جريدة الجرائد

البخيت: الأردن ’’تسامى’’ في خلافه مع حماس حرصا على حرمة الدم الفلسطيني

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

نفى ممارسة أية ضغوطات على المملكة بشأن "المبادرة"



عمان - جهاد المنسي

قال رئيس الوزراء معروف البخيت ان الأردن "تسامى" وجمد خلافاته مع حركة حماس بشأن قضية الأسلحة حرصا منه على "حرمة الدم الفلسطيني وعدم الانزلاق تجاه حرب أهلية". مستدركا ان "ذلك لا يعني ان قضية (الأسلحة) انتهت وإنما جمدت".

وشدد البخيت في مؤتمر صحافي عقده أمس في المركز الثقافي الملكي، على ان الأردن مستقل في قراره وليس في "جيب" أحد وأقوى بكثير مما يعتقد الكثيرون، مشيرا الى ان أي مبادرة يتقدم بها الأردن لا يقصد منها سوى مصلحة الوطن والمواطن والأمة.

ونفى وجود أية ضغوطات مورست على الاردن بشأن مبادرته لافتا الى ان التنسيق الأردني السعودي المصري قائم ومستمر. وقال ان التحرك الأردني الذي قاده جلالة الملك بشأن الوضع الفلسطيني، تولد من "الحرص على حرمة الدم الفلسطيني وعدم الانزلاق نحو حرب أهلية".

وتابع بالقول "تسامى جلالة الملك والأردن وجمد أي خلافات كانت موجودة مع حركة حماس بشأن الأسلحة (....) استعد جلالة الملك لبحث أي جهد ممكن لتقريب وجهات النظر الفلسطينية حتى لو أننا استضفنا الرئيس عباس ورئيس الوزراء هنية في عمان، لجهة الوصول الى حل".

وكان المتحدث باسم الحكومة ناصر جودة أعلن في 10 ايار (مايو) القاء القبض على 20 شخصا وضبط صواريخ كاتيوشا ايرانية الصنع، واتهم الاردن حركة حماس بتهريب الاسلحة من سورية وتخزينها في الاردن لكن الحركة نفت ذلك.

وبين ان جلالة الملك والقادة العرب بذلوا خلال الفترة الماضية جهودا مكثفة مع عواصم القرار لإقناعهم ان حل القضية الفلسطينية عبر سبل ناجعة كفيل بحل قضايا أخرى عالقة وان القضايا الأخرى ما هي إلا أعراض لغياب العدالة للقضية الفلسطينية.

وأوضح ان كل الحديث الذي قيل من الجانب الأردني خلال زيارة الرئيس الأميركي جورج بوش الى الأردن كان حول القضية الفلسطينية ومركزيتها. وتابع بالقول "لمسنا تغيرا لدى عواصم العالم تجاه النظرة الى القضية الفلسطينية ومركزيتها".

ولفت الى ان الجهود التي بذلت آنذاك أثمرت إقناع تلك العواصم بأهمية إيجاد حل عادل وشامل لها، وزاد "من هنا فإن الفلسطينيين بات عليهم حسم أمرهم والاستفادة من هذا التطور الدولي".

وأردف البخيت "من هنا اتصلت بالرئيس عباس ورئيس الوزراء هنية، لحثهم على ضرورة الحوار، وتوفير المكان المناسب للقائهم لاستغلال الفرصة التي بدأت تتشكل في العالم نحو القضية الفلسطينية".

وأكد ان الأردن يملك أفكارا محددة لمساعدة الفلسطينيين على تجاوز الخلافات فيما بينهم والوصول الى حكومة وحدة وطنية أو حكومة مستقلين، لافتا الى انه التقى الرئيس عباس وبحث معه تلك الأفكار.

واعتبر ان القضية الفلسطينية بالنسبة للأردن ليست قضية علاقات خارجية بل لها بعد داخلي أردني يدركه الأردن جيدا لذا يصر دائما على موقفه بضرورة وجوده لدى بحث قضايا الوضع النهائي.

وأعاد رئيس الوزراء في المؤتمر الصحافي الذي استمر زهاء ساعتين ونصف التأكيد على صلابة وثبات الموقف الأردني إزاء قضية حق العودة، وقال "عندما اتحدت الضفة الغربية مع الأردن في العام 1950 كانت هذه الوحدة مشروطة بالحفاظ على الحق التاريخي للشعب الفلسطيني في فلسطين المترجم في حق العودة عند إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة".

وأكد البخيت على انه "لا تراجع" عن قرار فك الارتباط القانوني والإداري مع الضفة الغربية، الذي أسس لحالات قانونية واجتماعية واقتصادية كثيرة في هذا الشأن.

ونفى رئيس الوزراء وجود أي عتب من جانب حركة فتح على الأردن بشأن المبادرة أو الأفكار الأردنية مشيرا الى ان جو اللقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس كان مريحا ولا يوجد أي عتب فلسطيني على الأردن في هذا الجانب، وزاد "جميع الأطراف (فتح وحماس) قالوا إنهم راغبون في عقد اللقاء(...) ونأمل ان يقوموا بالاتصال مع بعضهم البعض".

وقال ردا على سؤال فيما اذا كان اللقاء الذي رحبت به حماس يمكن ان يضم قيادات الحركة بالخارج، قال "الاردن لا يتعامل مع فصائل وإنما مع مؤسسات"، مؤكدا بأنه لا يوجد لدى الأردن أية اشتراطات لعقد اللقاء أو استضافته، قائلا "المهم النية (...) لمسنا استعدادا من الطرفين، إلا ان التصريحات بعض الأحيان لا تعكس المواقف الحقيقية".

واشار الى ان المبادرة الأردنية انطلقت من واجب المملكة بحكم العلاقة المتميزة مع الشعب الفلسطيني، مؤكدا انه حتى أمس كانت ردود الطرفين ايجابية.

وتابع قائلا "لا نريد زيارات بروتوكولية بل نريد ان يأتوا الى عمان في جو اقل توترا وبدعم يتمثل بجملة أفكار أردنية جاهزة ومحددة ستعرض على الطرفين في حال تم اللقاء في عمان لمساعدتهم للتوصل الى الحل المنشود".

وحول لقائه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في عمان أول من أمس، قال رئيس الوزراء ان المباحثات تناولت جهود جلالة الملك لمنع تردي الأوضاع على الساحة الفلسطينية وحرصه على وحدة الصف الفلسطيني.

وبين ان الأردن لن يلوم أحدا اذا لم يتم لقاء عمان وان الطرفين حران في اتخاذ ما يريانه من مواقف.

وردا على سؤال ان كان توجيه دعوة لهنية لزيارة الأردن يعني تراجعا من قبل الأردن عن سياسته بمقاطعة حماس أعاد البخيت التذكير بأن أول مسؤول عربي أرسل رسالة تهنئة لهنية كان رئيس الوزراء الأردني.

وتابع "حدث موضوع الأسلحة في ذات يوم موعد زيارة وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار الى عمان، وكان الحوار قبل ذاك جيدا، وفي صبيحة يوم الزيارة تم ضبط الأسلحة (...) الحوار كان جيدا ولكن عطله موضوع الأسلحة"، مشيرا الى ان إصدار عفو عن قضية الاسلحة غير مطروح حاليا.

وكان الاردن الغى في نيسان (ابريل) زيارة مقررة لوزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار، بعد اتهام عناصر من حماس بتخزين اسلحة في المملكة بهدف القيام بعمليات ضد مسؤولين ومنشآت.

وفي 11 ايار (مايو) عرض التلفزيون الاردني شريطا مصورا ادلى فيه ثلاثة من اصل العشرين معتقلا الذين يشتبه بانتمائهم الى حماس باعترافات في القضية.

واشارت الاعترافات الى مخططات لاغتيال ضابط مخابرات اردني ومراقبة السياح الاجانب في العقبة ومحاولة استهداف شخص مسيحي وعمليات استطلاع قام بها المعتقلون.

وآثر البخيت في مؤتمره الصحافي التريث وعدم الخوض في تفاصيل المبادرة أو الأفكار الأردنية ريثما يتم عرضها على طرفي العلاقة (فتح وحماس)، قائلا "ليس من المناسب نشرها في الصحف قبل ان تطلع عليها الأطراف المعنية".

وترك البخيت البت في نزول قوات بدر الموجودة في الأردن والتابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية للأطراف المعنية، موضحا بأن اللقاء الذي جمع بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود اولمرت خرج بإشارات ايجابية لاستئناف السلام وإعادة الثقة بين الطرفين منها الافراج عن بعض الاموال الفلسطينية لدى اسرائيل.

واشار الى ان اللقاء الذي تم في عمان بين جلالة الملك عبدالله الثاني ورئيس الوزراء الإسرائيلي اولمرت جاء كمحاولة لمعرفة مدى نية اولمرت الاستمرار في عملية السلام.

وأمل البخيت ان يشهد الإقليم خلال عام 2007 "هدوءا نسبيا"، إلا انه استدرك بالتأكيد بأن الوضع الإقليمي غير مستقر ضاربا مثلا عما يحدث في لبنان وفلسطين والعراق حاليا.

وأكد رئيس الوزراء ان الأردن يقف على مسافة واحدة من أبناء الشعب العراقي كافة ولديه علاقات مميزة مع الشيعة والأكراد والسنة لافتا الى ان الفترة المقبلة ستشهد جهدا أردنيا تجاه مكونات الشعب العراقي لحثهم على العملية السياسية في العراق دون استثناء لأي فئة من فئات الشعب العراقي.

واعتبر ان الخطوات الجديدة التي تم اتخاذها في العراق تشجع بعض الفئات على الانضمام الى العملية السياسية خاصة بعد إعادة النظر في قضيتي حل الجيش العراقي وقانون اجتثاث البعث مؤكدا وقوف الأردن الى جانب الشعب العراقي والحفاظ على وحدته.

ونفى ان تكون الحكومة العراقية تقدمت بطلب للأردن لاستعادة أيهم السامرائي الذي فر من أحد السجون العراقية، مشيرا الى ان السامرائي يحمل جواز سفر أميركيا ودخل الى الأردن على اعتبار انه أميركي وعلى طائرة أميركية.

وفيما يتصل بالشأن اللبناني، وردا على سؤال حول وقوف الأردن مع الحكومة اللبنانية وتغييب الرئاسة على عكس ما قامت به مع الجانب الفلسطيني حيث تعاملت مع مؤسسة الرئاسة وغيبت الحكومة قال البخيت "الأردن كان عليه الوقوف مع الشعب اللبناني، (...) أذكركم بأن وزير الخارجية ذهب الى لبنان وقابل رئيس وزرائها فؤاد السنيورة ورئيس مجلس النواب نبيه بري (...) موقفنا ان الشعب اللبناني قادر على الخروج من أزمته الداخلية عبر الحوار بين جميع الإطراف.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف