ما وراء العقوبات على إيران
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الجمعة 29 ديسمبر2006
تصاعد "منطق المواجهة" في ملف إيران النووي، ودعوة إلى "كسر ثقافة التعذيب وفرض حكم القانون" في العراق، وإجراءات بسيطة للحد من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري في كندا .. مواضيع من بين أخرى نعرض لها ضمن قراءة موجزة في بعض الصحف الدولية.
"العقوبات على إيران":
خصصت صحيفة "ذا هيندو" الهندية افتتاحية عددها ليوم الأربعاء للتعليق على قرار مجلس الأمن الدولي القاضي بفرض عقوبات على إيران على خلفية برنامجها النووي. الصحيفة استهلت افتتاحيتها باستعراض الإجراءات العقابية التي اتخذها المجلس في حق إيران، ومن ذلك "حظر بيع التكنولوجيا المرتبطة بالتخصيب والمعالجة والمعدات المرتبطة بالماء الثقيل، إضافة إلى تجميد ودائع هيئات وشخصيات إيرانية"، معتبرة أن الخطوة التي أقدم عليها المجلس كفيلةٌ بوضع الأزمة الإيرانية على طريق المزيد من التصعيد؛ حيث توقعت أن يكون القرار المذكور مقدمةً للمزيد من العقوبات في المقبل من الأيام لأنه "مما لاشك فيه أن واشنطن ستسعى إلى تضييق الخناق على إيران في غضون بضعة أسابيع أو أشهر".
واعتبرت الصحيفة أنه في حالة شهد هذا الملف المزيد من التصعيد، فلن "يلوم المجتمع الدول إلا نفسه"، وخصوصاً الدول الكبرى مثل روسيا والصين والهند التي "شددت مراراً وتكراراً على ضرورة تبني الدبلوماسية والحوار وسيلة لتسوية المسألة الإيرانية النووية"، قبل أن ينتهي بها الأمر إلى الحلول الأميركية الخشنة. وتوقعت أن يأتي قرار مجلس الأمن بنتائج عديدة على اعتبار أنه باختيارها لـ"منطق المواجهة" مجسدا في القرار 1737، فإن واشنطن تريد من وراء ذلك دفع طهران إلى اتخاذ خطوة استفزازية من قبيل إنهاء تعاونها مع "الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، أو الانسحاب من اتفاقية حظر الانتشار النووي، وهو ما من شأنه -تتابع الصحيفة- أن يمنح واشنطن فرصة للمطالبة بعقوبات أشد. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إنه "يفضل البحث عن نتائج إيجابية عن طريق غير المواجهة عموماً"، مضيفة أن "العالم يبدو أنه لم يستخلص الدروس والعبر من التجربة العراقية".
العراق... حكم القانون أولاً:
أفردت صحيفة "ذا أستراليان" جزءاً من افتتاحية عددها ليوم الأربعاء للتعليق على واقع الأوضاع الأمنية في العراق في ضوء الغارة التي قامت بها قوات عسكرية بريطانية وعراقية مشتركة يوم الاثنين على مركز للشرطة في مدينة البصرة، والتي أفضت إلى إنقاذ 127 سجيناً وتحويل المبنى إلى أنقاض. الصحيفة قالت إن الحدث مثال على "العراقيل الكبيرة التي تعترض جهود إحلال الأمن في هذا البلد الذي مزقته الحرب". واعتبرت أن إنشاء مؤسسات وطنية قوية من قبيل شرطة عراقية تكون موضع ثقة شرطٌ أساسي لإعادة إحلال الاستقرار في العراق، غير أنها رأت أن الغارة التي استهدفت مركزاً للشرطة عُرف في المدينة بأنه "قاعدة للمليشيات وفرق الموت ولمجرمين آخرين ممن يقومون بترهيب السكان وتصفية الحسابات السياسية والقيام بالأنشطة الإجرامية" يبرز مدى الصعوبة التي تواجهها قوات التحالف من أجل تحقيق الأمن، خصوصاً وأن الغارة المذكورة تأتي "بعد شهرين فقط على تعليق الحكومة العراقية للواء كامل من الشرطة مشتبه في تورطه في فرق الموت في العاصمة".
وقالت الصحيفة إن تدهور الأوضاع الأمنية بشكل سريع في البصرة، خلافاً لبغداد، إنما يعزى في المقام الأول إلى "التنافس القبلي والسياسي" أكثر منه إلى العنف الطائفي؛ وختمت بالدعوة إلى ضرورة وقف ثقافة التعذيب، وفرض حكم القانون صوناً لمستقبل العراق.
تركمانستان بعد نيازوف
تطرقت صحيفة "جابان تايمز" اليابانية في عددها لأمس الخميس للاهتمام الدولي المتزايد بتركمانستان غداة وفاة الرئيس صابر مراد نيازوف، وهو اهتمام اتخذ شكل: "تنافس من قبل القوى الخارجية على توسيع نفوذها هناك"، نظراً لمصادر الطاقة التي تزخر بها البلاد التي تتوفر على 3 ترليونات متر مكعب من احتياطيات الغاز، ما يجعل منها خامس أكبر احتياطي في العالم. الصحيفة قالت إن روسيا توجد في مقدمة الدول التي تبدي اهتماماً كبيرا بتركمانستان بالنظر إلى موقعها الجيوستراتيجي المهم في منطقة آسيا الوسطى الغنية بمصادر الطاقة، وحقيقة أن "تركمانستان تزود شركة "غازبروم" الروسية بمعظم الغاز التي تصدره هذه الأخيرة إلى أوروبا". وهي العوامل نفسها التي تدفع الجارة الصين إلى خطب ود تركمانستان أيضاً؛ إضافة إلى إيران، "التواقة إلى توسيع نفوذها، والساعية دائماً إلى تأمين حدودها"، والاتحاد الأوروبي الذي "يرغب في أن تطور تركمانستان أنابيب غاز بديلة من أجل تقليل اعتماد أوروبا على روسيا"، والولايات المتحدة التي "تدعم هذه الفكرة قصد تنويع الإمدادات ومنح الشركات الأميركية -ومعها واشنطن- المزيد من النفوذ في المنطقة".
المسؤولية عن الاحتباس الحراري:
تناولت صحيفة "تورونتو تايمز" الكندية في عددها لأول أمس الأربعاء موضوع "تغير المناخ"، الذي يعد من المواضيع التي تحظى بالأولوية لدى الكنديين حسبما تشير إلى ذلك استطلاعات الرأي. الصحيفة قالت إن الجميع يرغب في تقليص انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري، التي تعد المسؤولة عن تغير المناخ، من دون أن يقوم أحد بخطوة في هذا الإطار، مضيفة أن ثمة جهوداً فردية يمكن أن تساهم في تحقيق هذا الهدف و"إحداث الفرق".
الصحيفة قالت إن الأرقام الرسمية تشير إلى أن كل كندي ينتج ما متوسطه خمسة أطنان من الغازات المسببة للاحتباس الحراري عبر أنشطة منزلية مثل التدفئة وطهي الطعام وغسل الملابس، الخ.، وإن الكنديين مسؤولون مباشرة عن أزيد من 25 في المئة من مجموع ما تنتجه كندا من غازات المسببة للاحتباس الحراري. ورأت الصحيفة أنه "لا يمكننا التعويل على حكومتنا للقيام بشيء ما في هذا الشأن، إذا كنا نحن -كأفراد- نرفض لعب دورنا الصغير في محاربة تغير المناخ". وفي هذا السياق، استعرضت الصحيفة جملةً من الإجراءات البسيطة التي يمكن للسكان القيام بها قصد المساهمة في هذه الجهود من دون أن يؤثر ذلك على جودة حياتهم اليومية، من قبيل خفض درجة حرارة تسخين الماء في البيوت، واستبدال المصابيح المنزلية بأخرى اقتصادية لا تستهلك الكثير من الطاقة، وترشيد استهلاك الماء... وهكذا.
إعداد: محمد وقيف