الموت الطائفي يخطف خيرة شباب العراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
قتلوا حيدر وعمر بعدما ظنوا خطأ أن الأول شيعي والثاني سني
بغداد -نعمان الهيمص
عراقيان، الأول اسمه "حيدر" والثاني "عمر" وكلاهما من منطقة مختلفة وقتل حسب الاسم، وبعد أن وجدت الجثتان اتضح أن لقب الأول العاني (سني) والثاني لقبه الساعدي (شيعي). مات عمر لأنهم ظنوه سنيا ومات حيدر لأنهم ظنوه شيعيا . "ألا يكفي العراق موتا .. أنشرها من أجل العراق" هذا ما قاله لمراسل "الشرق الاوسط" أحد اقارب عمر.
"نصير" عراقي آخر، قال ان شخصا اسمه مهدي لجأ قرب باب منزله ليلا قبل حظر التجوال بساعة واحدة قبل اكثر من شهر وهو يرتجف والسلاسل في يديه وعيونه معصوبة طالبا النجده والمساعدة. قال له مهدي انه اختطف من قبل عناصر مسلحة في منطقة الدورة يرتدون ملابس الشرطة. قال له مهدي: "المسلحون قالوا : انت ارهابي ، فيما انا اعمل سائق سيارة أجرة في سيارتي من اجل توفير لقمة العيش لعائلتي" مبينا ان القضية تطورت الى مساومة مالية "وبعد مفاوضات مع اهلي دفعوا لهم فدية، ورموني هنا، لا اعرف اين انا الان" ويضيف نصير "تم الاتصال بذويه، وصلونا بسرعة فائقة وغادروا مسرعين قبل بدء حظر التجوال بـ 10 دقيقة، بدون ان اعرف المذهب الذي ينتمي اليه".
من جهته، اوضح قيس "انني مقيم خارج العراق وقررت العودة الى بغداد لتجديد جواز سفري، ولم ازر احدا، كانت حقائبي في يدي عند مراجعة دائرة الجوازات، وبالقرب منها اجبرت على الصعود في سيارة من قبل مسلحين، تارة يتكلمون لهجة شمال بغداد واخرى لهجة جنوبية، لم اجد ما اقوله، فقد اختلطت الاوراق" واضاف "بعد ثلاثة ايام من التحقيقات لمعرفة ان كنت سنيا او شيعيا مع الضرب والتعذيب رموني على قارعة الطريق على اساس انني كنت ميتا، الا ان احد العراقيين الاصلاء وجدني اتحرك، وقام بنقلي الى المستشفى، بعدها عدت الى وعيي، اتصلت ببيت خالي في بغداد، اخرجوني من المستشفى، ولم اتعافى الا بعد اكثر من شهرين، حمدت الله كثيرا لانني لم اعترف لهم انني سني او شيعي، واليوم اكملت جواز سفري، ساغادر العراق بلا عودة".
اما السيطرات (نقاط التفتيش) الوهمية التابعة للميليشيات المسلحة فهي كثيرة ومتنوعة والحديث عنها يزداد في هذه الايام، خصوصا في المناطق التي تشهد سلما اجتماعيا وتعايشا بين المكونات المتنوعة، ويتحدثون عن طرق تجاوزها، والقصص الكثيرة التي مر بها العديد من المواطنين. يقول هاني "اذا عزمت على التنقل في بغداد واطرافها، فعليك ان تكون ملما بمعلومات عن المذاهب الدينية وطرق الصلاة والشخصيات الدينية البارزة من اجل ان تتجاوز الامتحان الصعب الذي ستتعرض له والاسئلة الفكرية والفقهية لتثبت انك مع الجهة المستجوبة لك، اذ ان الاسئلة تبدأ من أذان الصلاة الى الخمس والزكاة، وتعداد الائمة والصالحين وغيرها، اما اذا كان اسمك عمر او حيدر او عبد الزهرة، فعليك عدم المجازفة، لانك هالك لا محالة".