عميد البهائيين في مصر: الحكم الصادر ضدنا قائم على فتوى أزهرية..
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أمين بطاح : البهائيون في العالم لن يصمتوا
عمرو بيومى - rsquo;rsquo;المصري اليومrsquo;rsquo;
في حي مصر الجديدة ، يسكن "أمين أبوالفتوح محمد بطاح" عميد البهائيين، الذي كان مديراً لصندوق تنمية الصناعات الريفية بوزارة الشؤون الاجتماعية، قبل أن يحال إلي التقاعد، ليقضي أيامه في السعي خلف القضاء للحصول علي حكم يمنحه حق إثبات "البهائية" في خانة الديانة ببطاقته. وقبل أيام حسمت المحكمة الإدارية العليا الأمر برفض طلبه، لتظل خانة الديانة في بطاقة أمين بطاح خالية من أي تحديد.
في العاشرة من صباح أحد أيام الأسبوع الماضي، كنا علي موعد مع "أمين بطاح" لنقف علي حياته ومعتقداته وكيف يحيا بين جيران مسلمين وهو الذي لا يخفي أنه "بهائي" الديانة، وبعد ساعات قضيناها معه، التقينا جيرانه لاستكمال ملامح هذا "الوضع الديني" الذين لم يألفه معظم المصريين طوال تاريخهم.
في البداية اشترط علينا أمين بطاح، ألا نتحدث إلا معه، وألا نشير إلي اسم ابنه أو مكان عمله حتي لا يتعرض إلي مزيد من النبذ في مجتمع يرفض البهائية ويعتبرها كفراً.
يستيقظ أمين بطاح -كمال قال لنا- في الثامنة صباحاً، ويغسل وجهه ويصلي ثم يفطر، والصلاة في البهائية -كما يضيف- ثلاثة أنواع، الصلاة الكبري وهي تقام في أي وقت من اليوم، والصلاة الوسطي وهي ثلاث مرات في اليوم وبها ركوع وسجود، وأخيراً الصلاة الصغري، وهي عبارة عن تلاوة آية واحدة يلجأ إليها من ليس لديه وقت، وأي صلاة من الثلاثة تغني عن الأخري.
وقال بطاح إنه يمارس الصلاة الوسطي بالإضافة إلي أنه يغسل يديه قبل الصلاة، فيما يشبه الوضوء.
وعن باقي أفراد الأسرة ذكر بطاح أنه يعيش هو وابنه الوحيد بعد وفاة زوجته منذ أربع سنوات، وبالحديث عن تاريخه مع "البهائية" أكد بطاح أنه من الجيل البهائي الثالث وجده الشيخ الأزهري محمد حسن بطاح الذي يدعي أنه من آل البيت وعائلته من الأشراف، هو أول من اعتنق البهائية في مصر، وكان هذا الجد هو عمدة "كفر بطاح" بدسوق.
ويقول بطاح: والدي كان بهائياً وعلي الرغم من أن باقي عائلتي ظلت مسلمة إلا أنها كانت عائلة متضامنة جداً وتحترم البهائية ودائماً كان أفرادها يقولون عمن يعتنقها: "يبدو أنه وجد في البهائية شيئاً جيداً لذلك اعتنقها"، أما والدتي فكانت بهائية ومن عائلة بهائية وجدي لوالدتي هو علي باشا فهمي أحد علماء الزراعة وكان بيتنا هو دوار العائلة.
ويذكر بطاح أنه عندما كان في المرحلة الابتدائية قال له المدرس: أنت كافر، فرد عليه لا أنا بهائي، فتدخل مدرس اللغة العربية وعنف زميله وطيب خاطر بطاح، وأضاف: لذلك حرصت علي تعليم ابني من الصغر معني البهائية وأنها ديانة مثل الإسلام والمسيحية حتي لا يتعرض لما قد يؤثر علي صحته النفسية، موضحاً أن البهائي عندما يتم ٢١ عاماً تكون له حرية اعتناق الدين الذي يحلو له بدليل أن كثيراً من أولاد وشباب الأسر البهائية مسلمون.
وتطرق بطاح إلي الحديث عن البهائية معتبراً أنها دين مستقل وليست مذهباً أو فرعاً من أي دين آخر، وقال إن البهائية ثمرة جميع الأديان السماوية.
وقال: مثلما كانت المسيحية ثمرة اليهودية، والإسلام ثمرة المسيحية، فنحن ثمرة الإسلام، و"محمد" الصادق الأمين، هو آخر من يلقب بنبي لأن دورة الوحي التي بدأت بآدم انتهت بمحمد، ولكن بهاء الله يعد رسولاً بدأت معه دورة جديدة للوحي وسيأتي آلاف الرسل بعده، حيث ذكر "البهاء" أنه بعد ألف سنة سيأتي رسول بعده، ولم يمض حتي الآن سوي ١٧٠ عاماً، وعندما يأتي الرسول الجديد سيعلن عن نفسه ليتبعه أبناء ديننا في المستقبل.
والمثير أن بطاح دائم الاستشهاد عند حديثه عن البهائية بالقرآن، فهو يؤكد أن الكتب السماوية مليئة بالإشارات عن "بهاء الله" ولكن يعتبر أن تعصب معتنقي الإسلام يجعلهم لا يلحظونها.
ويقول بطاح: كما لم يؤمن اليهود بالمسيح لأنهم فهموا التوراة خطأ، وكما لم يؤمن المسيحيون بمحمد لأنهم قرأوا الإنجيل من الزاوية الخطأ، فإن المسلمين قرأوا القرآن من زاوية "لا" لغير الإسلام.
ويضيف: الإنجيل جاء ليفسر مبهمات التوراة كما حل القرآن ليوضح مبهمات الإنجيل، و"بهاء الله" جاء ليحل مبهمات القرآن الذي يقول "لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتي تأتيهم البينة رسول من الله يتلو صحفاً مطهرة فيها كتب قيمة"، ويؤكد بطاح أن "بهاء الله" جاء بعد سيدنا محمد ليبين صدقه وعظمته.
ويواصل بطاح: البهائية تحب الإسلام ولا يوجد مسلم يحب النبي كما يحبه البهائيون، وعندما حدثت واقعة الصور المسيئة للرسول في أوروبا قام البهائيون في أوروبا وأمريكا بالدفاع عن الرسول أكثر مما دافع المسلمون عنه، كما لا يوجد بهائي دخل مسابقة في الدين الإسلامي إلا وفاز بالمركز الأول فيها، لأننا نعلم أولادنا أن ينصتوا أثناء قراءة القرآن أو الحديث عن الإسلام.
ويضيف: البهائية جاءت لتواكب التطور، فدعت إلي وحدانية العالم وتحري الحقيقة في كل شيء وجهاد الروح والذي يعتبر أعظم جهاد في سبيل الله، وتكوين جيش عالمي هدفه الحفاظ علي أمن العالم، ومنع تعدي الدول الكبيرة علي الضعيفة، كما أن البهائية تؤمن بالحساب والعقاب ولكن العقل معنوي فليس لدينا أبيض أو أسود وإنما العقاب يكون بالحرمان الروحي وهذا أقوي.
وبسؤاله عن مبدأ "التقية" الشيعي في البهائية، قال إنهم يلجأون إلي التقية التي تعد إظهار عكس ما في الأنفس، نتيجة للخوف والظلم الواقع عليهم لأن الكثير من البهائيين فقدوا عملهم بسبب ديانتهم، مشيراً إلي أنه منع من السفر وتم اعتقاله للسبب نفسه.
وعن الزواج والموت في البهائية وكيف تكون مراسمهما يقول: الزواج في البهائية يتم بموافقة العروس والعريس ووالديهما بحضور شاهدين عن كل طرف، ونكتب ورقة بذلك وإلي الآن لم تعترف الدولة بهذا الزواج، لأن المحافل التي كانت تنظم هذه العملية تم إغلاقها منذ عهد عبدالناصر.
أما عن مراسم الوفاة في البهائية فتتم الصلاة علي المتوفي في المقابر، وهي صلاة الجماعة الوحيدة في البهائية، ولنا مقابر خاصة بنا منذ عام ١٩٣٤، ولكن الحكومة استولت عليها في السويس والإسماعيلية لذلك لن أعلن عن مكانها في القاهرة.
وعن المسيحية في عقيدة البهائيين، يقول بطاح: البهائية تعز وتقدر المسيح والمسيحية لأنها دين سماوي وكتاب من عند الله، ولكننا لا نؤمن بالتجسد، والمسيحيون أخطأوا في فهم الإنجيل وهذا هو الدور المنوط بالأديان التالية لتفسر ما صعب فهمه.
وتطرق بطاح إلي مسألة المضايقات التي يتعرض لها البهائيون قائلاً: قضيتنا ليست الاعتراف بالبهائية وإنما الحصول علي بطاقة رقم قومي وشهادات ميلاد مدون فيها بخانة الديانة "بهائي" أو توضع شرطة أو عبارة ديانة أخري، أما دون ذلك فالبهائية دين سماوي لن يضيره شيء إذا لم يعترف به البعض، ولتسبوا البهائية كما تشاؤون، ولكن أعطوني حقي في المواطنة وفي النهاية التاريخ يغربل مثلما حدث بين سيدنا محمد والمشركين.
وعن حكم عدم الاعتراف بهم يقول: الحكم الصادر ضدنا حكم ديني قائم علي فتوي من الأزهر، وبعد صدوره قلت:
VERY GOOD، لأن هذه مشيئة الله،
أما نحن فنحاول التنسيق بيننا ويكفي أن صورة مصر تراجعت عالمياً بعد هذا الحكم كما أن البهائيين في أنحاء العالم لن يصمتوا وسيحاولون نشر القضية وجعلها قضية رأي عام عالمي ونحن أيضاً من الممكن أن نلجأ لمنظمات حقوق الإنسان العالمية وربما الأمم المتحدة.
وبشكل عام يجب أن يعلم الجميع أن الضجة الإعلامية أفادتنا كثيراً ويكفي القول بأنه دخل علي موقع البهائية في الإنترنت ٥٠ ألف شخص من مصر فقط، وتحول منهم العديد إلي البهائية، كما أن كل بهائي يعتبر مبشراً ورسولاً للبهائية عن طريق خلقه وأدبه وعلمه، وأعرف تماماً أن عدم تعاطف الرأي العام مع قضيتنا يرجع إلي مناخ التعصب الذي تعاني منه مصر.
وعن علاقته بجيرانه يؤكد بطاح أنها علاقة جيدة جداً وجيرانه يحبونه ويزورونه، خاصة بعد وفاة زوجته "التي لم يتزوج بعدها رغم أن ديانته لا تحرم تعدد الزوجات"، موضحاً أن أصدقاءه في الشارع ثلاثة هم "الزبال والبواب والكناس"، وأنه يسكن في شقته منذ عام ١٩٦١ ويشعر بأن الجيران مسلمين ومسيحيين هم أهله،
وأن علاقته بهم لم تتأثر بعد الضجة الإعلامية وتسليط الضوء علي البهائية، ولكن الكثيرين سألوه وطلبوا منه كتباً عن ديانته، ويقول: كنت أرد عليهم بكل أسف إننا ممنوعون من طباعة الكتب منذ عام ١٩٦٠، وأرشدهم إلي موقعنا علي الإنترنت، والبعض كان يسأل عن مكان عبادتنا، فأقول لهم إن مصر لا توجد بها "حظائر القدس" التي تساوي المسجد أو الكنيسة، وكان لدينا في العباسية مكان واحد استولت عليه جمعية السنة المحمدية.
وعن القراءة يقول بطاح: إنه يقرأ حالياً كتاب "الشيعة والتشيع" للدكتور أحمد راسم النفيس ويجهز رداً عليه، لأنه يري أن كتابه يحوي أخطاء كثيرة، ولابد من تصحيحها، كما أنه يقرأ في كل الأديان بما فيها الهندوسية والبوذية والذرادشتية التي يعتبرها ديناً سماوياً واحداً ولكن بأشكال مختلفة.
وأكد بطاح أن البهائية دين عالمي وكل الأديان واحدة كالشمس وشمس اليوم كشمس أمس وشمس غد ولكن الأديان تتطور مادامت الحياة تتطور والبهائية تعتبر تطوراً للإسلام، فالحياة أصبحت شراكة بين الرجل والمرأة، لذلك فالبهائية تساوي في الإرث بين الرجل والمرأة.
وأعلن بطاح أنهم مستعدون لمناظرة عالمية مع مناهضيهم شريطة أن تكون في إذاعات وتليفزيونات عالمية، وفي دولة محايدة لإثبات صحة البهائية من القرآن والإنجيل والتوراة.