أراد حزب الله أن يكون شريكاً في الوطن عليه أن يوافق على المحكمة الدولية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الحريري: أبلغت نصرالله معلومات بأن أي عملية خطف ستؤدي الى حرب شاملة على البلد
"أنا خائف على لبنان من إسرائيل وإيران وسوريا لأن كل طرف يريد شيئاً منه"
أعلن رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري أنه أبلغ الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، قبل خمسة أيام من اختطاف الجنديين الإسرائيليين وبعد وقوع عملية الغجر، معلومات أميركية ـ أوروبية مفادها أن أي عملية خطف لأي جندي إسرائيلي ستؤدي الى حرب شاملة على لبنان، معتبراً أنه لو لم تقع عملية الخطف لما قامت إسرائيل بعدوان تموز". وأشار الى "أن إيران تنفذ الخريطة الأميركية لتقسيم الشرق الأوسط، أما نحن فنريد شرق أوسط عربياً، لا شرق أوسط إيرانياً ولا شرق أوسط أميركياً".
وأكد انهم "قتلوا رفيق الحريري لينقضوا على لبنان، وما نشهده اليوم هو تكملة لمشروع اغتيال رفيق الحريري"، متسائلاً: "لماذا يرفض حزب الله الموافقة على المحكمة الدولية، وهو يقول إن إسرائيل هي التي قتلت رفيق الحريري، ألا يريد الحزب محاكمة (ايهود) أولمرت و(ارييل) شارون؟". وقال: "نحن لا نناقش الحزب في تفاصيله ولا الموعد الذي حدده للاشتباك مع إسرائيل، ولا عن مصدر السلاح، ولا في كيفية دخوله، لا عن مصدر المال ولا عن طريقة ايصاله لكن إذا أراد أن يكون شريكاً في الوطن ويهمه معرفة من قتل رفيق الحريري عليه أن يوافق على المحكمة الدولية".
وكشف أنه حاول في شهر رمضان أن يلتقي نصرالله "لكن الجواب كان سلبياً"، لافتاً الى أن الاتصالات مع الرئيس نبيه بري "لم تنقطع حتى الآن".
ورأى "ان اللبنانيين بين سيفين، السيف الإسرائيلي وهو العدو التاريخي، ولسوء الحظ النظام السوري الذي قرر أنه لا يريد أن يكون عنده ـ ومنذ أن اتخذ قراراً بقتل رفيق الحريري ـ حلفاء بل أحزاب تقول لهم "نعم" من دون أي حوار". واعتبر أن "من يريد ان يتهجم على 14 آذار ويقول عنها إنها منتج إسرائيلي، عليه ألا يركض في الوقت نفسه ليقيم صلحاً مع إسرائيل حتى من دون مناقشة وضع الجولان"، معرباً عن "خوفه على لبنان، من إسرائيل وإيران وسوريا، لأن كل طرف يريد شيئاً منه".
كلام النائب الحريري جاء في حديث خاص وشامل أدلى به لصحيفة "الوطن"العمانية في ما يأتي نصه:
من يحكم لبنان اليوم في ظل تجاذبات غامضة، بين معارضة تريد كل شيء، وأكثرية متهمة بأنها لا تعطي شيئاً؟
ـ اليوم، يوجد مشروعان في البلد، الأول يركّز على إقامة دولة يكون فيها كل اللبنانيين شركاء، بكل معنى الكلمة، في كل الأمور الحياتية والمعيشية والمصيرية. والثاني يريد إبقاء دولة ضمن الدولة، وعدم المشاركة في الدولة الحقيقية وهنا أقصد "حزب الله". نحن نملك مشروعاً واضحاً منذ استشهاد رفيق الحريري يطالب بالسيادة والاستقلال والحرية وأن يكون لدينا علاقات مميزة مع كل العالم، وليست محصورة بسوريا وإيران. نحن لسنا ضد العلاقات معهما ولكن لا تكون على حساب المصلحة اللبنانية العليا، وهذا هو الفرق الأساسي بين المشروعين.
لكن المراقبين يرون أن المشروعين غير لبنانيين ـ الأول أميركي ـ فرنسي أو بالأحرى غربي والثاني سوري ـ إيراني؟
ـ ما هو مشروع أميركا في لبنان؟ نحن نقول إن ما يحصل يؤدي الى فتنة، لكننا نسأل، من يقوم بالاغتيالات؟ ومن يعمل للمشروع الأميركي لو كان قائماً؟. من اغتال الرئيس الحريري، وجبران تويني، والآخرين؟، من وضع 11 انفجاراً في المناطق المسيحية؟، من خرج في 8 آذار وشكر سوريا، وعلام شكرها، هل على اغتيال رفيق الحريري، أم على الفساد الذي تركته في لبنان؟ نحن قلنا منذ البداية إن هناك مشروعاً أميركياً وآخر إيرانياً لكننا نرفض الاثنين، لقد جلنا العالم ندافع عن سلاح "حزب الله" فهل يريد الأميركيون هذا السلاح؟ وهل كانوا يريدون نبيه برّي رئيساً للمجلس النيابي، وهل كانوا يريدون أن يدخل "حزب الله" الى الحكومة؟ لم تكن مطالب أميركية، لكننا رأينا أن هناك مصلحة وطنية لها. هل أراد الأميركيون أن نتحالف مع "حزب الله"؟ نحن نقول إن سوريا وإيران كانا يرفضان المصالحة بين المسلمين والمسيحيين. من هنا فإن مشروعنا هو مشروع مصالحة وطنية داخلية.
المشروع الإيراني
ماذا يريد المشروع الإيراني من لبنان؟
ـ هو يريد أن يحكم، بالمعارضة عن طريق تحويلها الى ورقة لمصلحة إيران للوصول الى نفوذ كبير في لبنان وفلسطين والعراق وسوريا. ومن يقرأ يعرف أن هناك خارطة أميركية لتقسيم الشرق الأوسط. نحن نسأل من يعمل على تنفيذ الخريطة اليوم، الأميركيون أم إيران؟ من يقسّم العراق الأميركيون أم إيران؟ من يقسّم الفلسطينيين، الأميركيون أم إيران وسوريا؟ وفي أفغانستان؟.
هل هذا يعني أن إيران تنفذ الخريطة الأميركية لتقسيم الشرق الأوسط؟
ـ بشكل ما.
لماذا لم تعتصم الأكثرية وتركت الساحة خالية وهو الأمر الذي استغلته المعارضة معتبرة نفسها الأكثر عدداً وصاحبة الشعبية الأكبر؟
ـ نحن لم ننزل الى الشارع لأن لدينا ايماناً أنه إذا صار هناك اعتصام بوجه اعتصام ـ وهو ما يريده الإسرائيلي والنظام السوري ـ تقع الفتنة الداخلية بعد مشكلة مفتعلة من الإسرائيلي أو السوري، من هنا ارتأينا أنهم يعتصمون في بلد ديموقراطي وهذا مسموح ولن نحتج، لكننا ضد العنف في التظاهرات وهو ما وقع في الطريق الجديدة، وبشامون، وإغلاق طريق المطار وهو ما يعتبر شغباً وليس تظاهراً. نحن مع التظاهر السلمي وهذا حقهم، لكننا قلنا لهم إن هذه الحكومة باقية ولن تسقط في الشارع، هناك دستور وبرلمان نناقش فيه الأمور كلها، وهناك حوار يمكن العودة إليه على أن يكون جدّياً وغير مبني على أجندات خارجيّة.
كيف تنظرون الى الحشود المقابلة للسرايا الحكومية؟
ـ إنها حشود منظمة.. و"حزب الله" منظّم وينفذ اعتصاماً ديموقراطياً، هذه الحشود تبدي آراءها. نحن نرى أن من الحرام أن يمرّ لبنان بهذه المرحلة، لأنه لم يرتح بعد من مرحلة ما بعد العدوان الإسرائيلي الأخير عليه. هم يطالبون بالمشاركة بالثلث الضامن أو المعطّل أو المشارك، لكن هناك وقائع، فمجلس الوزراء أقر 2867 مشروع قرار بالإجماع، ما عدا القرارين المتعلقين بالمحكمة الدولية، فلماذا يحصل ذلك؟.
المشكلة الدستورية
أنتم الآن أمام مشكلة دستورية أوجدها برأيكم رئيس الجمهوريّة، فكيف تتصوّرون الحل الذي قد يرضي الطرفين؟
ـ نحن نرى أنّ لبنان لا يُحكم بمنطق الغالب والمغلوب، نحن لسنا ضد المشاركة وهناك أفكار وُضعت، ومنها ما جاء به أمين عام الجامعة العربية عمرو موسى، ومن المفروض أن توافق عليها المعارضة كلها، ولا تقول كما يحصل الآن إنها تريد الثلث الضامن أو تخرّب البلد، ما هذا المنطق؟ وأين المخالفة الدستوريّة في الحكومة؟ وهل تصبح الحكومة لا دستورية إذا ما تركتها غداً الطائفة الأرمنية أو غيرها؟.
لكن هناك بند في الدستور يقول إنّ كل صيغة تخالف صيغة العيش المشترك هي غير دستوريّة؟
ـ هل تعني هذه الصيغة أنّ من المسموح لفئة من طائفة معيّنة أن تكون مدجّجة بالسلاح؟ ألا يخالف هذا العيش المشترك ويخالف امتلاك السلاح مقدمة الدستور؟ نحن نمثل الثلثين زائد واحد في الحكومة، ونصوّت كأكثريّة على أربعة قرارات: الموازنة، تعيينات الفئة الأولى، الاتفاقيات الدوليّة وعلى قرار الحرب والسلم. نحن اليوم أمام وضع اتخذ فيه حزب يمثّل خُمس الحكومة قراراً بإدخال لبنان في الحرب، ما هذا المنطق؟.
نصيحة لنصرالله
يقال إنك قدّمت نصيحة لأمين عام "حزب الله" السيّد حسن نصرالله بعدم الإقدام على أي عمل تصعيدي قبل أسبوع من اختطاف الجنديين الإسرائيليين؟
ـ لقد قدمت النصيحة قبل خمسة أو ستة أيام.
ما حقيقة الرسالة أو النصيحة؟
ـ لقد بعثت له برسالتي، الأولى بعد عملية الغجر التي وقع ضحيتها خمسة شهداء من "حزب الله". يومها كانت هناك رسالة واضحة عبر الأميركيين والأوروبيين مفادها أنّ أيّ عملية خطف لأي جندي إسرائيلي ستؤدي إلى حرب شاملة على لبنان. وقبل خمسة أيام من اختطاف الجنود كنا نناقش الوضع الفلسطيني وشرحت له عن جنون أولمرت ومدى تعصّبه وتطرّفه، وقلت له إنه أكثر تطرفاً من شارون وحذرته من هذا الموضوع، وشدّدت أمامه على أنّ عملية الخطف التي حصلت في غزة كانت خطأ، لأنها أوصلت إلى الوضع الذي نحن فيه بحيث ضاعت القضية الفلسطينية وتحوّلت إلى اقتتال فلسطيني داخلي وأصبحت القضية الفلسطينية هي إجراء مصالحة بين "فتح" و"حماس".
ماذا كان ردّ السيد نصرالله؟
ـ قال إن هناك ظلماً وقع على الفلسطينيين وهذا صحيح، ولكن علينا كقيادات سياسيّة أن نكون مسؤولين عن الشعب.
برأيكم لو لم يختطف "حزب الله" الجنود الإسرائيليين، هل كانت إسرائيل ستقوم بالعدوان؟
ـ كلا.. لو لم تقع عملية الاختطاف، لما وقع اعتداء تموز.
الحزب يقول إن عملية الخطف قدمت موعد العدوان الذي كان مقرراً في شهر تشرين الثاني الماضي؟
ـ هذا ما قيل أثناء العدوان، لكن منذ عشرة أيام قالوا إن هناك أشخاصاً من 14 آذار شجعوا الأميركيين على "حزب الله". نحن نقول لـ"حزب الله" إن عليه أن يحدّد ماذا يريد. إلى ذلك نريد أن نعود إلى التاريخ، عندما اجتاحت إسرائيل لبنان في العام 1982 دخلت إلى لبنان بـ120 ألف جندي، فلو كانت إسرائيل قررت محاربة لبنان سلفاً لما كان المجتمع الدولي تحرّك بالشكل الذي تحرك فيه، ولا الأميركيون الذين أحرجوا، نتيجة للمعركة الديبلوماسية التي قام بها الرئيس (فؤاد) السنيورة ولما كان العرب تحرّكوا.
لكن إسرائيل دمّرت لبنان بشكل شامل؟
ـ هذه إسرائيل، فهل نفاجأ، من عدو، أو من صديق؟ فمتى تصرّفت إسرائيل مع العرب بطريقة منطقية؟ لقد أحرقت غزة بعد اختطاف الجندي، فكيف نرى ما يحصل في غزة ونقوم بخطوة مماثلة؟. اليوم وقعت الحرب وكنا انتقدنا الحرب في بدايتها، لكن خلال الحرب سعينا الى وقف إطلاق النار والاجتياح الإسرائيلي، ووقف عمليات الخرق التي تعرض لها الجنوب والضاحية، وقتل الأطفال وتدمير البنى التحتية، لأن لبنان وحده سيدفع الثمن مهما وصل من مساعدات.
هل يتفق اللبنانيون كلهم على أن إسرائيل هي العدو الاستراتيجي برأيكم؟
ـ بالتأكيد.. ولكن في الوقت نفسه هناك نظام سوري اضطهد جزءاً كبيراً من اللبنانيين وقرر إبادته مع قياداته وهو يقوم بذلك. لذلك اللبنانيون بين سيفين، السيف الإسرائيلي وهو العدو التاريخي، ولسوء الحظ النظام السوري الذي قرر أنه لا يريد أن يكون عنده ـ ومنذ أن اتخذ قراراً بقتل رفيق الحريري ـ حلفاء بل أحزاباً تقول لهم "نعم" من دون أي حوار.
العلاقة بسوريا
الى متى سيستمر هذا العداء مع النظام السوري؟
ـ نحن لسنا اعداء لسوريا، فبعد الانتخابات قام الرئيس فؤاد السنيورة بزيارته الاولى الى سوريا، وفي لجنة الحوار الوطني قررنا ان يكون هناك علاقات ديبلوماسية مع سوريا. نحن قمنا بواجباتنا، لكنهم رفضوا العلاقات الديبلوماسية وترسيم الحدود، وتهكموا وتهجموا على الرئيس فؤاد السنيورة، وشتموا قوى 14 آذار. من قال بعد الحرب: "ان قوى 14 آذار هي منتج اسرائيلي"؟ ومن يعادي من؟
كيف السبيل لاعادة الامور الى طبيعتها؟
ـ نحن نريد علاقات ديبلوماسية وترسيماً للحدود بمعزل عن التحقيق، لان ترسيم الحدود بين البلدين يعني ان النظام السوري اعترف بالكيان اللبناني لانه حتى الآن لا يريد ذلك.
في هذه اللحظة، هل ان سعد رفيق الحريري بات متأكداً من ان النظام السوري اتخذ القرار بقتل رفيق الحريري؟
ـ هذا ما قاله تقرير (ديتليف) ميليس، وما اكده (سيرج) براميرتس، الذي شدد على اكمال ما بدأه الاول. وميليس هو محقق من الامم المتحدة ولديه طريقة تحقيق مختلفة عن براميرتس وهو من اتهم النظام السوري. وعلى كل حال نحن بقينا صامتين تجاه هذا الموضوع الى لحظة قرر فيها الرئيس بشار الاسد ان يسمّي قوى 14 آذار منتجا اسرائيليا.. فمن يريد ان يتهجم على 14 آذار ويقول عنها ذلك، عليه ألا يركض في الوقت نفسه ليقيم صلحاً مع اسرائيل حتى من دون مناقشة وضع الجولان.
اين اخطأ سعد الحريري وأين أصاب؟
ـ لدي مستشارو الوالد وهم بقوا معي، لقد اخطأنا برفضنا المبادرة السعودية الاولى واعتذرت امام الصحف والتلفزيون. اما اليوم فنحن نرسم سياستنا على اساس مصلحة لبنان العليا، ولا مصلحة اخرى، وكل الكلام عن دور اميركي يبقى كلاماً. صحيح ان اميركا ساعدتنا على اخراج الجيش السوري من لبنان ونحن نشكرها، لكن اذا اخطأت في فلسطين او العراق، نقول لها ذلك. اما في موضوع المحكمة الدولية فقد ساعدنا الجميع، اميركا، روسيا، الصين، فرنسا، وكل الدول الغربية والعربية، قطر صوّتت على المحكمة الدولية، فلماذا اتهام اميركا عندما يصدر القرار عن مجلس الامن؟ ألم تصوّت روسيا والصين وهل باتا تابعين لاميركا، ام ان سوريا تريد ان تجعل من لبنان محافظة سورية؟.
اذاً المشكل لبناني ـ لبناني؟
ـ نحن لا نتلقى دعماً مالياً ولا سلاحاً من اميركا، هم يتلقون ذلك من سوريا وايران. كل ما يعطيه الاميركيون هو الدعم، لقد اختلفنا معهم في الحرب، لقد استعملنا كل علاقاتنا مع فرنسا لاحباط قرار ضد لبنان، لو كنا متآمرين لوافقنا على البند السابع.
ما صحة الوثيقة التي عرضها "حزب الله" على قناة "المنار" والتي تقول عن تسليم سلاح "حزب الله" مقابل وقف اطلاق النار؟
ـ هذه إدانة لهم، لانني كنت حريصاً على ان يعرف "حزب الله" الجو الخارجي عندما كنت اقوم بالجولات وذلك لبناء سياسته ومواقفه، وقد رد المستشار الاعلامي على ما ورد. الى ذلك هو لم يقرأ الملاحظة الموجودة في اسفل الصفحة، وهي ان وزير خارجية ايران كانت لديه ملاحظات على موضوع مزارع شبعا وهو ما قاله الرئيس السنيورة بأن ايران ترفض الانسحاب من المزارع.
مشكلة المحكمة الدولية
ما دامت المعارضة موافقة من حيث المبدأ على المحكمة الدولية أين المشكل؟
ـ المعارضة موافقة من حيث المبدأ، لقد وصلنا الى مرحلة معينة، منذ قلنا في 12/12/2005 اننا نريد انشاء محكمة دولية وكنا بحثنا ذلك مع "حزب الله" قبل فترة طويلة، لكن عندما قررنا ذلك في مجلس الوزراء، انسحبوا منه لمدة سبعة اسابيع فلماذا انسحبوا؟ من المفروض ان يوافقوا على المحكمة؟ هم يقولون ان رفيق الحريري كان صديقهم يدافع عنهم وقد شرّع المقاومة وهو رجل عروبي وقومي وكانت له مكانته في البلد، ألا يستحق هذا الرجل ان تنشأ من اجله محكمة ذات طابع دولي؟ هم يتحدثون عن تفاصيل، اية تفاصيل؟ لقد بقينا 11 شهراً نقود مباحثات مع الامم المتحدة ويملك الحزب كل التفاصيل، فليكفوا عن هذا التذاكي وعن محاولة تضليل الرأي العام بالاظهار وكأن ليس لديهم معلومات. ما هي التفاصيل التي يريدونها؟ ألم يقولوا ان اسرائيل قتلت رفيق الحريري؟ ألا يريدون ان يُحاكم شارون واولمرت والعسكر الاسرائيلي؟ هم يوافقون من حيث المبدأ، لكنهم في الحقيقة يريدون ان يماطلوا ويماطلوا ويماطلوا لنسف المحكمة. نحن نقول لهم اليوم ان المحكمة آتية لا نريد ان "تمننونا ولا نُمَننكُم" نحن لم نناقشكم في تفاصيل سلاح "حزب الله" ولا في الموعد الذي حددتموه للاشتباك مع اسرائيل، ولا في كيفية دخول السلاح ولا عن مصدره، ولا في مصدر اموالكم ولا كيف تصل اليكم، لكن اذا اردتم ان تكونوا شركاء في الوطن ويهمكم معرفة من قتل رفيق الحريري يجب ان توافقوا على المحكمة الدولية لا ان تعملوا على انقاذ النظام السوري وهو ما يظهر، خصوصاً وان روسيا قامت بالتعديلات التي تحمي بشار الاسد ومن حوله، الا اذا كنتم لا تريدون المحكمة الدولية ولا ايقاف مسلسل الاغتيالات.
هم يخافون ان تطال المحكمة الدولية امين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله؟
ـ لقد مر على التحقيق سنة وثمانية اشهر ولم يمثل امامه اي مسؤول من الحزب، هذه حجة أقبح من ذنب.
كيف تقرأون السياسة الاقليمية والدولية المحيطة بلبنان وهناك كلام في ظل صراع الشرق الاوسط الاسلامي الذي تتحدث عنه طهران، وبين الشرق الاوسط الجديد الذي شاع في الآونة الاخيرة والذي تريده واشنطن؟ كيف تقوّمون هذا الصراع المحتدم اليوم؟.
ـ نحن نريد شرق أوسط عربيا مبنيا على العروبة، والجامعة العربية مع ضرورة أن يكون هناك تعريف جديد للعروبة، وهي عروبة الانتماء والإنماء والحداثة والعلم والثقافة والحرّية والأمن والانفتاح الاقتصادي عن طريق إنشاء أسواق مشتركة، ونرفض الشرق الأوسط الإسلامي التابع لايران والشرق الأوسط الجديد التابع لأميركا.
أنتم كقوى 14 آذار متهمون بأنكم كل يخاطب جمهوره وطائفته ألا تخشى أن يسقط لبنان في فخ الدويلات إذ حتى الآن لم تقولوا للناس أي لبنان تريدون، وعلى أي أرضيّة ستبنون تلك الدولة؟
ـ نحن واضحون جداً، نريد لبنان بلداً عربياً مستقلاً ذا سيادة، وعضواً فاعلاً في محيطه ولديه علاقات ديبلوماسية مع كل الدول، ما عدا إسرائيل، ولديه انفتاح على كل المستويات. اليوم لبنان يشكل مركزاً سياحياً واستثمارياً لكل العرب، ولهذا نريد أن نطبق القرارات الدولية التي تحمي لبنان من إسرائيل التي تريد أن تعتدي عليه، وفي هذا الشأن صدر القرار 1701 الذي يمنع هذا الاعتداء مع التأكيد اننا نريد تحرير مزارع شبعا وتحرير الأسرى وبانتظار الحل الشامل المبني على مبادرة الملك عبدالله التي أعلنها في بيروت في مؤتمر القمة العربية في العام 2002، كما نسعى الى أن يعيش الفلسطينيون بكرامة بانتظار تطبيق قرار حق العودة.
هل تعتقد ان المحكمة الدولية بوضعها الحالي تسمح بملاحقة مسؤولي "حزب الله"؟.
ـ كلا.
أين هو البطل المنقذ الذي سيخلّص لبنان؟.
ـ كلنا أبطال عندما نوحّد لبنان.
السياسي أياً كان يعمل للانتخابات المقبلة، أما الزعيم الوطني فيعمل للأجيال القادمة، سعد الحريري.. أين تجد نفسك بين هذا وذاك؟.
ـ أنا أعتبر ان موقعي هو لخدمة الناس، وإن شاء الله أستطيع أن أكمل مسيرة الشهيد رفيق الحريري. هناك قرارات يتخذها المسؤول تؤثر عليه شعبياً، لكن في النهاية يجب أن ننظر إلى مصلحة الوطن.
ما هو الحل برأيكم؟.
ـ العودة إلى الداخل، والتوقف عن العمل لمصلحة سوريا وايران، نحن لم نعد قادرين على دفع فواتير لا لأميركا ولا لفرنسا، ولا لأي فريق، وسنحلّ المشكلة لمصلحة لبنان. أنا أرى ان ما تقوم به المعارضة اليوم، كان يجب أن تقوم به بعد استشهاد رفيق الحريري. أنا أسأل هل قُتل رفيق الحريري ليحكم لبنان فؤاد السنيورة وسعد الحريري ووليد جنبلاط وليخرج سمير جعجع من السجن، أم انه قُتل ليتم الانقضاض على لبنان؟. ما نشهده اليوم هو تكملة لمشروع اغتيال رفيق الحريري.
أنت تجلس الآن في كرسيك، ورفعت السماعة واتصلت بشكل مفاجئ بالرئيس نبيه برّي، أو بالسيّد حسن نصرالله، وسبق أن فعلتها، ومن قبلك فعلها والدك الشهيد، ألا يُفرّح هذا لبنان، أليس بهذا يسكن الحل؟.
ـ ليس لديّ مشكلة بهذا، أنا مستعد لذلك، لكنهم ليسوا مستعدين لاستقبالي. لقد حاولت في شهر رمضان أن ألتقي السيد حسن نصرالله وكان الجواب سلبياً وهذا يعرفه الجميع. أما بالنسبة الى الرئيس برّي، فهناك تواصل دائم معه ولم يحصل أي انقطاع لغاية الآن.
هل أنت خائف على لبنان؟
ـ أنا خائف عليه جداً، من إسرائيل وايران وسوريا، لأن كل طرف يريد شيئاً منه.
استقبالات
واستقبل الحريري في قريطم امس وفدا من مجلس ادارة مستشفى التأهيل الطبي التابع لمؤسسات الدكتور محمد خالد برئاسة الدكتور فيصل شاتيلا وجرى عرض لأوضاع المستشفى.