ارقد بسلام يا صديق الكويت
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
السبت 30 ديسمبر2006
الشيخ علي الخليفة العذبي الصباح
خسرت شخصيا وخسرت الكويت صديقا حميما بوفاة الرئيس الامريكي الراحل جيرالد فورد، فالرئيس الراحل وقف مع الكويت في كل المناسبات التي احتاجت له فيها دون مردود مادي أو معنوي له.
بعد ان استطعنا في مؤسسة البترول الكويتية السيطرة على شركة سنتافي الامريكية أردنا ان نُدخل في مجلس ادارتها اثنين من السياسيين الامريكيين، احدهما ديموقراطي والثاني جمهوري، وبعد التشاور مع كثير من اصدقائنا الامريكيين وجدنا الكثير من الخيارات من الحزب الديموقراطي فاستقر بنا الرأي اخيرا على السيد فريدريك هيل الذي كان يرأس البورصة الامريكية في عهد الرئيس كارتر، والذي اصبحت زوجته كلارا هيل وزيرة التجارة الخارجية في ادارة الرئيس كلينتون، اما بالنسبة للشخصية الجمهورية فقد اجمعنا على اختيار الرئيس السابق في حينها جيرالد فورد.
فالرئيس فورد كان محبوبا ليس من الجمهوريين فحسب بل حتى من الديموقراطيين، وهذا السبب الذي جعل الرئيس نيكسون يختاره خلفاً له بعد استقالة نائب الرئيس اغنيو ليحل فورد كرئيس للولايات المتحدة عند استقالة نيكسون بعد ازمة ووترجيت، وعندما ذهبت لمقابلته لأعرض عليه الدخول في مجلس ادارة سنتافي وجدته متواضعا بسيطا، لم يسأل عن المقابل المادي وانما كان الحديث يدور حول دوره في ازمة الشرق الاوسط وبالاخص جهوده للتوسط بين مصر واسرائيل حول سيناء، تلك الجهود التي اكملها الرئيس كارتر في معاهدة كامب ديفيد.
وعندما ترك مجلس الادارة لظروف خاصة به استمرت صداقته للكويت، ولم يتردد في خدمتها كلما احتجنا له، لقد كان له دور رئيسي خلال ازمة الناقلات في حرب الخليج الاولى عندما سعينا حينها لرفع الاعلام الامريكية على الناقلات الكويتية وكان لا يتردد بالاتصال في اعضاء مجلسي النواب والشيوخ الذين كانوا يبدون معارضة لتلك الاتفاقية.
اما في حرب تحرير الكويت فقد كان له دور عظيم في حشد التأييد الامريكي منذ اول لحظة للاحتلال العراقي الغاشم لبلدنا الحبيب، فكان دائم الاتصال بأعضاء الكونغرس من الحزبين الذين عارضوا الخيار العسكري حتى بدون ان تطلب الكويت منه ذلك، وما اندم عليه اني قد شغلتني امور الحياة عن الاتصال به بعد التحرير لشكره على موقفه المبدئي من تحرير بلدنا.
وكان الرئيس فورد بعد استقالته من مجلس ادارة سنتافي قد رشح لنا مكانه الجنرال برنت سكروفر البارز في الحزب الجمهوري آنذاك، وكان اقتراحا ثمينا، فالجنرال سكروفر كان ذا صوت مسموع في الحزب الجمهوري خاصة بالنسبة للسياسة الخارجية، واصبح مستشارا للأمن القومي في عهد الرئيس بوش الأب الذي احتلت الكويت وتحررت في عهده، وقد كان برنت سكروفر من الصقور التي اصرت على استخدام كل السبل لتحرير الكويت العزيزة من براثن الغزاة.
اما بالنسبة للديموقراطيين الذين استعنا بهم في مجلس ادارة سنتافي مثل فريدريك هيل المعروف في اوساط الحزب الديموقراطي وزوجته كلارا هيل الناشطة والوزيرة في عهد كلينتون فقد كان لهما الدور في حشد التأييد للكويت داخل الحزب الديموقراطي خلال احتلال الكويت.
فيا صديق الكويت ارقد بسلام ولك منا جزيل الشكر والامتنان لمواقفك المبدئية، ونتقدم بخالص العزاء لزوجتك السيدة بيتي فورد، ولزملائك سكروفر وفريدريك وكلارا هيل موصول الشكر، وللشعب الامريكي الصديق العزاء بفقيدهم.