اعدام صدام: البداية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
الإثنين 01 يناير2007
جاسم بودي
من موقع المحب للعراق والعراقيين، ومن موقع الترفع عن الاحقاد مهما كانت مبررة، ومن موقع التسليم بالعدالة الالهية التي تقضي بان القاتل يقتل ولو بعد حين وبأن في الحياة قصاص... نتمنى ان تطوى، باعدام صدام حسين، صفحة الموت في العراق والمنطقة وان يفتح دفتر الحياة كل صفحاته لقيم العدالة والسلام والحرية.
اعدام صدام ليس النهاية لحقبة مظلمة ادخلت العراق والعراقيين نفقا مليئا بالمغامرات والاعتداءات وانتهاك حقوق الانسان والجرائم بحق العراقيين وجيرانهم، وليس النهاية لزعيم سكنه جنون العظمة وحب السيطرة على الافراد والدول بالقمع والاستبداد، وليس النهاية لطريقة حكم ارتكزت على ديكتاتورية حمراء بلون الدم والابادات الجماعية... انه البداية لعهد جديد سيكون بالفعل نموذجا حضاريا اذا احسن العراقيون اغتنام الفرصة والتقاط اللحظة التاريخية.
اعدام صدام يجب ان يترافق مع اعدام القيم التي ارتوى منها صدام والا فسنكون امام رحيل شخص وبقاء نهج. واعدام صدام يجب ان يترافق سريعا مع وقف العنف في العراق تمهيدا لانهائه وبناء الدولة النقيض لما مثلته دولة البعث المرعبة. فالعراقيون الذين كانوا يمسون على سجن ويصحون على مقبرة جماعية لا يريدون للنزيف البشري ان يستمر جارفا معه كل مقومات الدولة ومواردها. والعراقيون الذين تابعوا القصاص من خلال محكمة علنية امتدت لاشهر لا يريدون الموت مع القصاص بل الحياة والحياة فقط.
مع التفاف الحبل حول رقبة الرئيس العراقي المخلوع تنفك قيود جديدة من ايادي العراقيين، وتنزح عن صدورهم اعباء سوداء طالما كبلتهم بالضيق والرعب. يبقى ان يترجم حب الحياة بما يليق بمستقبل ابناء النهرين وحضارتهم، وان لا تسمح السلطة العراقية الجديدة التي تكونت من رحم معاناة المنافي وارهاب النظام السابق بحصول حروب صغيرة قد تتحول الى مجازر كبيرة تتجاوز نتائجها حدود العراق. واذا كانت السلطة العراقية تريد من توقيت الاعدام في عيد الاضحى المبارك توجيه رسالة الى العراقيين، فان العراقيين والعرب والعالم يريدون، وفي عيد الاضحى، توجيه رسالة الى السلطة بأن "التضحية" بالخلافات بين اركانها لمصلحة الاستقرار والمستقبل هو "العيدية" الحقيقية.
ويبقى ان تلهم المسؤولية الادارة الاميركية ، ولو للحظات، الى التفكير السليم والتخطيط السليم والنيات السليمة فتختار دعم طريق الاستقرار والوحدة والديموقراطية في العراق بدل طريق "التجربة والخطأ" الذي سلكته انظمة عربية شمولية اعتبرت نفسها وصية على بلاد وعباد وحولتها الى مختبرات.
صدام حسين صفحة طويت. انتقل سيد القصر الى القبر. ترك تواقيعه واختامه وشعاراته وقراراته شواهد على المذابح المتنقلة، يبقى ان تترك الاختام الجديدة والقرارات الجديدة والتواقيع الجديدة شواهدها على وقف المذابح وانهاء الفتن... كي لا يقال لاحقا:" مات وبقي نهجه".
العراقيون يستحقون مستقبلا افضل واشباه صدام يستحقون مصيره، والقصاص العادل ينفخ الروح دائما في مسيرة الحياة فهي العقيدة والجهاد... والاستقرار في العراق هو الجهاد الاكبر اليوم.