السنيورة: موسى مستعد للعودة ولديه دعم عربي ودولي وأميركي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
"رجلي على رجل لحود ... ومن قرر الاعتصام كان يعتقد أنها مسألة أيام" ...
بيروت - وليد شقير و محمد شقير
قال رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة أن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى مستعد للعودة الى لبنان لاستئناف مبادرته، "لكن يجب أن يكون في يده شيء". وأكد ان محاولات لبنانية وعربية ستبذل للوصول الى حل للأزمة السياسية الراهنة في لبنان، مبدياً استغرابه لأنه لم تصل اليه حتى الآن أي اقتراحات بتعديلات على مشروع المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة المتهمين في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري والجرائم المرتبطة بها الا همساً او بالتواتر.
وقال السنيورة في دردشة خلال غداء مع ممثلي الصحف اللبنانية بدعوة منه لمناسبة الأعياد انه سبق ان أبقى الباب مفتوحاً للبحث في بعض الملاحظات على المحكمة ذات الطابع الدولي "وأنا قلت للأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان انه اذا اقتضى الأمر سأعود اليك والى مجلس الامن بالنسبة الى أي تعديل"... وأضاف السنيورة: "لكن لا استطيع ان اقول لكم ما هو استعدادنا للتعديل في هذا الجانب او ذاك. أنا عندي استعداد للاستماع الى الاقتراحات، لكن ليس بالتواتر بل بطريقة مباشرة. ومن يريد تعديلات نريد ان نسمعها منه واذا لا فليرسلوا لنا أفكاراً مكتوبة لندرسها".
وقال وزير الاتصالات مروان حمادة الذي كان حاضراً اللقاء مع عدد آخر من الوزراء والمستشارين: "انا قلت للرئيس السنيورة، انه بالنسبة الى ما يحكى عن موضوعين يمكن ان تتناولهما التعديلات وهما الترابط بين الجرائم من جهة ومسؤولية الرئيس عن مرؤوسه، اني مستعد لأن اتساهل في قضيتي (محاولة اغتياله في 1-10-2004 التي يشملها اختصاص المحكمة ذات الطابع الدولي) ولأن ألاحقها عبر القضاء اللبناني (بدلاً من المحكمة ذات الطابع الدولي) لكني لست مع نزع مسؤولية الرئيس عن مرؤوسه. فهناك من أعطى أمراً بالاغتيال...".
ورداً على سؤال عن صحة المعلومات عن ان مبادرة موسى لم تلق تأييداً من واشنطن وانه حين زارها لم يلتق وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس قال السنيورة: "كيف ذلك؟ لقد التقاها. وأنا استطيع ان أجزم لكم من خلال اتصالاتي ولقاءاتي ان الدول العربية والاوروبيين والاميركيين جميعاً يؤيدون مبادرة الأمين العام للجامعة العربية".
وحين سئل ما اذا كان موسى ينتظر أجوبة منه أم من المعارضة قال السنيورة: "والله اليوم اتصلت به ولم يطلب مني شيئاً. أسألوه". وقيل له: "المعارضة تؤكد ان الاكثرية وأنتم لم تسهلوا مهمته"، فأجاب: "اتصلوا به واسألوه. منذ اليوم الاول لمجيئه قلت له اني سألتزم الدستور. ويشهد الله اننا اخترعنا بدعة الفرق بين نشر مرسوم مشروع المحكمة (بعد إقراره في مجلس الوزراء وانتهاء مهلة توقيعه من رئيس الجمهورية اميل لحود فيصبح نافذاً) وبين تبليغ مجلس النواب بأنه بات نافذاً. واسألوا عمرو موسى. أنا قلت له اننا سننشر المرسوم لأنه بات نافذاً لأن الدستور يقول ذلك. فلا يعود الأمر مرتبطاً بموقف فؤاد السنيورة، ثم يأتوننا ليطلبوا (المعارضة وبري) سحب المرسوم لاعادة ارساله الى رئيس الجمهورية".
وقال السنيورة ان مبادرة موسى وما تتضمنه من حلول "توقفت عند اصرار الآخرين على سحب مرسوم مشروع المحكمة لاعادته الى رئيس الجمهورية وهذا لا نقبل به، وعند مسألة اختيار الوزير الحادي عشر (في توسيع الحكومة لزيادة عدد وزراء المعارضة الى الثلث) الذي أردناه ان يكون رئيساً لكتلة عدم الانحياز (في الحكومة) كما توقفت عند اصرارهم على توسيع الحكومة قبل اقرار المحكمة خلافاً لمبدأ التزامن والتلازم في الحلول بين اقرار المحكمة والحكومة وكنا قطعنا شوطاً حين اقترحت انه بمجرد ان يقر المجلس النيابي قانون المحكمة وفي اللحظة نفسها التي يرفع فيها الرئيس نبيه بري مطرقته ليعلن تصديقه أكون أنا وقعت مرسوم توسيع الحكومة (لارساله الى رئيس الجمهورية). ونحن نعتقد انه كان الحل الذي يشعر جميع الفرقاء بالارتياح". وأضاف السنيورة: "بالنسبة الى تسمية الوزير الحادي عشر أبديت استعداداً لأن تقترح المعارضة اسمه ونوافق نحن حتى الاسم الألف".
وأوضح السنيورة انه حين جرى بحث في ان تجرى لقاءات بين القيادات اللبنانية (اثناء وجود موسى) طلبوا لقاءات بين الدول...". وأكد انه بذل جهوداً عدة، اكثر من مرة، للقاء الرئيس بري من اجل شرب الشاي او القهوة او الزهورات لكنها لم تنجح...
وأشار الى انه سيتصل ببري لمعايدته وانه بعث بطاقة معايدة الى جميع القيادات اللبنانية بمن فيها رئيس الجمهورية الذي جاءه منه جواب. وان كتب المعايدة شملت الرئيس السوري بشار الاسد ورئيس حكومته محمد ناجي العطري.
ورأى السنيورة ان من قرر اعتصام المعارضة في وسط بيروت كان يعتقد ان الامر سيدوم اياماً عدة. وحين قيل له انهم كانوا ينوون اقتحام السرايا اجاب: "حتى لو دخلوا السرايا، الى ماذا كان ادى ذلك؟ ان عقلية الانقلاب في لبنان لا تمشي..." ووصف السعي الى حكومة انتقالية بأنه "خروج على الدستور وهم يطرحون نظريات كثيرة والجنون فنون. واذا كانوا يعتبرون الحكومة غير شرعية لاستقالة 5 وزراء منها فماذا اقول اذا استقال ممثل الاقليات في البلد (وزير الاقتصاد سامي حداد) فهو يمثل نصف طوائف البلد من الأقليات".
وقال ان "لا مجال لحرب في البلد وليس هناك من استعداد لتمرير هذا الامر لا عربياً ولا دولياً. ربما تأخذ وقتاً اطول يحتاج الى صبر لكن لا خيار امام اللبنانيين الا الحوار والبلد لا يستطيع ان يكون جزءاً من أي محور وانتماؤه العربي واضح... فماذا الذي حصل في الحرب التي وقعت؟ دخلنا لتحرير 3 اسرى ودمرنا البلد والآن صار مطلبنا ادخال 3 وزراء الى الحكومة".
وعن المدح المتواصل لحكومته من جانب اميركا قال السنيورة: "قلت لهم (للأميركيين) كلاماً منكم لا يُعرف. نريد منكم ان توقفوا الطلعات الجوية التي تخرق الاجواء اللبنانية وان تضغطوا لنسترجع مزارع شبعا وان تدعموا باريس - 3". وأكد ان هناك تقدماً في البحث في موضوع مزارع شبعا اوروبياً وأميركياً وهناك مؤشرات متناقضة اسرائيلياً.
وعن سبب عدم ذهابه الى سورية لمناقشة الازمة الحالية وموضوع المحكمة قال: "نحتاج الى اثنين من اجل الرقص. السوريون يريدون التقارب مع المملكة العربية السعودية. بالنسبة الي لا مشكلة لدي في الذهاب الى سورية، انا اقترحت ذلك في جلسات الحوار وحين التقيت الرئيس الاسد في الخرطوم اقترح جدول اعمال للزيارة. والآن لم يعودوا يريدون الجدول. هل اذهب من اجل الصورة".
وبسؤاله عن التحقيقات في شأن اسلحة الحزب السوري القومي الاجتماعي قال انها متواصلة "في شكل جدي ولا بد من ان يصدر في شأنها شيء. وهي تحقيقات تحصل في شكل محايد مئة في المئة. وهناك اشياء بدأت تظهر".
وحين سئل السنيورة ما اذا كان يقبل ان يترك رئاسة الحكومة، قال: "رجلي على رجل رئيس الجمهورية". وقيل له: "انت تستطيع العودة وهو لا"، فأجاب مازحاً: "أتعهد له ألا أرجع...".