جريدة الجرائد

الضغينة‮!‬

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

يوم جــديد ..


للناس عادات وطباع للتعبير عن مخاوفهم،‮ ‬ولا‮ ‬يقتصر الخوف على الإنسان أو الجماد أو مما‮ ‬يخبئه القدر،‮ ‬فقد‮ ‬يخاف الناس من مشاعر الناس تجاههم‮. ‬في‮ ‬الغالب التعرض للأذى‮ ‬يؤدي‮ ‬إلى خوف الناس،‮ ‬وليس فقط الجسدي‮ ‬منه‮ ‬يبعث في‮ ‬النفس الخوف،‮ ‬وإنما الأذى النفسي‮ ‬يخوّف أيضاً‮. ‬وأحياناً‮ ‬تصبح‮ ''‬مكنونات القلوب‮'' ‬مصدراً‮ ‬للخوف،‮ ‬كالغضب أو الحب‮.‬
في‮ ‬الحقيقة المشاعر والإنفعالات مصدرها العقل وليس القلب،‮ ‬إلا أنه مفهومٌ‮ ‬خاطئ اعتاد الناس على تداوله‮ ‬يصوّر أن القلب هو الذي‮ ‬يكره ويحب،‮ ‬ويخفق وتزيد نبضاته عندما‮ ‬يحب ويغضب ويتعب،‮ ‬إلا أن العقل في‮ ‬الحقيقة هو الذي‮ ‬يرسل إشارات لجميع أعضاء الجسم فتتحرك استجابة لهذه الإشارات‮.‬
من‮ ''‬مكنونات القلب‮'' ‬أو بالأصح مكنونات العقل‮ '' ‬الضغينة‮ '' ‬أي‮ ‬الحقد،‮ ‬ويقال مجازاً‮ '' ‬قلبٌ‮ ‬أسود‮ '' ‬بمعنى‮ ''‬يحمل ضغينة‮ '' ‬تجاه هذا أو ذاك،‮ ‬والصحيح أن عقل هذا الإنسان‮ ‬يكره ذاك الإنسان أو ذاك الشيء‮.. ‬كل البشر‮ ‬يكرهون،‮ ‬لكن كره عن آخر‮ ‬يختلف،‮ ‬فهذا كره ناتج عن‮ ‬غضب عارم وحالة مؤقتة وتزول،‮ ‬وهذا كره ناتج عن عقلِ‮ ‬مريض أو‮ '' ‬قلبٌ‮ ‬مريض‮'' ‬كما‮ ‬يقال لا‮ ‬يحب الآخرين فهذا مرض،‮ ‬ونوع ثالث للكره ناتج عن ضعف الوازع الديني‮ ‬عند صنفٍ‮ ‬من البشر وقلة علم وتربية والنتيجة قلبٌ‮ ‬غاضب دائماً‮ ‬حاقد دائماً‮.‬
‮'‬الضغينة‮ '' ‬قصة كاملة ذات أحداث متسلسلة تحدث في‮ ‬عقول كثير من الناس،‮ ‬فتدفعهم لأن‮ ‬يُبدوا تصرفات‮ ''‬غير مسؤولة‮ ''‬،‮ ‬هي‮ ‬في‮ ‬الواقع مواقف متراكمة أدت إلى وجود الكره في‮ ‬قلوب البشر،‮ ‬وما أكثر القلوب المليئة بالضغائن والأحقاد تجاه الآخرين في‮ ‬هذا الزمان الذي‮ ‬غص بالأمراض الاجتماعية؛ فلقد تفشّي‮ ‬مرض الحقد في‮ ‬مجتمعنا بصورة لا‮ ‬يتصورّها العقل،‮ ‬وإنه أمرٌ‮ ‬يدعو إلى الغرابة أن‮ ‬يتوغّل هذا المرض إلى عصب مجتمعنا بسبب أفراد‮ ‬يُفترض أن‮ ‬يكونوا مسلمين ومثقّفين ومتحضرّين لكنّهم في‮ ‬الحقيقة حقودون‮. ‬
صعبٌ‮ ‬أن ننتزع كل هذه الأمراض من قلوب كل الناس،‮ ‬لكن ليس مستحيلاً‮ ‬أن نُنٌقي‮ ‬أنفسنا من مثل هذه الأسقام التي‮ ‬تدفعنا لارتكاب الخطايا‮. ‬ليس مستحيلاً‮ ‬أن ننظف مجتمعنا من ثرثرات الواشين والحاقدين إذا أصممنا آذاننا عنهم،‮ ‬واتقينا شرورهم واستعذنا بالله منهم ومن أفعالهم‮. ‬بالتهليل والتسبيح عند مشاهدة أي‮ ‬شيء جميل في‮ ‬يد الغير،‮ ‬فعبارة‮ (‬ما شاء الله،‮ ‬تبارك الله‮) ‬تُدخل في‮ ‬القلوب الراحة والطمأنينة،‮ ‬كما أن الرُقية الشرعية للوقاية من العين الحسود والإكثار من قراءة المعوذتين وسورة الإخلاص وفاتحة الكتاب الكريم وآية الكرسي‮ ‬وقول(أعوذ بكلماتِ‮ ‬الله التّامة،‮ ‬من كلِّ‮ ‬شيطانٍ‮ ‬وهامّة،‮ ‬ومن كلَّ‮ ‬عينٍ‮ ‬لامّة‮)‬،‮ ‬كفيلٌ‮ ‬بأن‮ ‬يقتل كلُّ‮ ‬نفسٍ‮ ‬طامعة،‮ ‬ويعمي‮ ‬كلُّ‮ ‬عينٍ‮ ‬حاقدة‮.‬

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف