جريدة الجرائد

سعد الحريري: إسرائيل وسوريا ترغبان بحرب أهلية في لبنان

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

السبت 23 ديسمبر2006

ترجمة: باسل أبو حمدة ـ عن الباييس الإسبانية

في ظل برلمان قواه منقسمة على نفسها بين موال لسوريا ومعارض لها، وجد سعد الحريري نفسه مجبرا، بسبب اغتيال والده ورئيس الوزراء اللبناني الأسبق،على الوقوف في مقدمة الكتلة التي ألزمت نظام دمشق بالتوقف عن التدخل في شؤون لبنان، ويؤكد السياسي اللبناني في هذه المقابلة التي أجرتها معه صحيفة "الباييس" الاسبانية مؤخرا على أنه يتعين على بلدان أوروبا التحدث إلى سوريا بصوت واحد والقول لها: كفى، في حين يشعر بالاطمئنان الآن لأن محكمة ذات طابع دولي تابعة للأمم المتحدة تحقق بمقتل والده.

كما يتهم سعد الحريري، بصورة لا تلين، النظام السوري بتنظيم الاغتيالات التي تهز لبنان منذ تصفية والده في فبراير من عام 2005 الماضي. ولقد ترك سعد الحريري عالم الأعمال العائلي وأحل محله مسارا مليئا بالجرائم السياسية والحروب. في انتخابات 2005، فاز حزبه، تيار المستقبل، وكتلته البرلمانية حصلت على 36 مقعدا نيابيا من أصل 128. وهو لا يتولى حالياً منصب رئيس الوزراء بسبب خبرته السياسية الضئيلة، لكن يبدو أن عوده السياسي أخذ يشتد يوما بعد يوم وأن تأثيره بات حاسما.

وفيما يلي نص المقابلة:

ـ كثيرون يؤكدون أنه في ظل الموافقة اللبنانية على المحكمة الدولية ينمو خطر حرب أهلية أو اضطرابات طائفية بالغة الخطورة. ما رأيكم؟

ـ الحرب الأهلية غير ممكنة، فالذين يرغبونها ليسوا لبنانيين وهناك طرفان يمكنهما الانتفاع منها هما إسرائيل والنظام السوري، لأن الأخير لا يريد المحكمة. ولذلك، فإن حلفاءه في لبنان تركوا حكومة الاتحاد الوطني. حزب الله يريد الحصول على ثلث عدد الوزراء زائد واحد ( ليعتمد بذلك على أقلية معطلة).

وهذا يمكن قبوله، لكن في حكومة اتحاد وطني يجب أن تكون القرارات الإستراتيجية من مسؤولية الجميع. بيد أن الحكومة لم تبلغ بقرار خطف الجنديين الإسرائيليين. فلقد فعلوا ما أرادوا وكأن الحكومة القائمة ليست حكومة اتحاد وطني.

ـ السلطة التنفيذية بينت أن المحكمة ستبدأ عملها وفي الوقت نفسه حذر خصومكم السياسيون من أنهم سيخرجون إلى الشارع للإطاحة بالحكومة وفعلوا. ما الذي سيحدث؟

ـ ليخرجوا إلى الشارع، فلقد قالوا إنهم سيفعلون ذلك بشكل سلمي. هذه المعركة سياسية كليا، لكنهم يصارعون في سبيل أجندة أجنبية. و 5,99% من القرارات التي أقرتها الحكومة عندما كان وزراء حزب الله فيها إنما اتخذت بالإجماع ولم يكن هناك اختلاف إلا حول المحكمة. وحين تم إقرارها من الجلسة الأولى، فإنهم تركوا الحكومة. حزب الله يوظف المنطق القائل بأن هذه مسألة حياة أو موت وبأن الشيعة يتعرضون للهجوم.

ـ الاضطرابات بدأت تتكاثر في بيروت...

ـ لنترك العالم يرى أن تلك المشكلات يثيرونها هم. لكن يجب التأكيد على أن تشكيل المحكمة ليس وحده على المحك، فالقضية الكبرى تكمن في القرار 1701 الصادر عن الأمم المتحدة ( الذي يتطلب نزع سلاح حزب الله) . وقبل شهر مضى، قال مسؤولون سوريون إنه يتعين على القوات الدولية اليونيفيل أن تتذكر العمليات الانتحارية في عامي 1983 و 1984 . إنهم يهددون اليونيفيل..

ـ دقائق بعد مقتل الجميل، حملتم المسؤولية لسوريا. كيف يمكنكم أن تكونوا متأكدين من ذلك إلى هذا الحد؟

ـ لأن سوريا اتهمت إسرائيل على الفور. يبدو أنهم محققون سريعون جدا. كيف يمكنهم قول ذلك؟ لقد فعلوا ذلك سابقا مع مقتل والدي. انظر، كان لسوريا 35 ألف جندي في لبنان و15 ألف عميل للمخابرات ولقد تم تفجير 1500 كيلوغرام من الديناميت في وسط بيروت.

المنطقي هو أن يكون الجيش السوري قد وضع في حالة تأهب قصوى وأن يبدأ التحقيقات. لكن ما الذي فعلوه؟ لا شيء. وكل الرسائل التي تصل من دمشق تهدد بأن لبنان سيحترق قبل أن تتشكل المحكمة، التي عندما أقرتها الأمم المتحدة والحكومة بادئ ذي بدء، أتى مقتل الجميل.

ـ هل تعتقدون أن هناك خطرا بأن يعيد لبنان إنتاج الحرب بين الشيعة والسنة كما في العراق؟

ـ لا. السوريون والإسرائيليون يريدون أن نتقاتل سنة وشيعة هنا. والنظام السوري يريد زعزعة الاستقرار في لبنان والحفاظ على رأسه. وهم مستعدون لبيع أي كان، حتى إنهم قد يبيعون حزب الله وحماس نفسيهما.

ـ ما الذي ستفعله قوى 14 آذار (التجمع المناهض لسوريا) في حال لم يساند الرئيس المحكمة؟

ـ الدستور يثبت أن القرار سيعود للحكومة وأن هذه سترسله إلى البرلمان لإقراره بصورة نهائية. لقد وقع لبنان أكثر من معاهدة دولية ولقد تم مناقشتها وإقرارها جميعا من قبل الحكومة. ولا يوجد أي رئيس شارك في المفاوضات وكان يصادق عليها فقط. لكن لحود يطالب الآن بحقه في مناقشة هذه الاتفاقية. ونحن نقول لا بأس بذلك، لكن مجلس الوزراء هو الهيئة التي تقرها. وهو لا يملك حق إلغائها لأنه تلقى مكالمة من سوريا.

ـ ما رأيكم بالتقارب الحاصل بين لندن ودمشق لطلب دعم الأخيرة في العراق؟

ـ ليكن الحظ حليفهم. فبعد وقت قصير من ذلك التقارب، تم اغتيال الجميل. وعندما زار موراتينوس دمشق ، تم اغتيال والدي. يتعين عليهم مواجهة سوريا وتحذيرهم هناك من أنه إذا ما ساد الخراب في لبنان والعراق وفلسطين فإن النظام سيدفع الثمن. أنظر إلى ليبيا، التي فعلت نفس ما تفعله سوريا، لكنها اتخذت قرارا شجاعا وأنهت نشاطها في حماية منظمات إرهابية.

سوريا لا تريد التغيير. لكن يجب أن تلعب دورا إيجابيا قبل أن يبدأ المجتمع الدولي بالتحدث إلى نظامها. يبدو أن المجتمع الدولي يقبل بأن يكون رهينة الابتزاز.

ـ صرحتم العام الماضي بأنكم ما كنتم لتستخدموا اغتيال والدكم من أجل تقويض الحكومة السورية. هل لا يزال ذلك التصريح نافذا؟

ـ لا أريد تهديد النظام السوري، لكن عليه أن يفهم أنه إذا ما ارتكب جرائم، فلا بد أن يدفع الثمن. وإذا لم يدفع ذلك الثمن فسيتعين علينا التعامل مع قانون الغاب. وإذا لم يرتكب النظام السوري الجرائم، فإني لا أفهم لماذا يخشون المحكمة. أما إذا كانت إسرائيل هي التي قامت بعملية الاغتيال، أفلا يكون ذلك لأنهم يخشون من ذهاب إيهود أولمرت إلى السجن؟

ـ بعض من خصومكم يتهمونكم بكونكم أداة في خدمة الولايات المتحدة وفرنسا...

ـ أداة لماذا؟ حزب الله وحلفاء آخرون لسوريا يقولون إننا نفعل ما تطلبه الولايات المتحدة منا ، لكن متى فعلت الحكومة شيئا كانت الولايات المتحدة قد طلبته منها؟ إن 5, 99% من القرارات التي اتخذتها الحكومة إنما اتخذت بالتوافق مع حزب الله. لكن 5 ,95% مما كان حزب الله قد فعله لم نعلم به. أسلحته وأمواله وقراراته منشؤها من الخارج.

ـ ما الذي تستطيع أوروبا فعله لمساعدة لبنان؟

ـ لكل بلد أوروبي تكتيكه لحل مشكلاته مع كل من إيران وسوريا. ولذلك، فإن السوريين يلعبون مع البلدان الأوروبية. يتعين على أوروبا أن تمتلك رؤية واحدة فقط وتنفذها. عليها أن تقول لسوريا: كفى.


إضاءة

حزب الله وحلفاء آخرون لسوريا يقولون إننا نفعل ما تطلبه الولايات المتحدة منا، لكن متى فعلت الحكومة شيئا كانت الولايات المتحدة قد طلبته منها إن 5,99% من القرارات التي اتخذتها الحكومة إنما اتخذت بالتوافق مع حزب الله

البيان الإماراتية

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف