جريدة الجرائد

شكاوى الفلاح الفصيح

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الثلاثاء 26 ديسمبر2006

أنيس منصور



أصدر المستشار أشرف مرسي حكما نهائيا في قضية الفلاح الفصيح التي ترددت أصداؤها في مصر الفرعونيةrlm;!rlm;

فالفلاح الفصيح هو مواطن غلبان ذهب إلي المدينة فسرقوا حميرهrlm;..rlm; وراح الرجل يشكو ويبكي ويندب حظه وعيالهrlm;..rlm; وضاقت الناس بهrlm;..rlm; لكن فصاحة هذا الفلاح هي التي أطالت عمر قضيته وبدلا من أن يهرب الناس منه التفوا حوله يسمعون موال الفلاح الفصيحrlm;..rlm; فقد جعل من حكايته عملا أدبيا ومسلسلا يومياrlm;..rlm; أحبه الناسrlm;..rlm; وسمع به حاكم المدينة فاستدعاهrlm;..rlm; وسمعه وبهره الرجل بفصاحته وبلاغتهrlm;..rlm; فذهب حاكم المدينة إلي الفرعون واستدعاه الفرعونrlm;..rlm; ويبدو أن الفلاح الفصيح قد استعد تماما لذلك اليومrlm;.rlm;

وجلس الملك والوزراء وكبار الكهنة يستمعون إلي أسطورة الفلاح الفصيح وهو يروي كيف جاء إلي المدينة وحميره محملة بالغلالrlm;..rlm; وباع الغلال وعندما عاد إلي حميره لم يجدهاrlm;..rlm; فالذين أتي لهم بالطعام سرقوهrlm;..rlm; أي حرموه وأولاده من كده وكد هذه الحميرrlm;..rlm; وتفنن الفلاح الفصيح في عرض واستعراض وإثارة ما حدثrlm;..rlm; وأنه لم يصدق أذنيه ولا عينيهrlm;..rlm; ولم يكن يعرف أن سكان المدن هكذا أشرار وأنهم نموذج سيئ يعضون اليد التي أطعمتهمrlm;..rlm; وأنه لقي عقابا لا يستحقهrlm;..rlm; وأنه لا يعرف ما الذي يقوله لأولاده الذين لقنهم الصدق والإخلاص وحب الناس والأمانةrlm;..rlm; ولا يعرف كيف يبدو أمامهم هكذا ضعيفا عاجزا عن حمايتهم وحماية وسائل عيشتهمrlm;..rlm; وكان الفرعون يستعيد الفلاح الفصيحrlm;..rlm; وكان الفلاح يكرر كأنه مطرب مدرب علي المواويل والبطولات الشعبيةrlm;.rlm;

أخيرا نشرت زميلتناrlm;(rlm; الجمهوريةrlm;)rlm; في صفحتها الأولي أن المستشار أشرف مرسي قد أصدر حكما بتعويض فلاح فقد حماره بسبب سقوط سلك كهربائي صعق الحمار وماتrlm;..rlm; ولم يحتج الفلاح أن يبكي وأن يندب حظهrlm;..rlm; لأن القانون أعطاه تعويضا قدره سبعة آلاف جنيهrlm;..rlm; وبذلك أغلق ملف الفلاح الفصيح بعد خمسة آلاف سنة لأن في مصر الحديثة قضاةrlm;!rlm;
anis@ahram.org.eg

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف